ماهين شيخاني.. في ضرورة بقاء الوجود الأمريكي

ماهين شيخاني.. في ضرورة بقاء الوجود الأمريكي

بعيداً عن قوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان وتقرير مصيره رأينا هذه الشعارات الرنانة والمنظمات الإنسانية هي مجرد حبر على ورق، وتتحرك هذه الورقة بحجج وذرائع واهية لمصلحة القوى الكبرى، وكلُّ ما يجري على الساحة الإقليمية والدولية من صراعات عسكرية وسياسية؟ هي سياسة مصالح ومصالح فقط.
هنا تحضرني كلمة الرئيس مسعود بارزاني «الضعيف هو دائماً كبش الفداء للأقوياء» لم تعد هناك عهود ومواثيق ولا أصدقاء أو أعداء سوى المصالح، حيث كانت بعد الحرب العالمية الثانية احتلال الشرق الأوسط من ضمن أولويات المصالح الأمريكية، والتي دارت حول ضمان إمدادات النفط من الخليج، ومنع الاتحاد السوفييتي من الوصول إلى منابع النفط والمياه الدافئة، والحفاظ على أمن إسرائيل وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق واستحواذ نظام عالمي أحادي القطب بقيادة أميركا والحلف الأطلسي للسيطرة على العالم وورثت أزمات اقتصادية وكوارث دون حل (فلسطين - أفغانستان -العراق - سوريا – اليمن وأخيراً وليس آخراً اوكرانيا)
الآن، العالم يمر في لحظة تاريخية فاصلة حيث تتوضح ملامح تشكيل محور أو نظام عالمي جديد تقوده روسيا والصين وخلفهما دول ومنظمات داعمة بقوة اقتصادية واحتياط نقدي هائل. وقد اتّخذ هذا المحور عدة مناطق ساخنة (حروب وأزمات) ومنها الأزمة السورية كمنصّة لإسقاط نظام الأحادية القطبية وفرض حضوره وإيقاعه السياسي بقوة على المسرح السياسي العالمي عبر عدة فيتوات مزدوجة في مجلس الأمن حماية لسوريا من التدخل الخارجي ودفاعاً عن مصالحه في المنطقة. وهذا ما أكده الأسد عندما غازل موسكو في ملتقى الشباب السوري الروسي «عندما حارب بوتين الإرهابيين في سوريا كان يحمي روسيا».

الوجود الأمريكي له دور قوي لردع ممارسات الخصوم والاستقرار في المنطقة وبالأخص المناطق الكوردية حيث تتعرّض لمختلف صنوف الترهيب والترويع من قبل البعض من الداخل العراقي، ومن القوى الإقليمية، ومازال تنظيم داعش الإرهابي يسرح ويمرح، ولم ينتهِ بعد، وعلى جانبي الحدود العراقية - السورية، كما انه هو نشط جدًّا في مناطق الفراغ الأمني ولاسيما في المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان والمحتلة من بعض الفصائل والميليشيات المحلية والأجنبية والتي تشكل خطراً محدقاً بالمنطقة بشكل عام و كوردستان بشكل خاص، خاصةً هناك أصوات في الآونة الأخيرة عدة برلمانات عربية وإقليمية تطالب بانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة في العراق وسوريا، كما حدث في البرلمان العراقي أثناء التصويت على الانسحاب الأمريكي من العراق، فقد رفضت الكتل الكوردية والسنية قرار التصويت، وانسحبت من الجلسة.
حيث يعود سبب إصرار الإقليم على التمسك بموقفه؛ وذلك لعدم جاهزية القوى الأمنية، والعسكرية والاستخباراتية لمواجهة تنظيم (الدولة الإسلامية) ، كما نرى هجمات إرهابية على إقليم كوردستان من قبل جماعات إرهابية منفلتة محسوبة ضمن الحشد الشعبي والذي يتكون من (67) فصيلًا شيعيًا، و(43) فصيلًا سنيًا، و(9) فصائل أخرى مختلفة من داخل العراق وخارجه، بحجة استهداف المقرات الأمريكية والمتحالفة، وهذه العمليات تنطلق من الممرات الفارغة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحشد الشعبي، وكما أشار الرئيس مسعود بارزاني الى أن أولويات واشنطن الحالية ربما تكون قد تغيرت، حيث تحتل الصين وأوكرانيا جدول أعمال الأمن القومي، مضيفا ان "هذا لا يعني أن الولايات المتحدة تأخذ الأمور على محمل الخفة" في العراق والشرق الأوسط.
لهذا المطلوب كوردياً لضمان استقرارهم وأمنهم؟ هو رص الصفوف وتوحيدها أولاً ، ربما يقول أحدهم أن هذا الطلب غير ممكن ومن المستحيلات، لنمد أيدينا، ونتفّق على نقاط نرتكز عليها جميعاً لتبقى هدفاً ثابتاً لنا ككل.
نحتاج في هذا الوقت إلى مناضلين حقيقيين كالبيشمركة والقائد مسعود بارزاني رمز قومي ووطني لشعب كوردستان وللأحرار مدافعاً عن شعبه وأرضه من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة .

نحتاج إلى المخلصين من أبناء شعبنا الذين أضحوا نزلاء دائمين في سجون ومعتقلات الظلام، أو المبعدين قسراً في ديارهم أو المنزوين عن شعوبهم، متقوقعين داخل أفكارهم، لا يجدون مساحة للتعبير عن ذواتهم ولا عن الآخرين. هم ضحايا ظلم السياسة وفساد الساســة وانحطاط القيم والأخلاق، ضحايا زمن العهر والرداءة والخبث.
ختاماً، في كل أمة شجعان وأبطال ومضحون، وهم كثر وفي كل الأوقات والعصور، لا بد من خلق الشجاعة لتقدم الصفوف، ففي بعض الأحيان تكون الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب. فالشجاعة تصنع المنتصرين، والوفاق يصنع الذين لا يهزمون. ويشكلون مناراً يضيء درب الساعين إلى الحقيقة والخلاص.