شريف علي: كوردستان ودلالات رئاستها

شريف علي: كوردستان ودلالات رئاستها

كانت ساعة الصفر للبدء بانتخاب رئيس الإقليم يوم الثلاثاء المصادف الثامن والعشرين من شهر أيار بعد أن تم تفعيل قرار البرلمان الكوردستاني المتعلق بمنصب رئاسة الإقليم.في وقت سابق من الشهر الحالي.

المتتبع لموضوع رئاسة الإقليم يلاحظ ودون جهد ان أطرافا كوردستانية ونزولا منها عند رغبة أجندات أنظمة إقليمية بطلت ما بوسعها لتعطيل العمل بهذا القانون ما ان أصبحت على يقين بأن الشعب الكوردي لا ولن يضع مصيره ومستقبله سوى بايد امينة. المتمثلة بتلك العاملة لخدمة المشروع القومي الكوردستاني، وترجمة قرار الشعب الكوردستاني في هذا الاطار، كانت نموذجا فريدا في المنطقة من حيث الآلية التي كان يتم بها انتخاب الرئيس، وأهمية هذا المنصب بالنسبة للشعب الكوردستاني. والشخص المنتخب لهذا المنصب.

انطلاقا من ضرورة المرحلة النضالية التي يمر بها وأهمية ذلك في ترسيخ إرادة الشعب التي تحققت بعظيم التضحيات، وتوجت بملاحم انتفاضة ربيع 1990 التي عمت كل بقعة من التراب الكوردستاني وتوظيف جل طاقتها بحكمة ودراية ثورية لتصبح بوابة المكتسبات للشعب الكوردي، ولما كان للرئيس مسعود بارزاني الدور الأساسي والفعال في تحصين تلك المكتسبات وجعلها مرتكز الانطلاق نحو مرحلة بناء الدولة الكوردستانية على ضوء هذا وبما يمتلكه من إرث نضالي قويم .على امتداد ما يزيد على نصف قرن مضى، كانت الثقة التي منحته اياه الجماهير الكوردستانية ليتبوأ وبجدارة منقطعة النظير منصب رئاسة الاقليم دستوريا وباصوات الملايين من ابناء كوردستان ممن وجدوا فيه ضمانة الحفاظ على المكتسبات والارتقاء بها. فكان خير امين على الأمانة، والساعي الاكبر للسير بالمشروع القومي الكوردستاني نحو النهاية السعيدة، وهو يواجه التحديات المحلية والإقليمية وحتى الدولية بارادة فولاذية اساسها ثقة الأربعين مليون كوردي فكان له ، كما اراد.هو ان يكون. لا كما اراد الأعداء، ممن لم يوفروا سبيلا للنيل من نجاحاته على مختلف الصعد الدبلوماسية والعسكرية والسياسية،غير أن الحنكة السياسية لديه، وحرصه على أمن واستقرار كوردستان والشعب الكوردستاني، كانت تجعل من المحاولات التي كانت ترمي للنيل منه ومن القضية دعائم ترسخ ثقة الجماهير الكوردستانية.به، وهذا ما أثبتته نتائج الانتخابات البرلمانية على الصعيد العراقي والكوردستاني، بالفوز الساحق لقائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني التي تعبر عن المشروع القومي الكوردستاني الذي يدير دفته الرئيس مسعود بارزاني.

الآن، وها هي كوردستان أمام الانعطاف تاريخي في ظل التغيرات التي شهدتها المنطقة وتلك الأكثر احتمالا ان تشهدها، كانت الكلمة ومن جديد لجماهير كوردستان التي اكدت متابعة مسيرة النضال التحرري تحت راية كوردستان على نهج البارزاني الخالد وبقيادة الرئيس البارزاني من خلال التصويت لانتخاب السيد نيجيرفان ادريس البارزاني لمنصب رئاسة الاقليم بعد أن ترك لهم الرئيس بارزاني حرية الاختيار. فكان خير خلف لخير سلف، وهذا الاختيار بجد ذاته نابع من الايمان بان لهذا المنصب اهله لما له من اهمية في مصير ومستقبل كوردستان والشعب الكوردي،وأمنه واستقراره .

فاذا اودعه سيادة الرئيس مسعود بارزاني دعما لمسيرة بناء كوردستان حرة ديمقراطية، فإن النهضة العمرانية والتطور والازدهار الذي تحقق في كوردستان طوال فترات الكابينات الحكومية التي ترأسها السيد نيجيرفان بارزاني، وما يتمتع به شخصه من خصال القادة المعاصرين، وقبول لدى الأوساط الاقليمية ومراكز القرار العالمي بشكل خاص، دفعت بشخص الرئيس نيجيرفان بارزاني ان يكون الشخص الأنسب لخلافة الرئيس مسعود بارزاني في رئاسة الإقليم، فهنيئا للشعب الكوردستاني الرئيس الجديد للإقليم، فالأمانة بقيت في يد أمينة.