شريف علي: انفال الجرح النازف

شريف علي: انفال  الجرح النازف


في الاول من اب/ سبتمبر الجاري مرت الذكرى السادسة والثلاثين لجريمة مروعة راح ضحيتها ما يتجاوز الثمانية الاف من الكورد البارزانيين،جريمة تكاد تفوق حتى معايير الاجرام بحق الانسان ،والافظع فيها، كانت جل ضحاياها من النساء والاطفال والشيوخ ممن غررت بهم وخانتهم العهود والمواثيق الدولية وحقوق الانسان التي كان لابد ان تجنهم وحشية مجرمو الفكر البعثي الفاشي مهن توهموا بامكانية خنق النضال الكوردي بالقتل والتدمير.،فباتت تلك الشرائح المسالمة ضحية سهلة المنال لممارسات ذلك الفكر العنصري،وبرامجه الهمجية تجاه الشعب الكوردي عموما والبارزانيين على وجه التحديد.كون منطقة بارزان بقيت على الدوام معقلا حصينا للفكر القومي الكوردي وبؤرة نضالية كوردية لم تخمد منذ بدايات القرن الماضي.

اذ لاتمر ذكرى سنوية حتى يكون قد طفت على السطح ويان العشرات من الشواهد على الجريمة في اقاصي الصحارى العراقية حيث كانت محطات اخيرة لقوافل المؤنفلين من ابناء كوردستان، لا بل الامر من ذلك ان يظهر في ذات الوقت ممن يؤكدون ان عدوانيتهم الهمجية تجاه الشعب الكوردي لا تزال متجذرة في اذهانهم ،وكان لسان حالهم يقول الجريمة لم تكتمل بعد، متناسين ان كل شاهد على جريمتهم تلك بات منارة تضيء الطريق امام الكورد وحافزا لاقتلاع جذور ذلك الفكر.

هذا ما اوحت به رسالة الرئيس مسعود بارازاني قبل أيام بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لمجازر الانفال المروعة.واكد سيادته في سياقها ان استرجاع ذكريات المآسي بحق الشعب الكوردي من جانب الطغاة واعداء الشعب الكوردي لا يعني سوى شحذ الهمم ومتابعة مسيرة النضال حتى اقتلاع جذور ذلك الفكر الذي لا زال هناك من يستقي منه ويحاول ان يبني امجادا على ماضيه الملطخ بدماء الاطفال والنساء الكورد، وعلى حساب حق الشعب الكوردي من جديد.

لكن الواقع الحالي وبفضل تضحيات عشرات الالاف ممن رووا بدماءهم التراب الكوردستاني لم يعد البيئة المناسبة لتلك العقلية القاتلة التي ولى زمانها منذ ان تسلل مهندسوها للاحتماء في الجحور.وان الوقت قد حان لينحني جناة الامس وورثتهم امام جثامين ضحاياهم ،ويدفعوا فاتورة طغياهم وتعويض ذوي الضحايا استحقاقاتهم التي تنص عليها المواثيق الدوليةبهذا الشأن من جانب الوريث القانوني للسلطة البائدة ،لان الجرح باق ينزف مادامت هناك صرخة دفنت وهي حية دون ذنب اقترفته سوى انها صرخة كوردية بارزانية.