حوار في ظل ازمات

حوار في ظل ازمات

حوار في ظل ازمات
بقلم : شريف علي
في خضم المستجدات الدولية والترقب العالمي لما تخفيه الادارة الامريكية الجديدة بشان العالم اجمع والشرق الاوسط تحديدا، خاصة ما يتعلق منها بالمناخ الديمقراطي الذي لابد ان يكون السمة الابرز للسياسة الامريكية القادمة، واهمية ذلك في مجمل العلاقات والسياسات في العالم بعد تغييب متعمد من قبل ادارة ترمب على حد ما تعكسه تصريحات الفريق الرئاسي المرتقب للولايات المتحدة الامريكية، والذي اكد العديد منهم في سياق ذلك على اولوية تعزيز التحالفات الامريكية مع شركائها في التصدي للفكر المتطرف والارهاب الممنج الذي يهدد امن وسلامة العالم اجمع ، نجد في ذات الوقت قيام الادارة المنتدبة على كوردستان الغربية باتخاذ اجراءات تعسفية بين الحين والآخر، منافية لابسط المعايير / من جميع النواحي ، الاجتماعية والسياسية والقانونية وما الى ذلك،اجراءات تتخذ بحق افراد او هيئات دون وجه حق سوى لان اولئك لا يجارون او يصفقون لافكارهم التي اودت بالمجتمع الكوردي الى الهاوية فتتالت وتنوعت التعديات ليس على الافراد فحسب بل حتى على ذويهم، او من تطوع بالدعوة لوقف تلك التعديات، بدأ من الاستدعاءات الاستخباراتية الى المراكز الامنية وما يرافق ذلك من اهانات وتهديدات لارغام المستدعين للعمل معهم على غرار الاجهزة الامنية للنظام، وصولا الى الاعتداء المسلح بالاسلحة النارية والقنابل والترهيب الممنهج للمواطنين,هذا في الوقت الذي تكون انظار الشارع الكوردي بشتى شرائحه متجهة نحو الحوار القائم وبرعاية امريكية بين المجلس الوطني الكوردي(ENKS) من جهةوحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)،التي تقود الادارة المنتدبة ومجموعة الاحزاب الداخلة في الحوار تحت اسم احزاب الوحدة الوطنية من جهة اخرى. ما يعني ان حزب الاتحاد الديمقراطي لايسعى الى ما تعلنه للملأ وانما تسير وفق برنامج مرسوم لدى جهات اوكلت اليها مهمة التنفيذ فقط، ولا يمكن لها ان تحيد عنه،برنامج يهدف الى تقويض النضال التحرري الوطني الكوردي في كوردستان الغربية كما قوضته في كوردستان الشمالية سابقا،وتبذل الآن قصارى جهدها وبالتنسيق مع ميليشيات واجهزة الاستخبارات الايرانية والتركية للعمل ذاته في كوردستان الجنوبية التي تتخذ من مناطق تابعة لها مواقع لادارة مشاريعها تلك اما مباشرة او عبر وسطاء محليين تحت مسميات مختلفةبعيدة كل البعد عن اي اشارات الى كورديتها ما يعكس وبوضوح لا لبس فيه ان ان السلوك الحواري المتناقض لحزب الاتحاد الديمقرطي ينم عن ازمة داخلية غرقت فيه،بفعل عاملين الأول داخلي وهو الضمانة التي تعهد بها مظلوم عبدي احد اقطابها العسكريين والمعتمد امريكيا بضرورة التوصل الى تفاهمات واتفاقات عملية بين الجانبين الكورديين للتوصل الى مصدر موحد للقرار الكوردي في كوردستان الغربية ، والعامل الثاني هو الرعاية الامريكية المباشرة للحوارات الكوردية وتأكيدها على ضرورة التوصل الى نتيجة فعلية وقرار كوردي مشترك يكون له دور فاعل ومؤثر في الحلول المرتقبة لمستقبل سوريا بما يضمن الحق التاريخي المشروع للشعب الكوردي هذين العاملين وفي ظل قرار pyd المستلب من قبل اطراف اقليمية ومحلية جعلا من قياداتها تفقد بوصلتها السياسية لتعبر عن تكوينها الفكري وتكشف عن وجهها الحقيقي لتقذف بالمواقف اللامسؤولة والاتهامات العارية عن الصحة والواقع تجاه الطرف الاخر،وتقوم بوضع العقبات امام سير الحوار ودفع الطرف الاخر الى الامتناع عن مواصلة الحوار ،وتحميله مسؤولية افشال الجهود المبذولة لتوحيد القرار الكوردي الذي يتوقف عليه مستقبل القضية الكوردية في كوردستان الغربية،والتغطية غير الموفقة على فشلها في الحفاظ على المناطق الكوردستانية وادارتها بما يخدم ابناءها ويضمن لهم الامان والاستقرار ومستو لائق من العيش جراء استشراء الفساد في هيكلية الادارة برمتها دون رقيب على مدى السنوات الماضية من عمرها.ليبدو التفاوت صارخا بين الغالبية العظمى المسحوقة من الشعب والشريحة المتنفذة في الهيكلية، والتي اغتنت بشكل لا محدود على حساب الغالبية تلك،وهذا ما يستشف منه ماراثونية الحوار القائم ما لم يقف امام مسؤوليته التاريخية كل من تعهد بضمان نجاح الحوار والوصول الى اتفاق شامل.ووضع حد لاولئك الذين يستهدفون بتصريحاتهم تعطيل الحوارات،و نسف اي اتفاق كوردي/كوردي مرتقب يخدم المصالح العليا للشعب الكوردي .