المناضلون الأوائل.. القدوة في ذكرى التأسيس

المناضلون الأوائل.. القدوة في ذكرى التأسيس

بقلم: محمود حاجي

كل شعوب العالم ناضلت لتأمين حقوقها القومية المشروعة، وكذلك الشعب الكوردي كان ولا يزال يبحث عن حقوقه القومية المشروعة وحقه في تقرير مصيره، ويمكن ذلك بالاستفادة من الإرث النضالي التحرري الكوردي، ومنها تجارب نهج البارزاني الخالد وتجربة مناضلينا في كوردستان سوريا.
لقد مرّ الشعب الكوردي في سوريا بكثير من المحطّات والنكسات على مرّ تاريخنا منذ تأسيس أول حزب سياسي كوردي في سوريا، ولقد كان لمناضلينا بصماتهم في كل محطة من تلك المحطات، فهم قدّموا كل ما يملكون من أجل نيل حقوق شعبنا الكردي المشروعة، ولكن بسبب الموقع الجغرافي، وتكالب الدول علينا لم نشهد لحد هذه اللحظة ولادة كوردستان. لقد كانت هناك محاولات لمثقفين كورد لتنظيم الكورد ففي عام 1927 م تم إنشاء تنظيم خويبون في سوريا وتعني الاستقلال يسعى لاستقلال كوردستان وكذلك إصدار أول مجلة كوردية أدبية من قبل مير جلادت بدرخان في 15 أيار 1932م ويذكر (الدكتور نورالدين زازا في كتابه حياتي الكوردية قبل تأسيس البارتي ص 68 ) في عام1937 م تم إنشاء أول رابطة طلابية مؤلفة من 15 شخصاً، وهي (هيفي وتعني الأمل) وهذه التنظيمات والجمعيات كانت سبباً لإيقاظ الشعور القومي لدى الشباب الكورد، ويذكر أيضًا في عام 1939م تأسس فريق رياضي باسم (فريق كوردستان) في دمشق، واشترك الفريق بشكل منتظم في المباريات التي نظمتها نوادي دمشق، وحصل فريق كوردستان على البطولة عام 1940م ولكن بسبب ضغط الأتراك تم إيقاف جميع نشاطاتها.

*تأسيس البارتي الديمقراطي الكوردستاني في سوريا 14 حزيران 1957م

تأسس أول حزب سياسي كوردي في سوريا في 14 حزيران 1957م وباسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا وشعاره هو تحرير وتوحيد كوردستان من قبل 1- عثمان صبري 2-حمزة نويران 3- حميد حاج درويش 4- رشيد حمو 5- محمد علي خوجه 6- شوكت حنان 7- خليل محمد 8- الشيخ محمد عيسى وأنضم رسميا الدكتور نورالدين زازا في عام 1958م وأصبح رئيساً للحزب واختير عثمان صبري سكرتيراً، ودائماً عندما يتم ذكر الأسماء يقال ان بعضهم ليس من المؤسسين ولكن لنقف عند اسمين أولهما الشيخ محمد عيسى حيث يذكر رشيد حمو في أحد حواراته وهو من المؤسسين ان الشيخ محمد عيسى من المؤسسين ولكن يوم إعلان الحزب كان في عمرة للسعودية وهذا لا يلغي ذكر اسمه.

والثاني الدكتور نورالدين زازا، فالكثيرون لا يذكرون اسمه من المؤسسين والسبب لأنه هو شخصياً قال للقيادة: سأتمهل حاليا حسب كتاب صفحات من تاريخ حركة التحرر الوطني الكردية في سوريا ولكن في عام 1958م وافق الانضمام للحزب وترأس الحزب وفي كتاباته، وأيضاً في إحدى الندوات لأحد الأحياء من المناضلين القدماء الشيخ أمين شيخ كلين قال الدكتور نورالدين زازا من المؤسسين، ويقول حميد درويش في كتابه أضواء على الحركة الكوردية في سوريا ص 15 لقد كان الدكتور نورالدين زازا من الداعمين المستمرين بكتابة البرنامج السياسي للحزب قبل إعلان التأسيس.

ومع إعلان الوحدة بين مصر وسوريا وموقف الحزب غير المرضي منها تم اعتقال القيادة في آب 1960م ومن ثم تم تغيير اسم الحزب الى الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ومن ثم في عام 1965م اصبح الحزب تياران وشكل عثمان صبري الحزب الديمقراطي الكردي اليساري في سوريا، واحتفظ حميد درويش باسم الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، وأضاف اسم التقدمي له في عام 1977م وبسبب هذا النزاع طلب المرحوم الخالد ملا مصطفى البارزاني من الطرفين الحضور لنوبردان في عام 1970م وكذلك من المستقلين الوطنيين بغية توحيد الأطراف، ولم شمل الحزب من جديد، وهنا اتفق الجميع على الوحدة وتم تسميتها بالقيادة المرحلية وتكليف المرحوم دهام ميرو لقيادتها واسم الحزب هو الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا.

وفي المؤتمر الحزبي الأول عام 1972 بقرية الداودية بمنطقة بامرني تم انتخاب السيد دهام ميرو سكرتيراً للحزب. ثم تم اعتقال السكرتير مع بعض القيادات من قبل الأجهزة الأمنية السورية، وتم انتخاب السيد عبد الحميد سينو سكرتيراً، واعتقل هو الآخر في عام 1975 وتناوب على قيادة الحزب مصطفى ابراهيم والياس رمكو خلال الفترة 1975م – 1978م.

يقسم المناضل شيخ كلين المناضلين الى رعيل أول وثان وثالث ورابع، فالرعيل الأول (عثمان صبري، نورالدين ظاظا، الشيخ محمد عيسى، رشيد حمو، شوكت نعسان، حمزة نويران، محمدعلي خوجة، عبدالحميد درويش، خليل محمد) والرعيل الثاني (خالد المشايخ، كمال عبدي، عبدالعزيز داود، محمد ملا احمد تيج، عبدالله ملاعلي) والرعيل الثالث (دهام ميرو، كنعان عكيد، محمد نذير مصطفى، عبدالحميد سينو، هورو احمد، شيخ امين كلين، مصطفى إبراهيم) والرعيل الرابع (الشهيد كمال أحمد درويش، الشهيد نصر برهك ، عبدالرحمن آلوجي).

في المؤتمر التوحيدي عام 2014 اصبح أسم الحزب (الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا) ويعتبر الوريث الشرعي لأول حزب سياسي كوردي في سوريا.

وهنا قمنا بذكر أكثرية المناضلين الذين دافعوا عن القضية الكوردية والبعض مازال حياً.

المطالبة بالقضية هي الطريق الوحيد للحفاظ على الشرف والكرامة ونحن سنكون على درب مناضلينا درب أحياء الفكر القومي، وهذا الفكر القومي يجب ان يدخل الى قلب كل كوردي ويتحول الى سلوك وروتين يومي نمارسه لتحقيق الأهداف التي أسس بها مناضلونا أول حزب كوردي في سوريا وهي تحرير وتوحيد كوردستان.