يوم تأسيس أول حزب كوردي.. العهد والوعد المنتظر

يوم تأسيس أول حزب كوردي.. العهد والوعد المنتظر

بقلم: عزالدين ملا
السياسة اسلوب بناء العلاقات بين الدول وتنظيمها بما يتفق ويتلاءم مصالح كافة الأطراف، وتحقيق الأمن والاستقرار من جهة والتوازن الاقتصادي والتجاري من جهة أخرى، ومن خلالها يتحقق الضبط والربط. وقد تكون للسياسة دور في تنظيم الأدوار والعلاقات ضمن الدولة الواحدة والمجتمع الواحد، فيتحقق بذلك تكامل مجتمعي من كافة النواحي، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى المعيشية، أمَّا السياسة الكوردية في غرب كوردستان فتتماشى عكس ذلك كله.

*السياسة الدولية والسياسة الكوردية

السياسة الإقليمية والدولية حال والسياسة الكوردية في كوردستان سوريا حال آخر، تعمل مؤسسات وأنظمة الدول العالمية على إخضاع السياسة لخدمة أجنداتها وأمنها القومي، إلا ان بعض قادة الكورد في غرب كوردستان يجعلون من السياسة أداة، هذه هي السياسة التي يتم اتباعها على الشعب الكوردي في غرب كوردستان. والاسلوب المتَّبع في مناطق الإدارة الذاتية والتي اقتطعت منه كل ما هو كوردي لتصبح الإدارة الذاتية لـ شمال شرق سوريا.

*الكورد في غرب كوردستان والحلم المنتظر

الشعب الكوردي في غرب كوردستان، كان ومنذ أن ألحق جزؤهم من كوردستان الكبرى إلى الدولة السورية الحديثة والتي تشكلت بعد اتفاقية غير سوية وناقصة بين فرنسا وبريطانيا والتي سميَّت اتفاقية سايكس بيكو، ظل يتطلع إلى كل ما يحصل من شاردة وواردة في أجزاء كوردستان الأخرى، وكانوا ينتظرون أن يتحقق حلم الدولة الكوردية في الأجزاء الأخرى، وكانوا اليد العون لهم من خلال توجيه شبابهم للالتحاق بالانتفاضات التي جرت في كل تلك البقع الجغرافية لكوردستان وأيضاً تقديم يد المساعدة مادياً ومعنوياً، ظهرت جليَّاً إبان ثورات البارزانية في إقليم كوردستان وبشكل أوضح ثورة أيلول المجيدة بقيادة الملا مصطفى البارزاني وانتفاضة عام 1990، لم يكن في يوم من الأيام من أن يحلم الكورد في غرب كوردستان بالحصول على أي إدارة أو إقليم كوردي في سوريا، لسبب بسيط وهو في عدم وجود جغرافية مناسبة كما في أجزاء الأخرى لتفعيل أي انتفاضة وأيضا لعددهم القليل والتي يصبوا ثلاثة ملايين نسمة وعدم وجود ترابط متصل بين أهم مناطقها الجزيرة وكوباني وعفرين.

*الكورد بعد 2011 والفرصة الملائمة

إن قيام الثورة السورية عام 2011 كان بداية انفتاح كوردي في كوردستان سوريا على العالم، وفرصة ملائمة لتثبيت الرؤية الكوردية في الدستور السوري وإحقاق الحقوق القومية والوطنية المشروعة للشعب الكوردي في سوريا إلى جانب حقوق كافة مكونات الشعب السوري. لذا شدَّت الحركة السياسة الكوردية أحزمتها وأصبحت أمام اختبار حقيقي لم تكن في الحسبان، لملمت حقائبها وشكَّلوا جسماً سياسياً كوردياً ليُباشروا مهمتها الأساسية في النضال إلى جانب كافة مكونات الشعب السوري للوصول إلى دولة سورية ديمقراطية تعددية لا مركزية، ولكن السياسة غير المجدية المتبعة من قبل الكورد في غرب كوردستان أدخل الشعب الكوردي في أتون صراع كوردي داخلي.

*الكورد في غرب كوردستان وإلهائه في صراعات جانبية

انقسم الكورد بين مناصري النضال السياسي ومناصري حمل السلاح، فتشُتّت الكورد مما أجبر بالشعب الكوردي إلى دفع الضريبة دون إرادته. أولاً، دخلوا في حروب في أماكن لا ناقة لهم ولا جمل هم بغنى عنه راح ضحيته آلاف الشهداء من أبناء الكورد. ثانياً، صراع معيشي يعيشه الشعب الكوردي نتيجة سياسات الخاطئة من قبل سلطة الأمر الواقع الذي يهما فقط أتِّباع سياسة التجويع والنهب وفرض الضرائب. ثالثاً، هجرة مئات الآلاف من الكورد إلى خارج الوطن بحثاً عن الأمن والأمان والاستقرار ومستقبل أفضل لأبنائهم.
لذلك الشعب الكوردي في كوردستان سوريا تاه بين مَن حمل راية النضال السياسي والمطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الكوردي، وبين مَن رفع شعارات الأمة الديمقراطية عفا عنها الزمن، ولم يعد يفرق بين الصح والخطأ.

*الكورد في غرب كوردستان والحاضنة الأساسية

السياسة الدولية مازالت في حالة التخطيط ولم تنفذ بعد، ومازال طريق لسياسة كوردية متوازنة ومتوافقة مع سياسات الدول الإقليمية والكبرى سالكاً، الحركة الكوردية وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا في يوم تأسيسا حامل راية الكوردايتي أمام مهام نضالية مهمة، والشعب الكوردي في غرب كوردستان رغم المعاناة الكبيرة والصراع المستميت للحفاظ على ثباته وبقائه على أرضه، مستمداً هذه العزيمة والاصرار لثقته بنهج الكوردايتي، الذي سار عليه آباؤهم وأجدادهم وتجددها الحركة السياسية الكوردية في كوردستان سوريا كل عام في يوم تأسيسه، نهج الوفاء والصبر والخلاص والتضحية نهج البارزاني الخالد.

*طريق لملمة الجراح الكوردية مازال مفتوحاً

عليه، اعتقد أن الطريق أمام لملمة الجراح الكوردية مازال معبداً ومفتوحا، والحوار الكوردي الكوردي الحل الوحيد لضمان هذا الطريق وخاصة مع وجود ضامن بحجم دولة عظمى كـ الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها فرنسا وبريطانيا، لتكونوا على قدر المسؤولية ولتحافظوا على ثقة الشعب الكوردي وأن تكونوا على عهد مؤسسين الأوائل الذين أسسوا حزب الديمقراطي الكوردستاني، وضحوا بكل ما يملك لبقاء هذا الحزب في طريقه القويم طريق الكوردايتي.