جريدة كوردستان - الافتتاحية
كوردستان - الافتتاحية
المقصود بالتوافق الكردي هو الوصول إلى أسس مشتركة لتحقيق الموقف الكردي الموحد بين المجلس الوطني الكردي في سوريا " ENKS " وأحزاب الوحدة الوطنية " pynk " على قاعدة اتفاقية دهوك لعام 2014 كما هو متفق عليه.
معلوم أن الجهود والمساعي في السنوات السابقة في هذا الاتجاه كانت في معظمها تتكلل باتفاقات موقعة من الجانبين وبرعاية كريمة من جناب الرئيس المناضل مسعود بارزاني " هولير1، هولير2، دهوك "، وكان في كل مرة وعند البدء بالتطبيق أو التنفيذ يتم الخرق والانتهاك من الطرف الآخر تحت حجج وذرائع واهية.
في السنوات الأخيرة وبعد دخول كلٍّ من فرنسا وأمريكا على خط التوافق الكردي، ارتضى المجلس العمل برعاية كل منهما على أمل ممارسة الضغط من جانبهما لتحقيق ذلك التوافق، إلا أانه وللأسف كان يتم إحباط كلّ جهد منهما بالتلويح بقوة الشبيبة الثورية "جوانين شورشكر" التي تيزعم أنها خارج سيطرتهم، لتقوم بحرق مكاتب المجلس ومكاتب أحزابه، ومن ثم قيام مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي " pyd " باختطاف قيادات وناشطي المجلس وإعلامييه وزجّهم في الزنازين بعضهم لآماد طويلة، واختطاف القاصرين والقاصرات لتجنيدهم إلزامياً، وهي في مجملها رسائل لا تحتاج إلى التفسير برفض التوافق مع المجلس رغم الدعوات المتكررة في هذا الصدد، ومع ذلك كان المجلس يتجاوب دائماً مع الدعوات التي تطلق سواءً من الراعي أو من جانبهم بالذات، على أمل أن الظروف قد تغيّرت أو أن الوضع أمام مرحلة جديدة من التطوُّرات والتحوُّلات ينبغي مواكبتها ..الخ، لكن دون جدوى والأمور تبقى كما هي دون تغيير يذكر.
اليوم، ومن جديد يصرح قائد قوات سوريا الديمقراطية " قسد "السيد مظلوم عبدي" بأن الحوار من أجل التوافق الكردي سيبدأ في شهر آب 2024 يعني الشهر الجاري دون أن يكون للمجلس حتى العلم بذلك، ما ينبغي الوقوف عند هذا التصريح الهام، والتساؤل:
هو هل حقا هناك رغبة لدى السيد عبدي بضرورة استئناف الحوارات بين "ENKS وpynk " ودون أن يوضّح كيف؟ ومتى بالضبط؟ ومن أين يمكن البدء؟ وبرعاية من؟ وهل هذ التصريح هو حصيلة مناقشة ومداولة بين قيادات الجهة المعنية؟ أم أن التصريح جاء في سياق دبلوماسي ربما للتغطية على موضوع الانتخابات المزمع إجراؤها في شهر آب الجاري والتي قد تؤجل مرة أخرى وإلى اجل غير مسمى أاو ربما إلغاؤها، أم أن التصريح جاء بالتوافق مع الجهة الراعية للحوارات، وإذا كان كذلك فمن الضروري إبلاغ المجلس رسمياً بذلك، وإن كان التصريح حقًا رغبة من ذاك الطرف في استئناف الحوارات لضرورات المرحلة ومتطلباتها، فلاشك أن المجلس يكون على استعداد تام لاستئناف هذه الحوارات على الأسس المتفق عليها منها قاعدة اتفاق دهوك، والبدء مما توصل إليه سابقًا ووفق وثيقة الضمانات ذات البنود الستة التي وقع عليها السيد عبدي مع الجانب الأمريكي، وبالاستناد إلى تلك الوثيقة ينبغي الإفراج عن المختطفين كافة "السابقين واللاحقين" وخلق الأجواء والمناخات المناسبة لاستئناف تلك الحوارات التي كانت وما زالت ضرورية للتوافق الكردي بُغْية توحيد الموقف والصف في مواجهة التحديّات المُحدِقة بشعبنا الكردي، أو استعداداً للتحوُّلات والتطوُّرات المرتقبة سواءً في الشأن السوري عامة أو الشأن الكردي خاصة، وما ينبغي لها من الإسراع وقبل فوات الأوان.