افتتاحية العدد 236 من صحيفة كوردستان.. قضية الشعب الكوردي في سوريا

افتتاحية العدد 236 من صحيفة كوردستان.. قضية الشعب الكوردي في سوريا

كوردستان - الافتتاحية

القضية الكردية في سوريا قضية وطنية بامتياز وقومية وإنسانية، والشعب الكردي في سوريا واقعٌ معاشٌ، ووجود تاريخي أصيل في مناطقه التاريخية، لا يمكن تجاوزه بأي شكل من الأشكال، وهو رقمٌ مهمٌّ في المعادلة السياسية في البلاد من خلال حركته السياسية، أهمّها المجلس الوطني الكردي ورؤيته السياسية التي تمثّل تطلعاته، ولا يمكن تجاوزه، كما لا يمكن خلق الاستقرار في سوريا والمنطقة بدون حل القضية الكردية في سوريا لأنها قضيةُ شعبٍ عانى من الظلم والاضطهاد على مدى عقود من الزمن، وتعرّض إلى إجراءات استثنائية وقوانين عنصرية مقيتة خلال عقود.

تُعدّ القضية الكردية في سوريا والشعب الكردي جزءًا لا يتجزّأ من النسيج الاجتماعي والسياسي للبلاد، حيث يمثّل الكرد تاريخًا عريقًا وثقافة غنية تساهم في تشكيل الهوية الوطنية السورية.

إن هذا الوجود الكردي الذي يمتدُّ لقرون، يعكس تنوعًا ثقافيًا ولغويًا يعزّز من قوة المجتمع السوري ويثري تجربته.

تتجاوز القضية الكردية كونها مسألةً حقوقيةً محضة، فهي قضية وطنية وإنسانية بامتياز.

يسعى الشعبُ الكرديُّ عبر نضاله الطويل والشاق إلى تحقيق حقوقه القومية المشروعة، بما في ذلك الاعتراف بلغته وثقافته، والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية وفق العهود والمواثيق الدولية كما أن هذه المطالب ليست مجرّدَ رغبات، بل هي حقوق مشروعة تعكس تطلّعات الكرد في سوريا عموماً نحو مساهمة فعالة في بناء مستقبل سوريا وخلق الاستقرار فيها.

إنّ تجاهل حقوق الكرد أو عدم الاعتراف بهم كجزءٍ من المجتمع السوري قد يؤدّي إلى تفاقم الأزمات والصراعات، ويعوق جهودَ تحقيق الاستقرار في البلاد. لذا فإن الحلّ العادلَ والشاملَ للقضية الكردية يُعدُّ أمرًا ضروريًا لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة ككل.
إن الحوار والتفاهم بين جميع مكونات المجتمع السوري، بما في ذلك الكرد أنفسهم، هو السبيل الأمثل لتحقيق التعايش السلمي والتنمية المستدامة.

يجب أن نتبنّى نحن السوريين جميعاً رؤية شاملة لمستقبل البلد تعترف بتنوّعنا القومي والديني والايديولوجي تعترف بحقوق الجميع وتحتفي به، فبذلك فقط يمكننا بناء سوريا جديدة، تتّسع للجميع وتضمنُ حقوقَهم وتطلّعاتهم.

دعونا نعملْ معًا من أجل مستقبلٍ مشرقٍ يسوده السلام والعدالة، حيث يُحتفى بالتنوّع، ويُعزّز التفاهُم بين جميع أبناء الوطن.