عبدالكريم محمد: التحالف الدولي بدّد مخاوفنا من التهديدات.. وبيشمركة روج يدخلون الوطن بإشرافهم

عبدالكريم محمد: التحالف الدولي بدّد مخاوفنا من التهديدات.. وبيشمركة روج يدخلون الوطن بإشرافهم


PDK-S: قال عبدالكريم محمد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا إن المنطقة الآمنة والمزمع إنشاؤها دولياً، وفي حوار خاص مع صحيفة «كوردستان» نحن نرى المنطقة الآمنة ونتلمّسها من خلال لقاءاتنا مع الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين، وكلّهم يؤكدون أنّ المنطقة الآمنة لابدّ حاصلة ولكن مدى عمقها وتفاصيلها فهي تعود إلى تقديرهم، لكنهم يؤكدون أن العمل قائم على هذا الأمر ونحن أيضا واثقون أن هذا الأمر سيتم، ونأمل ونؤمن أنّ هذه المنطقة ستكون جيدة بالنسبة لنا إن كانت بحماية التحالف الدولي.
وحول مضمون لقاءات المجلس الوطني الكردي مع التحالف الدولي والامريكان قال محمد:
مضمون لقاءاتنا مع التحالف هو أنّهم يريدون أن يكون الوضع في شرق الفرات جيدا، وأن تلجأ جميع المكونات في شرق الفرات إلى الحوار، ويكونوا معا وأن يستطيعوا أن يشكلوا إدارة جديدة.
لكن العمل الأكثف والأوسع هو على المنطقة الآمنة ودور التحالف هنا مشكور، ويأتي في إطار كسر شوكة العدو الأكثر وحشية والمتمثّل بداعش، ودورها مشكور أيضا في منعها التهديدات التركية على المنطقة.
وفيما يحصل في سوريا من دمار كبير خلال عمر هذه الأزمة الكبرى أضاف محمد :
الذي حصل في سوريا لم يجر في أيّ مكان آخر في العالم، هذه الحرب الطويلة، ثماني سنوات تأذّى فيها الشعب السوري كثيرا، وانهارت البنية التحتية كثيرا.
تدخّلت الكثير من الأطراف مثل إيران وحزب الله وعصائب أهل الحق في سوريا، حيث جاؤوا ليُفاقموا الوضع السوري، أرى أنّه وبعد كلّ هذا الدمار أنّنا سنتجه باتجاه جنيف ومسار جنيف لإيجاد الحلول من خلال الدستور ومن خلال القرار 2224.
حول هذه الأسئلة وغيرها كان الحوار التالي مع السيد محمد
* لنبدأ سؤالنا الأول حول انطباعكم عن فوز الرئيس نيجيرفان بارزاني رئيساً لاقليم كوردستان ضمن البرلمان وكيف يمكن تقييم العلاقة بين حزبكم وعهد الرئاسة الجديدة؟

بالنسبة لفوز الكاك نيجرفان بارزاني كرئيس للإقليم هو في الحقيقة أمر إيجابي بالطبع، وفوزه فرصة لازدهار كوردستان، وستكون هناك خطوات إيجابية أكثر. أما فيما يتعلّق بنا كحزب وعلاقتنا مع حزب البارتي، فعلاقاتنا إيجابية سابقا، وستبقى كذلك في عهد الرئيس نيجرفان البارزاني، ونأمل أن تصير هذه العلاقة في إطار منظّم أكثر فأكثر، وأن تصير أكثر قوة في عهد سيادته.

* اللقاءات التي تحصل بين الفترة والأخرى مع التحالف الدولي، هل تهدف إلى تقارب وجهات النظر بينكم وبين الاتحاد الديمقراطي، أم أنّ التحالف وخاصة الولايات المتحدة يرغب أن يلعب المجلس الكردي دوراً في المرحلة السياسية المقبلة؟

بلا شك فإنّ التحالف يرى في المجلس الوطني الكردي كياناً له وجوده على الأرض، وله ثقله السياسي، وله دوره، والدليل على ذلك أنّه يلتقي بنا حتى الآن لمرتين في قاعدتهم، حيث يولون أهميّة بلقاءاتنا.
لكن دورها الأكبر والأهم هو: كيف سيقوم بدور فاعل ما بيننا وبين حزب الاتحاد الديمقراطي وإزالة الخلافات ما بيننا، وذلك لكي نتوجه إلى صياغة إدارة جديدة، ودور التحالف هنا جيّد وقوي.
مضمون لقاءاتنا مع التحالف هو أنّهم يريدون أن يكون الوضع في شرق الفرات جيدا، وأن تلجأ جميع المكونات في شرق الفرات إلى الحوار، ويكونوا معا وأن يستطيعوا أن يشكلوا إدارة جديدة.
لكن العمل الأكثف والأوسع هو على المنطقة الآمنة ودور التحالف هنا مشكور، ويأتي في إطار كسر شوكة العدو الأكثر وحشية والمتمثّل بداعش، ودورها مشكور أيضا في منعها التهديدات التركية على المنطقة.
كان لقاؤنا معهم مهماً كثيرا، حيث أنّهم منحونا تطمينات بأننا في شرق الفرات لن نتعرّض لما هو سيّئ وأننا لن نكون عرضة للتهديدات من قبل الإرهابيين، كما منحونا تطمينات بأن نستطيع إدخال بيشمركة روج تحت إشراف التحالف الدولي، وبشكل عام نستبشر بهذه اللقاءات خيراً.
* انتقادات كثيرة تطال الديمقراطي الكوردستاني- سوريا والمجلس الكردي، بتقصيركم وتهاونكم عن أداء واجباتكم تجاه شعبنا في كوردستان سوريا، ماردّك؟
الانتقاد ليس عيبا، والجهة التي يتم نيل منها بالانتقاد هي عادة الجهة التي تتأمل منها خيرا، وكلّ نقد من صديق أو محب أو حتى مخالِف هو دليل الرغبة في الإصلاح، حيث يجدون أملا في الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا، لذا ينتقدوننا.
فيما يخصّ القول بأنّهم قاموا بدورهم أم لا؟ فيقال أنّ دورنا ليس بالمستوى المطلوب وأنّه كان يطلب منا دور أكبر، لكننا نحن أيضا كنا محكومين بالظرف الدولي والإقليمي والوضع السوري العام والمنطقة والخلافات القائمة بيننا وبين حزب الاتحاد الديمقراطي، ومجمل هذه الأمور هي التي قيدتنا.
* هل تتوقع أن يحدث اتفاق أو مذكرة تفاهم بينكم وبين حزب الاتحاد الديمقراطي بحسب ما يُشاع في الفترة الأخيرة بعيداً عن المجلس الوطني الكردي؟
المجلس الوطني الكردي بالنسبة لنا عنوان مهم الآن في الوقت الراهن وفي المستقبل أيضا، ونحن يريد أن يكون المجلس موجودا وقويا، لكن ما يُشاع في الشارع حول اتفاق بيننا وبين الاتحاد الديمقراطي وأنّه سيكون هو الأساس للاتفاق الشامل، نراه نحن بمنظار مختلف، فنحن نرى أنّ من الأفضل أن نكون نقوم نحن كمجلس وطني بدورنا بشكل أفضل، واليوم العبء الأكبر هو على عاتق الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا، وينبغي عليه أن يقوم بدوره بشكل أكبر وأن يحمل العبء والمسؤولية أمام الناس.
*- هناك من يتحدث أن المرحلة القادمة ستكون للأحزاب السياسية التي تملك ثقلاً جماهيرياً، أي لن تكون للأحزاب الصغيرة دور في رسم معالم الحياة السياسية في كوردستان سوريا، هل تتفق مع هذه الرؤية؟

بالتأكيد في المستقبل سيكون الدور الأكبر للأحزاب القوية والتي تمتلك قاعدة جماهيرية قوية ومشروع قومي.
فمثلا الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا سيكون له دور قويّ وسيجتمع المجتمع حوله، وهذا مؤكد، ونحن نرى أنّ المرحلة تسير بهذا الاتجاه.
طبعا هنا أوجّه نداء إلى كلّ شخص ذي دور وأهمية في المجتمع أن يأتي إلى هذا الحزب الجماهيري ليستطيع أن يكون عونا لهذا الحزب فيما هو خير وخدمة لشعبنا.
ونحن نحتاج إلى كلّ شخص يمتلك مهارات وفكرا حرا، ونقول لهم تعالوا وكونوا عونا لنا، كما ندعو كلّ شخص صاحب قلم حرّ أو سياسيّ أو مثقف، وكل شخص له فكر ومطلب وطني وقومي.

*- ما هي شروطكم للاتفاق حول إدارة مشتركة مع الاتحاد الديمقراطي؟
شروطنا لأي اتفاق أو أي دور في إدارة مشتركة هي عن طريق التحالف الدولي بمعنى وجود ضامن، فشروطنا هي أن تكون هناك أرضية خصبة ويتم إطلاق السجناء السياسيين، ويتم افتتاح المكاتب وطباعة ونشر جرائدنا والقيام بأنشطتنا السياسية، بعدها باستطاعتنا الجلوس مع بعضنا البعض برعاية أمريكا أو فرنسا، هذه هي الشروط سواء عن طريق الوساطة الفرنسية أو لقاءاتنا مع التحالف، بحيث يتم تهيئة المناخات المناسبة.

*- في كوردستان سوريا تعرضت البنية الديمغرافية للسكان لصالح سكان وافدين من المحافظات الشمالية، واشتروا أراضي وعقارات، من المسؤول عن ذلك؟
بالنسبة للتغيير الديمغرافي للسكان في المنطقة، حين ننظر إلى ديرك مثلا ونرى الوافدين وفي كركي لكي وقامشلو وفي سري كانيه والحسكة نرى أنّ النسبة صارت كبيرة.
مسألة هذا الصراع وهرب الناس من دير الزور والرقة وهذه المدن التي سيطرت داعش عليها من الطبيعي أنّ يهاجر شعبها ويأتي إلى مناطقنا، وهذا أمر نتفهّمه، لكن هل لهؤلاء أن يصبحوا أصحاب الأرض هنا أم لا، طبعا الجواب لا.
فالسكان الأصليون هم أصحاب الأرض، ولا أحد يستطيع أن يأخذ مكانهم وأرضهم، فنحن لا نستطيع أن نأخذ أرض أهالي دير الزور في مدينتهم وكذلك الأمر بالنسبة لأهالي الرقة والشام وغيرها.
كلّ المناطق من ديرك وحتى سري كانيه وعفرين وكوباني هي مناطق كردية، وللكرد الأصلاء فيها، وهي مكان للعرب الموجودين فيها وللمسيحيين الموجودين فيها، والوافدون هم ضيوف وحتما سيعودون الى ديارهم حالما يحل السلام في سوريا، ويكون أمامهم فرصة العودة بالتأكيد لن يتأخروا في العودة الى مناطقهم.
*-المجلس الوطني الكوردي لم يخرج حتى الآن بأيّ مشروع واضح. كيف سيكون دوره في المنطقة الآمنة المطروحة حتى الآن إعلامياً.
كيف يُقال أنّه ليس للمجلس الوطني الكردي مشروع قومي، والمجلس مُشارك في الهيئة العليا للمفاوضات والمجلس الوطني موجود في الائتلاف والمجلس الوطني موجود على طاولة المفاوضات في مسار جنيف، وكلّ لقاءات المجلس هي ضمن إطار رغبة المجلس بمشروع قومي كردي.

ودوره في المنطقة الآمنة هو أن يقول رأيه وهو ما يفعله وهو أن تكون المنطقة الآمنة بضمانات دولية وبحماية التحالف ويؤكد على هذه المحاولات.
*- ألا ترى ان هناك حاجة لعقد مؤتمر كوردستاني وسط التحديات التي تحيق بأربعة أجزاء كوردستان؟
لا أعرف إن كنت تقصد المؤتمر القومي الكوردستاني، لكن طبعا بالنسبة لكردستان في الأجزاء الأربعة نحن بحاجة إلى مرجعية كردية، وإلى مؤتمر قومي، لكن هذا المؤتمر القومي متى سيعقد، فهذا ما يحتاج إلى توافر المناخات المناسبة، وأن تُزال الخلافات الكردية الكردية، وأن تستطيع الأحزاب الكردية الجلوس مع بعضها البعض جميعا، وأن نتفق جميعا على الخطوط العريضة والمشروع القومي الكردي، وبعدها نذهب لعقد مؤتمر قومي كردي.
في الوقت الراهن نحن بحاجة لعقد مؤتمر قومي كردي، لكن متى استطعنا إزالة الخلافات بيننا نحن الأحزاب السياسية الكردية في أجزاء كردستان الأربعة حينها ستسير الأمور بسلاسة وحينها سيكون لعقد هكذا مؤتمر أهمية.
وأن نتفق جميعا على الخطوط العريضة
*- كيف تقرأ الموضوع الذي يثار حاليا فيما يخص المنطقة الآمنة؟
نحن نرى المنطقة الآمنة ونتلمّسها من خلال لقاءاتنا مع الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين، وكلّهم يؤكدون أنّ المنطقة الآمنة لابدّ حاصلة ولكن مدى عمقها وتفاصيلها فهي تعود إلى تقديرهم، لكنهم يؤكدون أن العمل قائم على هذا الأمر ونحن أيضا واثقون أن هذا الأمر سيتم، ونأمل ونؤمن أنّ هذه المنطقة ستكون جيدة بالنسبة لنا إن كانت بحماية التحالف الدولي.

*- يجري الحديث واسعاً عن نية تركيا باجتياح منطقة شرق الفرات، هل تتوقع أن يتم ذلك في ظل تعارض مصالح اقليمية ودولية؟

أعتقد أنّ مسألة هجوم أو اجتياح تركي مستبعد جدا، وهذا مؤكد خاصة بعد بقاء الأمريكيين، حيث لن تستطيع تركيا تنفيذ تهديداتها وما تروّج له بشان الاجتياح وما إلى ذلك.
نرى الأمر مستبعداً، لأنّ لقاءاتنا فيها شبه تأكيدات أنّه لن يكون هناك اجتياح، ونعتقد أنّ هذه الامور ستحلّ بوجود المنطقة الآمنة، وبخاصة حين يرى الجيران مصالحهم محقّقة في هذه المنطقة الآمنة، وأن لا تشعر تركيا بتهديد من الداخل السوري، وهذا مطلوب أيضا.

*- عفرين .. السؤال المؤرق دائماً .. تتعرض لانتهاكات جسيمة وبشكل يومي من قبل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، ماذا فعلتم لاجلها كحزب ديمقراطي كوردستاني- سوريا أو ضمن المجلس الوطني الكردي في سوريا؟
عفرين مدينة كردستانية وألمها في قلوبنا جميعا ولم يبق محفل دولي أو أي لقاء إلا تحدثنا فيه عن عفرين سواء في البيانات أو اللقاءات الرسمية مع الامريكيين والفرنسيين والبريطانيين؟
نحن نرى ما الذي يجري في عفرين من تغيير ديمغرافي ومن مصادرة أملاكهم ورزقهم ومنازلهم، والأشخاص الذين يتم تسجيلهم في عفرين يأخذون مكان السكان الأصليين بعد أن يتم طردهم.
هذا كله واضح أمام أعيننا، وفي لقائنا الأخير مع التحالف وأمريكا تحدثنا مطولا عن هذا الأمر وقدّموا لنا تطمينات، ونعتقد أنه سيتم إعادة السكان الأصليين إلى منازلهم.
*-- لو عاد النظام إلى المنطقة الكوردية كما في السابق. ما السيناريوهات التي سينفذها النظام بحق الحركة الكوردية ثقافياً وسياسياً؟
"النظام لو عاد"، وأؤكد على قول "لو عاد"، فإنّنا نُعتبر معارضة، وفي حال لو عاد سيؤذينا بالتأكيد وسيؤذي كلّ معارض، كما عهده في السابق، لكن هذا السيناريو مستبعد جدا، وفيما لو عاد سيعود بشروط أمريكا والتحالف الدولي والتفاهمات.
نحن معارضة ونريد أن تجري الأمور وفق مسار جنيف ونجد حلّا لكافة السوريين، والنظام إذا أراد العودة سيأتي من خلال القتال وهذا مستبعد.
*- كيف تقرأ مآلات الوضع في سوريا بعدما ما يقارب الثماني سنوات من الحرب؟ ولماذا تأخرت الازمة السورية دون حلول جذرية طيلة هذه السنوات، ومن المسؤول عن استمرارها؟
الذي حصل في سوريا لم يجر في أيّ مكان آخر في العالم، هذه الحرب الطويلة، ثماني سنوات تأذّى فيها الشعب السوري كثيرا، وانهارت البنية التحتية كثيرا.
تدخّلت الكثير من الأطراف مثل إيران وحزب الله وعصائب أهل الحق في سوريا، حيث جاؤوا ليُفاقموا الوضع السوري، أرى أنّه وبعد كلّ هذا الدمار أنّنا سنتجه باتجاه جنيف ومسار جنيف لإيجاد الحلول من خلال الدستور ومن خلال القرار 2224.
أجد أنّنا وصلنا إلى نهاية هذا الدمار، وستكون هناك حلول دولية وفق مسارات جنيف. والأزمة السورية طالت بسبّب التدخلات الخارجية كما أسلفت.
*- هناك عشرات الالاف من الكرد في غربي كوردستان مهجّرون وخاصة الشباب في جنوبي كوردستان والدول الاقليمية وأوربا، كيف يمكن خلق ارضية متينة لعودة هؤلاء الى وطنهم؟
صحيح هناك عشرات الآلاف من المهاجرين ونحن بحاجة إلى هؤلاء الشباب ولا نستطيع أن نبني أوطانا في روجافا كردستان دون جيل الشباب.
سيستطيعون العودة حين تستقرّ الأوضاع وحين يكون هناك حوار كردي كردي، ويتم بناء المؤسسات والبنية التحتية من صحة وغيرها، وأن تكون هناك قوانين ديمقراطية.

حاوره: عمر كوجري