مصطفى جمعة: مسارات الحل عبر جنيف وآستانا وسوتشي متوقفة تقريبا

مصطفى جمعة: مسارات الحل عبر جنيف وآستانا وسوتشي متوقفة تقريبا


إلى اين يسير الوضع السوري بعد كل التجاذبات والتصريحات؟

عن ذلك بيّن عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا مصطفى جمعة: في الحقيقة الوضع السوري مرتبط بجملة من العوامل المتشابكة والتي بدورها لها علاقة بمواقف الدول المعنية بهذا الوضع، وخاصة أمريكا وروسيا، واستطرادا تركيا وإيران، وظروف وأدوات أخرى متداخلة، الأمر الذي يدفع بالوضع السوري نحو التعقيد، ويجعله عصيا على الحل حتى الآن. فرغم كل الجهود الدولية والاقليمية التي بذلت حتى الآن لإيجاد حل سياسي ترضي أطراف الصراع الداخلي، وكذلك لتحقق مصالح المعنيين، لم تثمر في شيء لجملة من الأسباب، أهمها: أن الوضع السوري المتأزم لم يعد مسألة داخلية فقط، بل مرتبط بالتوجهات السياسية للدول المعنية بهذا الأمر.- الأرضية المناسبة للدخول في العملية السياسية والوصول إلى حل نهائي لم تتهيأ في ظل تصارع المصالح العليا وتداخل الأجندات حول مستقبل الدولة السورية.- هناك توجه أكيد لدى النظام بحسم الوضع عسكريا لصالحه بدعم روسي مباشر وإيراني وميليشيا شيعية أخرى، بهدف تقوية أوراق النظام في المفاوضات المقبلة عندما تتوفر الظروف، عدا عن التواجد العسكري الدولي والاقليمي داخل الأراضي السورية.- الشيء الوحيد الذي تم التوافق عليها هي اللجنة الدستورية، وهذه اللجنة لم تتشكل حتى الآن لاعتراضات النظام على عدد من أشخاصها ولطريقة بناء دستور جديد، ولو كانت هناك امكانية لتشكيلها وبالتالي امكانية للتوجه الجدي نحو حل سياسي مقبول، لما قدم ديمستورا استقالته كمبعوث للأمم المتحدة، ولم يفلح المبعوث الجديد غير بيدرسون حتى الآن أيضا.- مسارات الحل عبر جنيف وآستانا وسوتشي متوقفة تقريبا، ولا يبدو هناك امكانية للبدء من جديد والوصول الى الحلول.- يجري الحديث عن إعادة هيكلة هيئة التفاوض عبر مؤتمر في الرياض وهو ما لم يحصل حتى اللحظة.- مناطق خفض التصعيد التي تم التوافق عليها بين النظام والمعارضة في آستانا قضمها النظام تباعا ولم يبق غير إدلب التي يحاول النظام بدعم روسيا من الاستحواذ عليها كذلك.- لا يمكن الوصول إلى حل سياسي للحالة السورية إلا بتفاهمات جدية بين القوتين العظميين روسيا وأمريكا من جهة، وأخذ مصالح القوى الأخرى بعين الاعتبار من جهة أخرى، وكذلك تبيان شكل الدولة السورية المستقبلية، بما يضمن ويحفظ حقوق كل مكونات الشعب السوري في الدستور الجديد حتى تتوفر أرضية ملائمة للبدء بالعملية السياسية وصولا الى حل عام مقبول، وهذا الأمر أيضا غير متوفر.- توترات منطقة الخليج بين مجموعة التعاون العربي وأمريكا من جهة، وإيران من الطرف الآخر، تعيق إمكانيات البدء بجولة أخرى من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة، إضافة الى مسائل أخرى لها علاقة بمستقبل الترتيبات المقترحة لمنطقة الشرق الأوسط وإرساء الاستقرار، وحل الاشكاليات القائمة فيها منذ عقود. ولذلك، وتبعا لقراءاتي وتقديراتي وحسب المعطيات المتوفرة فإن الوضع السوري سيبقى حلوله معلقة حتى إشعار آخر.

صحيفة كوردستان
العدد 612
15 تموز 2019