موسى موسى: المنطقة الآمنة إذا لم تكن إدارتها بيد أبنائها تجعل المنطقة على نارٍ تحت الرماد

موسى موسى: المنطقة الآمنة إذا لم تكن إدارتها بيد أبنائها تجعل المنطقة على نارٍ تحت الرماد

PDK-S: قال رئيس المركز الكوردي للتنمية السياسية موسى موسى :" المنطقة الآمنة المزمع إنشائها لها تبعات لا تبشر بالأمن والسلام لأن آلية إنشائها وغموض بنود الاتفاق عليها وعدم مشاركة المعنيين بالمنطقة وسكانها وخاصة إذا لم تكن إدارتها بيد أبنائها أمر يثير الكثير من المخاوف ويجعل المنطقة على نارٍ تحت الرماد، ويبدو من سير المباحثات حولها عدم معرفة ومشاركة الاطراف الكوردية فيها.

صرح رئيس المركز الكوردي للتنمية السياسية موسى موسى لموقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، حقيقةِ المنطقة الآمنة، التي طالت المباحثات حولها بين تركيا وأمريكا، هي ليست كما نتصورها نحن، فهي معقدة ومتشابكة الأهداف ولا يمكن التكهن بنتائجها بالتحليل في غياب وشحة المعلومات عنها.

أضاف موسى، المنطقة الآمنة، التي نحن بصدد الحديث عنها، هي التسمية المعتمدة في تلك المباحثات رغم ان الاتفاقات والقرارات الدولصية استخدمت مصطلحات أخرى( منطقة عازلة، منطقة منزوعة السلاح، منطقة محايدة، منطقة محمية) لا تختلف كثيراً من حيث الهدف عن مصطلح "المنطقة الآمنة" بشكل عام. من خلال متابعتي للأحداث تسعفني ذاكرتي بأن تركيا، وبعد سنة من بدء ثورة الشعب السوري، طرحت فكرة المنطقة الآمنة وحاولت جاهداً كسب موافقة امريكا في ذلك دون جدوى نتيجة معارضة الرئيس الامريكي أوباما لتلك الفكرة تحت ذريعة استخدام الفيتو الروسي، لكن ترامب الذي تولى رئاسة أمريكا منذ عام ٢٠١٧ وضمن إحياء المشاريع المرفوضة من سابقه أوباما، وفي تغريدة منه في كانون الثاني٢٠١٩ اقترح الرئيس الامريكي ترامب انشاء منطقة آمنة، وهنا تلاقى المقترحين التركي والأمريكي وبدأت عجلات المقترح بالتسارع الى أن توجت أخيراً ( الأربعاء ٧/٨/٢٠١٩) وبعد ثلاثة ايّام من المباحثات في انقرة بين وفدي امريكا وتركيا الى اتفاق حول المنطقة الآمنة في شمال وشرق سوريا على النقاط الثلاث التالية:
١- التطبيق السريع للتدابير الأولية لتبديد مخاوف تركيا
٢- إنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا لإدارة وتنسيق انشاء المنطقة الآمنة
٣- على ان تكون المنطقة الآمنة ممر آمن.

أوضح موسى، ان تبديد المخاوف التركية كما جاء في الاتفاق ولّدت مخاوف لدى الكورد في شمال وشرق سوريا، لأن الهدف من المنطقة الآمنة المطروحة يثير الكثير من الشكوك والمخاوف، لأن شمال وشرق سوريا ليس هدفاً لهجمات أطراف متنازعة في سوريا، وخاصة بتواجد أمريكي وتحالف دولي، وتفاهم سوري مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD رغم حدوث اضطرابات ومشاحنات وأحداث سرعان ما تجد لها حلاً. كما ان التصريحات التركية أكدت مراراً بان الهدف منها هو إنهاء سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي من المنطقة، وهذا يعيد الى الأذهان ما يحدث في عفرين من ممارسات تقترفها الفصائل التي دخلت عفرين مع الجيش التركي في عملية غصن الزيتون في آذار ٢٠١٨ وخروج PYD وقوات سوريا الديمقراطية منها بعد معارك وقصف تركي دام أكثر شهرين، لذلك يرى الأكراد بأن انشاء المنطقة الآمنة يجب أن تكون بقرار أممي وبحماية دولية لكي لا تصبح مصير المنطقة كمصير عفرين.


أشار موسى، استراتيجياً لا أظن أن تكون المنطقة الآمنة لصالح الكورد في كوردستان سوريا لأسباب عديدة، فالكورد في سوريا مازالوا محرومين من أبسط الحقوق القومية وهذا التوجه تتبناه أنظمة الحكم في كافة الدول التي تتقاسم كوردستان، كما ان تجربة المناطق التي أنشئت في كل من راوندا وسريلانكا والبوسنة، ومناطق خفض التصعيد في سوريا(كمناطق آمنة) لم تنعم بالأمن والاستقرار بل شهدت مجازر بحق السكان الآمنين.

أكد موسى، إن إرادة الدول المتنفذة في سوريا هي الوحيدة لإنشاء فسحة حقيقية للأمن والاستقرار إذا ما أرادت ذلك، وان انشاء المنطقة الآمنة التي نحن بصددها لا تدخل في هذا المضمار بقدر ما هو مطلب تركي استراتيجي. بدءاً من عام ٢٠١٢ احتاجت اغلب مناطق سوريا للأمن من هجمات قوات النظام وقصفه، وكذلك من هجمات المجاميع الإرهابية، لكن إرادة الدول كانت تسير في اتجاه آخر بعكس مصلحة وأمن وحماية السوريين، أما وإن منطقة شمال وشرق سوريا آمنة اليوم وتحتاج فقط لضمان حمايتها من قوى طامعة، وليس حماية الغير منها، فلا هي تهاجم تركيا ولا النظام ولا المعارضة السورية، لذلك يكون الإدعاء بالحماية منها ما هو إلا لغاية ليس لصالح الكورد استراتيجياً.