عمر إسماعيل: الهجرة وصعوبة الاندماج مع المجتمع الجديد

عمر إسماعيل:  الهجرة وصعوبة الاندماج مع المجتمع الجديد


من الواضح جدا أن أبرز سبب من أسباب الهجرة الجماعية هي الحروب والاضطرابات الأمنية بالمقام الأول. ومن ثمّ تبرز أسباب أخرى من قبيل الفقر، وسوء أوضاع البلد، وانعدام الحقوق الأساسية والحريات، أو الملاحقة الأمنية. ومن المعلوم أنه منذ عام 2011 وبلادنا تشهد حركات هجرة نتيجة الحرب المدمره نحو بلاد مهجر متعددة، على رأسها دول الاتحاد الأوروبي، وتركيا وكندا. اضطر معها المواطنين إلى البحث عن بلد مستضيف ومن ثمّ محاولة بناء حياة جديدة تختلف صعوباتها من شخص إلى آخر ومن بلد لآخر.

وهنا تبرز الحاجة الماسة التي تقف تحديًّا أمام اللاجئ أو المهاجر كي يتأقلم مع وضع البلد الجديد، ليتطور التأقلم مع مرور الزمن وصعوبة ظروف العودة نحو الوطن الأصلي؛ إلى اندماج حقيقي مع المجتمع الجديد .

هناك تجارب شخصية عايشها كثيرون من اللاجئين أو المهاجرين تحديدًا نظرًا لموجات الهجرة الجماعية التي فرضت نفسها على كثير من الموطنيين نتيجة الفوضى التي عمت في البلاد على رأسها بلدنا سوريا .

وعلى المهاجر الذي تقطعت به السبل في بلد المهجر، أن يعمل على جبهتين، الأولى: إعطاء صورة جيدة عن مفهوم الأجنبي أو اللاجئ، من حيث احترام قوانين البلد، ومعاملة الآخرين بلباقة واحترام، والابتعاد عن أي مخالفة أمنية او اصطدام مع الآخرين. والثانية: أن يخطط لعملية الاستقرار الحقيقي إن كان فعلًا قد نوى الاستيطان في هذا البلد، وهنا يكمن دور أهمية اللغة، والإحاطة بثقافة المجتمع الذي يعيش معه، وتأمين عمل يستطيع من خلاله مقاومة ظروف الغربة، لا أن يركز فقط على مساعدات الدولة، أيضًا عليه خلق خيوط تعارف سليمة بين أصدقائه في العمل مثلًا وإظهار مرونته وقابليته على أن يكون واحدًا منهم في مستقبل الأيام.

على المهاجر أن يترك عاطفته إن كان بالفعل يخطط للاستقرار والتأقلم مع المجتمع الجديد ولكن هل بمقدور الإنسان زان يتخلص من عاطفة الوطن الأم والذكريات لغة الأم والعادات والتقاليد ومن خلال تجربتي الشخصية القليلة جدا في الغربه لا أستطيع النوم بدون حلم العوده ومتابعة كل تفاصيل الوطن وظروفها الصعبه والصامدون في وجه تحديات السياسات المجحفة بحق الإنسان وخاصة الإنسان الكوردي وفي حقيقة الأمر المهاجر الذي تهحرا قسرا باعتقادي أمام خيارين الأول أن يعتمد مذهب الأصالة وعادة ما يكون متشدّدًا في نقاط كبيرة، ويشترط على المهاجر أن يحافظ على عاداته وتقاليده دون اكتراث بنظرة المجتمع الجديد، ولو كانت هذه التقاليد استفزازية بالنسبة لهم. والثاني: عصري لا يرى حرجًا في التماهي التام مع عادات بلد المهجر ومجتمعه بشكل كامل، بل ويدعو للانخراط ضمن هذه الخلية معتبرًا هذا شرطًا حقيقيًّا يمكنك من تحقيق هدف التجنس والاستقرار في مستقبل الأيام،و بمعنى أنّ المهاجر لا يتعدى كونه إنسانًا قد نشأ في بلد لا يزال يحمل آثاره في ذاكرته الحزينة، ونشا في مجتمع لا تزال ملامحه حاضرة في أكثر المواقف، لذلك لا يمكن له أن يتماهى فجأة مع أي مجتمع مهما كان قريبًا لعقله وفكره، ولكن من جهة أخرى على هذا المهاجر أن يترك عاطفته قليلًا إن كان بالفعل يخطط للاستقرار والتأقلم مع هذا البلد الجديد بحلوه ومرّه، لذلك عليه أن يركز على النقاط الأساسية التي ذكرناها من حيث إتقان اللغة، وتقنين أموره، وصنع خطوط بينه وبين أفراد المجتمع الجديد، أما ما عدا ذلك من عادات خاصة يقوم بها هذا البلد وتخالف معتقده أو فكره أو طبيعة سلوكه فلا يمكن لأحد أن يجبره على الاندماج معها، وأتحدث هنا عن الدول التي تضمن حرية الأفراد وتحترمها ولكن يبقى المهاجر يعاني ولكن يخفي كل الآلام وينتظر إنهاء الحروب في البلاد وتحقيق الأمن والاستقرار ٠