عفو رأس النظام.. ويده الممرّغة في الإجرام

عفو رأس النظام.. ويده الممرّغة في الإجرام

عفو رأس النظام.. ويده الممرّغة في الإجرام
عمر كوجري
منذ أن ورث رأس النظام السوري كرسي السلطة عن ابيه العام 2000 أصدر عدة قرارات شملت العفو عن بعض " الجرائم" الجنائية وغيرها، وكانت معظمها تفسر بخلاف ما كتب وصدر، أي تفرغ من محتواها، ولا يستفيد منها إلا بعض الأشخاص الذين لهم حظوة لدى دوائر النفوذ وسلطة الفساد في سوريا.

حين بدأت القيامة السورية العام 2011 لم يتوانَ رأس النظام بين الفينة والأخرى بإصدار إما بعض العفوات العامة أو كلف أشخاصاً ووجهاء تصدروا مشهد المصالحات والتسويات خصوصاً مع بعض الفصائل العسكرية في المناطق الساخنة التي أراد النظام تبريدها عبر شراء أو زرع رؤوس هذه الفصائل التي أعلنت انشقاقها أصلاً بالتعاون مع أجهزة استخبارات النظام، ولكن الكثير من غُرر بهم، وسلموا أنفسهم لقوات النظام، تعرّض الكثير منهم للتصفيات والاغتيالات، وحتى بعض هؤلاء الوجهاء الذين خدموا النظام، واستطاعوا تحييد وحدات عسكرية كبيرة كانت توقع ضربات موجعة لجيش النظام المتهاوي أصلاً، حتى بعض هؤلاء تعرّضوا للتصفية الجسدية بعد انتهاء فعاليتهم وعدم حاجة النظام إليهم.

في يوم 15 الجاري، أصدر رئيس النظام السوري عفواً عن بعض العقوبات وما سميت " الجرائم المرتكبة قبل يوم من تاريخ النشر، وفي فقرات العفو عن الفارين فراراً داخلياً وفراراً خارجياً، لكن ثمة شرط بالموضوع وهو أن احكام العفو لا تشمل "المتوارين عن الأنظار والفارين عن وجه العدالة إلا إذا سلموا أنفسهم خلال ثلاثة أشهر بالنسبة للفرار الداخلي وستة أشهر بالنسبة للفرار الخارجي"
فالنظام الذي ارتكب أفظع الجرائم بحق السوريين .. جميع السوريين، واستقدم دولاً كروسيا وايران لاحتلال الأرض السورية، وارتكبت جيوش هذه الدول الجرائم الكبرى بحق السوريين، وشردت، وقتلت أطفالهم ونساءهم، وسهّل دخول الولايات المتحدة وتركيا وفصائل ارهابية مسلحة متسمة بالطابع الطائفي المقيت الى داخل سوريا، وأنشأ قوات رديفة لجيشه ما عرفت غير القتل والنهب والتعفيش لكل منطقة احتلوها، وينضب الكلام عن اقترافات جيش النظام، وسلوكه الإجرامي بحق كل من رفع رأسه رافضاً الظلم والمهانة، ولهذا ليس هذا النظام مؤهلاً بأية حال من الأحوال ليصدر مراسيم العفو عن مرتكبي "جرائم" فكيف لمجرم مارق مثل النظام إصدار مثل خزعبلات كهذه، وهو الذي يصرّح في كل مناسبة أنه ماض لإنهاء " شأفة الإرهاب" مهما كلفت عليه الأثمان، ويرى أن كل من يعارضه يستحق السحق والقتل ودك البيوت على ساكنيها باستخدام جميع أنواع الأسلحة بما فيها الاسلحة الكيماوية المحرمة دولياً مستفيداً من تلكؤ المجتمع الدولي وغضه النظر عن فظاعة ما يرتكبه بحق السوريين إلى هذه اللحظة.

ويبدو أنه ماض في فظائعه طالما أن من قرر إنهاء سوريا واثق من نجاح مسعاه، ولهذا كل قرارات العفو لا طائل منها.