حقوق الكورد بين وثيقة الائتلاف ومؤتمر القاهرة 2

حقوق الكورد بين وثيقة الائتلاف ومؤتمر القاهرة 2


PDK-S: ما ان انتهى مؤتمر القاهرة2 للمعارضة السورية، وإعلان ما سمي بـ "الميثاق الوطني" السوري، حتى تناوله النشطاء والساسة الكورد المشاركين في المؤتمر، بالنقد اللاذع والهجوم الشرس، لعدم الاعتراض على ما جاء في "وثيقة" القاهرة، ووصل بالبعض منهم الى تخوين كل من شارك من الكورد في هذا المؤتمر.

مؤتمر القاهرة 2، الذي عقد يومي 9- 10 حزيران في العاصمة المصرية، بمشاركة نحو 220 شخصية سورية معارضة، بينهم30 كوردياً، يمثلون أربع مكونات رئيسية، بينما يشارك قيادات أحزاب المجلس الكوردي بصفتهم الشخصية، في ظل مقاطعة الائتلاف لاعتراضهم على آلية الحضور.

الكاتب والناشط الكوردي وليد حاج عبدالقادر، رد ما جرى في مؤتمر القاهرة الى "عقدة الخوف والدونية التي تلازم السياسي الكوردي- وأقصد به الساسة في كوردستان سوريا - نعم عقدة الدونية وعدم الإحساس مطلقا بالمساواة والندية مع كل الأطياف والتوجهات الموجودة، فيظل أسير متلازمة الخوف ليظهر مفاوضنا الكوردي وكأنه في مركز أمني ينوي تخفيف / التهمة عنه / وإنما هو فقط يسعى الى المواطنة وووو.. تحت سقف الرئيس المفدى ووو ؟!".


وقال عبد القادر في تصريح خاص للموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، اليوم، الجمعة: "ان ما حدث في القاهرة ومايسمى ببيانها، أو أطلق عليها ماشئت من مصطلحات، هو خنجر بروتوس في ظهر القضية القومية الكوردية في سوريا، وبكل أسف مررت توجهات ومشاريع وكلمات بمواقف عجزت عنها كل دهاقنة التعريب البعثوي السوري من ميني الى السراج وطلب هلال والأسد بابنه، ونحن قدمنا لهم صك الإنتماء وصندوق ما كنا نسميه بالقضية أو المشكلة أو الأزمة الكوردية .. نعم قدمنا لهم العلبة بعد أن أفرغت كاملة من محتواها !! ".


وأشار عبد القادر الى أن "نص الوثيقة، هو مشروع مواطنة طوباوية مسحوبة خيرها ومكثفة لصالح تدوير ممنهج آخر لا تخرج مطلقا من شرنقة سوريا العروبية، أن ماجرى وتم البصمة عليها في مؤتمر القاهرة نسف بالمطلق في أمرين: مصطلح الشعب الكوردي، القومية الثانية، ومبدأ التوافق في أية قضية خاصة بالشعب الكوردي في سوريا، وقد برع الوفد / الكوردي / في إثبات لا منهجيته القومي من جهة و ... عبارة / موافجين / على كل كلمة تختزل ماكانت تسمى عندهم بالمشكلة الكوردية، وأيضا تفريغ كل توجه سوري جاد وقائم على مفهوم التشارك والتوافق مثلما تمت المأسسة لها في الوثيقة التي تم التوافق عليها مع قوى الإئتلاف المعارض.

واختتم عبد القادر حديثه بالقول: أن من أهم واجبات القوى الكوردية الجادة هي تعرية هذه الوثيقة وكل من وقف وراء توقيعها ووقعها ولنصرخ جميعا بأنهم وبوثيقتهم لا يمثلونناعلى الإطلاق!!.
أما رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم- أحد المشاركين في الوثيقة- أكد أن نتائج مؤتمر القاهرة تمثلت في أمرين رئيسين: أولهما العقد الوطني الذي يحدد كيفية تعامل المكونات السورية مع بعضها، وخارطة الطريق حول الحل السياسي في سوريا.
وتحدث مسلم لـ"دوت مصر"، حول المطالب الكوردية في سوريا من أجل شراكة مع باقي مكونات الدولة السورية، مشيرا إلى أن المؤتمر توصل إلى توافق بالاعتراف بالمساواة بين جميع المكونات في سوريا، وفق المعاهدات والمواثيق الدولية.


من جهته، سكرتير حزب يكيتي الكوردي، ابراهيم برو، الذي رفض الذهاب الى المؤتمر لكون الدعوات وجهت لهم بصفتهم الشخصية، اعتبر أن "الميثاق الوطني السوري" الموقع في القاهرة بتاريخ 9/6/2015 يعود بالكورد إلى نقطة الصفر.
وقال برو على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك ": لن أدّعي بأن الوثيقة الموقعة بين الائتلاف السوري والمجلس الوطني الكوردي بتاريخ 27/ 8/2013 تلبي طموح الشعب الكوردي, لكن لابد من مقارنة بسيطة بين وثيقة القاهرة و وثيقة الائتلاف بخصوص الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكوردي" مشيراً الى أنه "لم يرد في الميثاق الوطني اسم الكورد إلا في فقرة واحدة، وهي: أن "الشعب السوري واحد مكون من العرب والكورد والآشوريين السريان والتركمان وغيرهم، ولهم الحق الكامل بالتمتع بالحقوق القومية المشروعة والمتساوية وفق العهود والمواثيق الدولية " بينما في وثيقة الائتلاف: يؤكد الائتلاف التزامه بـ "الاعتراف الدستوري بهوية الشعب الكوردي القومية, واعتبار القضية الكوردية جزءاً اساسياً من القضية الوطنية والديمقراطية العامة في البلاد والاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكوردي ضمن اطار وحدة سورية أرضا وشعباً".


من جانب آخر يتضمن ميثاق القاهرة فقرة بخصوص عروبة سوريا حيث ورد فيه : "سوريا جزء من الوطن العربي تربطه بشعوبه وشائج الثقافة والتاريخ والمصالح والأهداف ... " وهذا يعني اننا ككورد ليس لدينا أي جغرافية كوردية داخل سوريا .
بينما في وثيقة الائتلاف لم ترد أي فقرة بخصوص أن سوريا جزء من الوطن العربي بل تبنت اسم الدولة في عهد الاستقلال أي الجمهورية السورية .
ودعا برو في نهاية مقارنته المجلس الوطني الكوردي كـ "مكون" أن يوضح موقفه من هذا الميثاق، معتبراً بأن ما جاء في وثيقة القاهرة هو تراجع كبير بخصوص الموقف من حل القضية القومية للشعب الكوردي.


بدوره، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، الدكتور عبد الحكيم بشار، والذي توجه أمس الخميس إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر عن دور الكورد في المرحلة الانتقالية، اعتبر أن الوثائق التي تم اعتمادها في مؤتمر القاهرة تعد تراجعاً كبيراً وغير مبرر فيما يخص القضية الكوردية في سوريا.
ودعا عضو لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكوردي على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"المجلس الكوردي لاصدار بيان من المؤتمر يؤكد عدم التزام المجلس بهذه الوثيقة، وبالتالي ان المجلس ليس جزءا من سياساتها، واذا أصر المجلس على التمسك بها فإن خيار الانسحاب من المجلس الوطني الكوردي سيكون مطروحا.


أما نائب المنسق العام لحركة الشباب الكورد، يلماز سعيد، والذي كان من مؤسسي مؤتمر القاهرة الأول، اعتبر ان ما انبثق عن مؤتمر القاهرة2، يدل على أن المؤتمرين يعيشون في عالم وعصر آخر غير الذي تعيشه المنطقة منذ أربع سنين من عمر الثورة السورية.

وقال سعيد في تصريح خاص للموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، اليوم: ان "المؤتمر لم يراعِ أبداً مايجري على الساحة الإقليمية والسورية من متغيرات ودمار وسيطرة لكتائب وقوى مختلفة على الأرض، وتطرف ونزاعات طائفية وصراعات سواءً من جانب النظام الأسدي الإرهابي، أو من جانب داعش والنصرة ومشتقاتها" .
وأشار القيادي في حركة الشباب الكورد الى أن "الوفد الكوردي خيّب آمال الكورد، وأعادهم إلى نقطة البداية، وما كان يرفضه الشعب الكوردي وأغلبية حركته السياسية ومثقفيه من رؤى للمعارضة السورية العروبية، التي تنكر وجود الشعب الكوردي على أرضه التاريخية، والإقرار بحقوقه القومية المشروعة ورفع الظلم عنه وإلغاء المشاريع العنصرية بحقه وأرضه" .
واختتم سعيد حديثه بالقول: ان ما يجري من تقدم للقضية في ظل انهيار شرق أوسطي كبير وتغييرات على الأرض وتقسيم المنطقة، فلم تبقى حدود سوريا موحدة، أو عراق موحد، وربما تركيا لاحقا..


بينما وجه عضو المؤتمر القومي الكوردستاني (KNK)، طه الحامد، نداءاً، يعتبر فيه ما جاء في وثيقة مؤتمر القاهرة "يطيح بأي وجود كوردي كشعب يعيش على أرضه ويثبت عروبة سوريا وكل القوانين والممارسات العنصرية السابقة بحق الكورد", داعياً الى "تنظيم أكبر حملة احتجاج وإدانة للوثيقة، ولكل من وقع عليها كائناً من كان".
وتوجه حامد بشكل خاص إلى جمهور حزب الاتحاد الديمقراطي وذوي الشهداء، بالقول: "أنا لم أكن أعوّل على أي كوردي سوى رفاقي في حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) لأجل عدم السماح بتمرير هكذا ميثاق بعثي ناصري"، لهذا اقول وعلى الملأ، الأخ صالح مسلم والدكتور خالد عيسى "أنكم خيبتم ظننا بكم لعدم إنسحابكم بعد فشلكم في تثبيت مواقفكم ".
واختتم حامد بيانه بالقول: "أنني أحملكم مسؤولية كاملة عن أي تفريط بالحقوق الكوردية كشعب يعيش على جزء كوردستاني ملحق بالدولة السورية، وأعلن مقاطعتي لكم".


فيما دعا عضو اللجنة الاستشارية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، فيصل إسماعيل، المجلس الوطني الكوردي الى اتخاذ قرار يمنع حضور مؤتمره المزمع عقده خلال الأيام القادمة، كل من شارك في مؤتمر القاهرة وشارك في التوقيع على وثيقة "الخيانة بحق الشعب الكوردي".
ودعا إسماعيل حزبه الـ ( ( PDK-Sالى اتخاذ عقوبة "الفصل" بحق ممثلي حزبه الذين حضرو المؤتمر، ولم ينسحبوا منه، أو لم يقدموا كتاب خطي لرئاسة المؤتمر حول الإعتراض على تلك البنود التي تعبر عن عروبة سورية أرضا وشعباً.

تيّار المستقبل الكوردي في سوريا، اصدر بياناً أمس الخميس، اعتبر ما جاء في مؤتمر القاهرة يُنكر وجود الشعب الكوردي في سوريا، كون هذا الميثاق المُوقّع بين الحاضرين لم يتضمن أي اعتراف بوجود الشعب الكوردي أو حقوقه القومية المشروعة رغم حضور أكثر من خمسة أحزاب كوردية، إضافةً إلى حضور ممثلين عن حزب الاتحاد الديمقراطي وثلاثة أطراف أخرى محسوبة عليه، وأثبت مرةً أخرى أنه لا يُمثل إرادة الشعب الكوردي ويؤكد مُجدداً أن مصالح الشعب الكوردي ليست ضمن أولياته وأجنداته، ويُظهر بوضح أنهم غير قادرين على فرض شروطهم على أحد سوى على الأطراف الكوردية الأخرى.


ورفض التيّار في بيانه الوثيقة الصادرة عن مؤتمر القاهرة ونتائجه، لعدم تقديمه أي مشروع سياسي واضح يرسم مستقبل سوريا الجديدة، ولا يُطالب صراحةً باسقاط نظام الأسد، ولا يُقر بتثبيت الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي كشعب أصيل يعيش على أرضه وله كامل الحق في صياغة شكل الدولة السورية الجديدة الديمقراطية.
PDK