النقد الكوردي نقيض الإنماء

النقد الكوردي نقيض الإنماء

النقد الكوردي نقيض الإنماء
ماهر حسن
“ النَّقْد هو عملية تقديم آراء صحيحة ووجيهة حول عمل الآخرين “ ، أما نقد بعض الكورد ولا سيما الذين يعتبرون أنفسهم نشطاء في مواقع السوشيال ميديا يأتي في صيغة العدوانية والإشمئزاز والتفوه بكلمات بذيئة والاساءة، فالشخص المتّزن يأخذ كلامه على محمل الجد حين ينتقد ، لا يلجأ إلى الدناءة في علاقته بالآخرين و اعتبار ما يتفوه به من الكلمات الغير اللائقة نقداً .

يحاول الكثيرون الانتقاد وليس لديهم فكرة عن إسداء نصيحة أو تقديم نقد بناء، و هذا ينطوي على الجهامة ، إذ تظهر نتائج سلبية دائماً ، و نرى الكثير من هؤلاء في الندوات والملتقيات التي يعقدها المجلس الوطني الكردي ، حيث تنسح لهم الفرصة بتوجيه النقد إلى الحاضرين في صيغة عدوانية واضحة بحجة خوفهم على المصالح الكردية.
هذه الجوقة وهي تدعي أنها حريصة على الكوردايتي و من لف لفيفهم لا تتوقف عن إعطاء أنفسهم حق العقاب ، و محاسبة الآخرين والحكم عليهم بصورة مشينة للعقل والعمل على طمس الحقيقة وتغليف الباطل وتزيينه .

و يأتي كل هذا العداء من قيح الخبث و الفكر القبوح و من الكلمات القزلاء و مقالات الشوهاء ، يظهرون بوجهين ، وانهم لا يريدون إلا الحسنى وحرصهم على تطوير الأداء وطرح أفكار ايجابية بما يخدم الحركة الكوردية وأنّ انتقادهم يرشد المجلس للصواب و يجنبه من العقبات و العثرات ، والحقيقة كثيرًا ما نرى بعضَ المنتقدين يتخبَّطُون في هذا الطريق، ولا يُحسن التعامُل معهم.
و لا شك أنّ هؤلاء ليس لديهم القدرة على أن يبينوا الصالح من الطالح ، و غير قادرين على التمييز بين النافع و الضار و نلاحظ كثيراً من اختلاط الآراء وتضاربها وعدم وضوحها عند انتقاد شخصية ما .

يسعى جميع الأطراف المعادية للقضية الكوردية ويعوِّلون على ما تقوم به الصحافة والمثقفين من عمل إلى تبرير التصرفات اللاأخلاقية وتشويه صورة المجلس ، و أن بقاء المجلس ضمن ائتلاف معارضة جنحة دون ان يفطن ذلك المنتقد والمثقف مَاهِيَةُ الأَمر .

فالدول المعادية لحقوق الكورد نجحوا في بث سمومهم في المجتمع الكردي و لجؤوا إلى حرب إعلامية خبيثة و نشر ثقافة الندب والتجريح والفوضى والتوحش ، ليس المهم ما هو الموجود على الألسن، المهم ما هو موجود في النفوس وخنوع ورضوغ هذه الحرقة لمظاهر وظواهر الامور والاعتقاد ان السيد يُقيم وزناً للعبد، و اقصد هنا بالسيد الدول الغاصبة لكردستان . إن الذي‮ ‬يحصل ولا‮ ‬يزال‮ ‬يحصل هو العمل على محاربة المجلس الوطني بطريقة إعلان النازي ( إذ أبدى النازيون منذ وصولهم إلى السلطة اهتمامًا كبيرًا بمسألة الدعاية، وقد زُينت صالة المؤتمر الحزبي الذي عقده النازيون في نورمبرج عام 1936 الشعار التالي: "الدعاية ساعدتنا في الوصول إلى السلطة، والدعاية ستساعدنا في الاحتفاظ بها، وستساعدنا على الاستيلاء على العالم".) فالغاية من كل هذا النقد يهدف الى زعزة ثقة الشعب بالمجلس وفرض سياساتها الخبيثة ومدمرة للكردايتي . ظناً ممن يمتهن الكلام الفاحش أنّ شدة وقباحة أقوالهم وألفاظهم ، ربما ستعوضهم عما يفتقدونه من الحرية و من النقص ، و شعورهم بتكيف الدونية ينغمس طوعاً في دناءة الكلام بوقاحته اللفظية .