الحل السوري والكوردي.... والعوامل الإقليمية والدولية

الحل السوري والكوردي.... والعوامل الإقليمية والدولية

PDK-S: عام آخر يمضي دون حل الوضع السوري عامة والكوردي خاصة، تصريحات ومؤتمرات واتفاقات بين هذا وذاك من الدول، وكلٌ يبحث عن ما هو مفيد له ولصالحه.
أمريكا، الدولة العظمى التي تأملنا منها خيراً، نراها منسحبة تارة، وراجعة تارة أخرى، دون ان نفهم ما تريد؟، وماذا ستفعل، فقط نعلم انها لن تفعل سوى ما يقتضي مصلحتها.
روسيا، الدولة التي تحاول إعادة دورها كـ دولة عظمى، تعمل إلى جانب النظام الدموي في سوريا، ولا ترى سوى ما يدخل في مصلحتها من جهة ومصلحة النظام من جهة أخرى.
تركيا، الدولة الإقليمية الجارة التي تطمع في التوسع وإعادة أمجاد العثمانية، وتبحث عن حجج وذرائع لتبرر تدخلها.

النظام السوري، لا حول له ولا قوة، فقط ينفذ ما تمليه عليه حلفائه الروس والايرانيين، وكل ذلك تدخل في مصلحته.

المعارضة، مشتتة كل طرف فيها أجندة لدولة معينة، وتتحرك حسب مصلحة تلك الدول.
أما الكورد، فمشتتون بين مشروعين متناقضين، مشروع ينادي به المجلس الوطني الكوردي وهو مشروع قومي ووطني، ينادي بحقوق الشعب الكوردي والمكونات الكوردستانية في كوردستان سوريا وتثبيتها في الدستور السوري. ومشروع ينادي به الحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وهو مشروع الأمة الديمقراطية.
بين كل ذلك، نحن أمام مشكلتين، أولا، هناك الملايين من النازحين واللاجئين ممن ينتظرون أي حل للعودة إلى ديارهم، وخاصة الكورد الذين نزحوا من سري كانية وكري سبي في الآونة الأخيرة نتيجة الهجوم التركي مع الفصائل المسلحة التابعة لها. ثانيا، الوضع الاقتصادي المزري، نتيجة إرتفاع سعر صرف الدولار، فقد تخطى قدرة المواطن الشرائية للاستمرار في العيش، وان استمرّ على هذا المنوال، قد يؤدي إلى حالة كارثية.

1- كيف تحللون الوضع السوري عامة والكوردي خاصة ونحن على أعتاب سنة جديدة؟
2- هل نتأمل خيراً في الأيام القليلة القادمة قبل دخولنا العام الجديد؟ ولماذا؟
3- هل هناك رؤى كوردية يمكن من خلالها الخروج من هذه الظروف بأقل الخسائر؟ ما هي؟ وكيف؟

قامت صحيفة «كوردستان»، بتوجيه هذه الاسئلة والاستفسارات إلى عدد من السياسيين:

القرار السوري رهين الخارج
تحدث عبدالرحمن كلو- سياسي- لصحيفة «كوردستان»، حيث قال: «بداية لا يمكن توصيف واختزال الجانب الكوردي بطرفين فقط، فالحالة الكوردية في كوردستان سوريا ليست بتلك السكونية حتى نحافظ على التوصيفات المعلبة للأطراف السياسية منذ عام ٢٠١١، والتي أصبحت من الماضي البعيد، فالعوامل الإقليمية والدولية التي دخلت على خط الأزمة السورية غيرت الكثير من أطراف المعادلة السورية في سياق سيرورة مجريات الحدث، وحتى المفاهيم والمواقف السياسية ومواقع تموضعها-بمعظمها- طالتها التبدل والتغيير، لن ندخل في التفاصيل أو الأسباب، فقط سنذكِّر بالنتائج ومآلات الحالة، والتي يمكن تلخيصها بسقوط وانهيار معظم مؤسسات الدولة في الجوانب الإدارية والإقتصادية، وحتى في المسائل السيادية أصبح القرار السوري رهينة الخارج، هذا مع خروج اكثر ١٠ مليون شخص من منازلهم ببن النزوح والهجرة إلى الخارج، إضافة إلى الأرقام المرعبة للضحايا البشرية وفق إحصائيات غير رسمية التي تقدر بمليون شخص بين شهيد ومفقود مع تدمير ثلث المساحة السكنية للمدن السورية، هذه النتائج بالنسبة لمن يقرأ الحالة السورية بشكلها الموضوعي وفي سياقات تسلسلها التاريخي منذ ٢٠١١ ليست مجرد أرقام حسابية أو رياضيات كما يريد البعض اعتبارها جهلا أو تجاهلا، فالتراكمية الرقمية للموضوع السوري ذهب به لحالات نوعية جديدة ومستجدة تماماً غير التي اعتادها المألوف السياسي التقليدي، عمومًا ما جرى وأوصل إلى واقع الحال بات أبعد ما تراه العين المجردة بالمنظور السكوني الستاتيكي، لذا فمن المغالطات البديهية ان نقرأ راهنية الحالة السياسية بلغة عام ٢٠١١، أو من خلال دوغماتيزما العقيدة الحزبية التي لا ترى سوى بأطراف عين واحدة وليس سواها، وعليه يمكن الجزم بأن اللوحة السياسية ليست ولن تكون على ما كانت عليه في بداية الأزمة في سوريا عموماً أو في غربي كوردستان بموجب التغير الدرامي المتسارع للحدث وتداعياته الإقليمية وخاصة فيما يتعلق بشكل العلاقة بين الأطراف التي تمسك بخيوط الأزمة، فعفرين التي تشكل أحد أركان الجغرافيا البشرية والسياسية لكوردستان سوريا- وفي صراعها مع الإحتلال- لوحدها غيرت الكثير من مفردات اللغة الوطنية الكوردستانية، وأعادت الحسابات من جديد بخصوص الولاءات والإنتماءات السياسية، وتداعيات حالة الاحتلال لم تتوقف عند حدود السياسية للأحزاب بل امتدت للعمق المجتمعي وأظهرت شرخاً وحالة انقسامات انفعاليةً على الصعيد الداخلي بكليته في الداخل والمهجر، والآن وفيما تبَقّىٰ من الوطن جيوش أربع دول تجوب شوارع وساحات المدن الكوردية وما زال هناك من يصرُّ على القراءة الركيكة المحشوة بالمغالطات السياسية التي تفتقر أدنى مقومات لغة الخطاب السياسي، والمشكلة ان هذه اللغة اعتمدها البعض تهرباً من استحقاقات المواجهة الحقيقة مع تحديات معركة الهوية والانتماء التي فُرِضَتْ على الشعب الكوردي، وهذه المغالطات لم تأت عن عبث، إذ هناك من تعمد استبدال الموقف السياسي وشكل تناول المشروع القومي الكوردي بلغة السب والشتائم واختزال الصراع في الخلاف على شكل ممارسات الـ PYD وأسلوب إدارته للمناطق التي كانت تحت سيطرته، وكأن الخلاف كان وما يزال على أسهم وحصص الشراكة وليس على ماهية المشروع والمواقع السياسية، وهذا ما أفقد الكورد بوصلة الخطاب السياسي ونجحت هذه البروباغندا الشوارعية الشخصانية لتحل محل الخطاب السياسي، هذا كما انطلت هذه الخديعة الشوارعية على الجميع وكأن الـ PYD كان طرفاً في الصراع، علماً أن الجميع كان على دراية بأن قنديل هي من كانت وما تزال تحكم وفق أوامر إيرانية ولصالح مشروع سياسي متكامل بالتنسيق مع تركيا للإجهاز على المشروع القومي الكوردي في سوريا بأبعاد كوردستانية».

انتهاء مدة استخدام الـ ب ك ك
وأضاف كلو: «أما الآن فنحن في مرحلة ما بعد الـ PKK كوردياً، وهذه الحقيقة يجب أن يعلمها الجميع، ولم يعد لهذه المنظومة أية هيمنة سياسية وحتى أمنية في المناطق الكوردية رغم أنها تحاول الإتفاق بل تتوسل للإتفاق مع الجميع دون استثناء فيما عدا الكورد لكن معادلة التوقيتات الزمنية لمهامها ليست في صالحها وانتهت مدة استخداماتها مرحليا على الأقل في كوردستان سوريا حالياً، والإصرار الأمريكي على إنهاء الوجود الإيراني في سوريا وإخراج ميليشياتها المتمثلة بأذرع الحرس الثوري الايراني، يعني إخراج ميليشيات قنديل من كوردستان سوريا أو على أبعد تقدير إبعادها عن الحدود الشمالية لسوريا وتوظيفها كحراس على الحدود السورية العراقية كإجراء أولي للمرحلة الانتقالية.

والـ PKK المتمثل بقيادات قنديل التاريخية غير مخول بقبول الوظيفة الجديدة، ولا يمكنه القبول بها بالمطلق لأن إيران لن تسمح له بذلك، لكن في الطرف الآخر أمريكا لن تقبل بغير ذلك، وهنا ستكون العملية الجراحية الدقيقة للفصل القسري بين "قسد" والـ PKK من جهة وبين الـ PKK وإيران من جهة أخرى ولن تنتهي عملية الفصل إلا بتمزق المنظومة بين عدة أطراف، لكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ستسمح لتركيا بالتمدد في مناطق نفوذها وتقبل بشراكتها أو تسمح لها تنفيذ أجنداتها بخصوص الوجود الكوردي، لأن سوريا وفق التفاهمات الأمريكية الروسية هي منطقتي نفوذ أمريكية-روسية وفقط، مع تفاهمات طرفية في الشمال مع تركيا وفي الجنوب مع إسرائيل، أما بخصوص التفاهمات أو الاتفاقات مع الجانب التركي فهي حصرية خاصة بما يتعلق بالـ PKK ليس إلا، ولن يكون لتركيا في شمال سوريا وشرقي الفرات عموماً موطئ قدم واحد تتواجد فيه للشراكة مع روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك عفرين لاحقًا. وبناء عليه فالمرحلة تحتاج إعادة هيكلة وعمل مؤسساتي شامل على صعيد الأطر السياسية للقوى والفعاليات الكوردية من جانب الرئيس بارزاني تحديداً مع الحذر من عدم إنتاج الدورة التواترية للفشل المتكرر أو استنساخه بصيغ أخرى والعودة إلى الحالة الحزبية المريضة».

وقال كلو مشروعاً واضحاً مقروءاً غير قابل للتأويل والإجتهادات المزيفة، أو محاولات تفسير ما هو مفسر، كما أن القضية تحتاج جهداً مؤسساتياً يستطيع فك طلاسم المفردات والمصطلحات لتجنب الغموض كما والعمل على توظيف كل الأساليب في اللحظات المصيرية وزجها في معركة التفاعل والإدراك ووضع حد فاصل بين ضرورات المجاهرة وميكانيزما الغموض والحلول الرمادية المتأرجحة بين أنقرة وطهران وإملاءاتهما الغادرة».
المشروع القومي الكوردستاني قابل للنجاح

وختم كلو: «حقيقة أنه من السهولة بمكان إنجاح المشروع الوطني الكوردستاني لأنه يشكل جزءاً من المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط، على عكس المشروع التركي أوالمشاريع الأخرى التي استعانت بها الولايات المتحدة الأمريكية كأدوات وقتية سخرتها في أتون الفوضى الخلاقة والتي شارفت على نهايتها، ولذلك فالمشروع يحتاج فقط إلى أن يكون حالة تكاملية مع طبيعة وأهداف المشروع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط عموماً، لأن الجغرافيا البشرية لكوردستان هي وحدها الحاضنة الطبيعية لإنجاح هذا المشروع».
إنها حرب اعلامية... ولا عتب على الاعداء!!

تحدث دكتور محمود عباس- سياسي- لصحيفة «كوردستان»، حيث قال: «عندما تنعدم الوطنية، وتباع في أسواق النخاسة، ومعها الشرف والأخلاق، يكون من السهل نشر المعلومات الفاسدة التالية، ومحاربة أبناء الوطن بهذه الدونية، الذين سيحاسبونكم الشعوب السورية وخاصة العربية يوماً مع نظام بشار الأسد المجرم ذاته وبنفس السوية، وأعلموا أن التاريخ لا يقف على غيابكم عن الساحة، ستلعنون وأنتم في القبور. ونحن نتحدث عن قادة الإئتلاف الوطني السوري، الذين يمثلون قمة الانحطاط الخلقي، الذين تخلوا عن شعار إسقاط النظام، ومحاربة السلطة، وحصروا صراعهم ضد الشعب الكوردي كما يريده أردوغان. فمن أقذر الخدع الإعلامية، ما كتب على صفحتهم الإلكترونية الخبر التالي المرفق مع هذا المقال، والمنشور في موقعهم باللغة الكوردية. وإسقاطهم قريتي العويجة والرشوانية، على أطراف قامشلو، كمثال على ما يدعون، تبين مدى تلاعبهم بمدارك الشعب العربي، متناسين أن سكان هاتين القريتين كانوا من أقذر بؤر البعث على مدى العقود الماضية، وتحولتا إلى مراكز لداعش في الفترة التي كانوا يهاجمون فيها المدن الكوردية، ولا تزال خلايا داعش معششة فيها، فلا غرابة فيما يدعون، ولا عجب في خدمة سيدهم أردوغان، وهذه تحيد بنا إلى فكرتين: الأولى تؤكد على أن تركيا كانت ولاتزال من أهم المصادر التي تستمد منها خلايا داعش النائمة مصادر قوتها وشرورها في المنطقة، والقريتين من أحد أهم المراكز المتهمة فيما حصل ويحصل من الانفجارات في قامشلو وبأوامر تركية وسند من الإئتلاف الوطني السوري، أو أن جماعة الإئتلاف مقتنعة أن القريتين من ضمن الجغرافية الكوردستانية المحتلة من قبل القوى العروبية، المتحولة اليوم إلى الإسلام العروبي البعثي».

تابع عباس: «لا شك هذه الدعاية السفيهة تدفعهم إليها المخابرات التركية، بعدما فشلت في احتلال كلية المدن الكوردية، وهي تحاول بهذه الطريقة تبيانها للقوى الكبرى وخاصة روسيا أن الشعب الكوردي هم من يريدون التخلص من قوات الـ ي ب ك وليست تركيا وأردوغانها، نعم إنها الحرب الإعلامية، ولا عتب على الأعداء، بل على الذين يعدون ذاتهم من المعارضة السوري وأبناء الوطن الواحد، وعلى الذين انعدمت فيهم القيم والأخلاق.
قليلا من النخوة والإحساس بالوطنية، يا جماعة الإئتلاف الوطني لإنقاذ الروح من الخيانة لسوريا الوطن المدمرة، كفاكم عبثا بمدارك الشعب، لقد بعتم ذاتكم والوطن، وشرائح واسعة من شعبنا المهاجر، فلا تبيعوا البقية الباقية من الشعب».

لا حلول قريبة في الافق
تحدث المهندس شكري عبدالرحمن- سياسي- لصحيفة «كوردستان»، حيث قال: «مما لا شك فيه وبعد مرور تسع سنوات من الصراع الدامي في سوريا فإننا وبعد مراقبة دقيقة وموضوعية لما آلت إليه الأحداث نتوصل الى نتيجة مهمة وهي أنه لا حلول قريبة تبدو في الافق وهي تزداد تازماً، كونها كانت ولا تزال محكومة باجندات الدول الاقليمية ومصالح الدول الكبرى، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتوازنات دولية لا يمكن لأحد تجاوزها أو الالتفاف عليها فلا النظام السوري في دمشق ولا المعارضة في الخارج والداخل قادرين على التحرك في اتجاه الحلول السياسية أو العسكرية دون موافقة ومباركة داعميها الاقليميين والدوليين. فالازمة السورية وبكل وضوح لم تعد مسألة داخلية بل هو أشبه بنفق مظلم وساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية، فالسيادة باتت منقوصة والأرض أصبحت محتلة والأجواء أصبحت موبوءة مشبعة بالحقد والكراهية والطائفية والعنصرية والإرهاب، وبعد مرور كل تلك السنوات يبدو جلياً إن وجود الدول الكبرى على الأرض السورية لم ولن يكون إلا للحفاظ على مصالحها واستراتيجياتها وهي جل اهتماماتها، وبدأ ذلك واضحاً بعد احتلال تركيا ومرتزقتها لأجزاء من كوردستان سورية، وبقيت هذه الدول متفرجة غير ابهة، فروسيا التي تعتبر اهم حلفاء النظام لم تحرك ساكناً في وجه الاحتلال التركي لعفرين بل كان انسحابها بمثابة موافقة ومباركة لهذا الاحتلال، وما كانت الولايات المتحدة الأمريكية أفضل تصرفاً حين تخلّو عن حلفائهم الأوفياء في حربهم ضد تنظيم داعش وهزيمتهم، وما كانت تضحياتهم الجسام لتكون شفيعاً لحمايتهم ومساعدتهم ضد الهجوم التركي على تل أبيض ورأس العين بل تخلّو عنهم فيما يشبه الخيانة بحجة انتهاء مهمتهم في سورية بالقضاء على داعش مما جعل المناطق الكوردية لقمة سائغة للاحتلال التركي، ومن ثم عودتها بحجة حماية الحقول النفطية، ومن كل ذلك نتلمس عدم اكتراثها بالشعب السوري نظاماً ومعارضة، بل ان جل اهتمامها هو مصالحها وهي غير جدية في المساهمة لإيجاد حلول سياسية لهذه الازمة التي طال امدها وهي غير ملتزمة بأي حل لا يراعي مصالحها على غير ما كانو ينادون به من شعارات تتعلق بالحرية والديمقراطية وحماية الشعوب».
الكورد هم الخاسرون إذا لم يتحدوا

أضاف عبدالرحمن: «في الجانب الآخر تبدو مشاريع الدول الإقليمية ايضاً اهم من مصالح الشعوب ولها غايات ومآرب غير ما يعلنون عنها، فالمشروع الإيراني المتمثل بالهلال الشيعي والذي يمتد من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق قد أصبح قاب قوسين من الاكتمال لولا الوجود الأمريكي، وكذلك المشروع التركي الساعي لإعادة أمجاد الدولة العثمانية والتي جندت لتنفيذه العديد من الجماعات والمرتزقة وسط ترحيب وتصفيق ودعم من بعض الدول العربية، بالإضافة لهذه المشاريع فإننا يجب أن لا نهمل الدور الإسرائيلي في المنطقة والتي تعمل جاهدة على اضعاف الجميع، ولا يمكن لأي مشروع أو تحرك سياسي أو عسكري ان يجد النور دون موافقتها ورضاها، واما المشروع الكوردي والذي كان الاقرب للتحقيق لولا السياسة التي انتهجها "ب ي د" والتي إثارة حفيظة الدول الإقليمية سواء بقصد أو بغير قصد هذه السياسة التي أدت في نهاية المطاف إلى تخلي الروس عنهم في عفرين والولايات المتحدة في راس العين وكري سبي، والتي خلفت نتائج كارثية على الشعب الكوردي والقضية الكوردية، ومن هنا كان لُزاماً على الجميع التحرك بسرعة لايجاد حلولاً لعدم استدامة هذه الكارثة والتقليل من آثارها قدر الإمكان، وان يكون الجميع بقدر المسؤولية التاريخية، لذا كان ولا زال توحيد الصف الكوردي من أهم الأساليب في مواجهة الأخطار المحدقة بقضيتنا العادلة والازلية، وعلينا أن ندعم المواقف والأصوات التي تعالت في هذه الآونة وبدعم مباشرمن رئاسة إقليم كوردستان، وذلك للقيام بخطوات جدية رغم صعوبتها، ولكنها تبقى خطوات نحو الاتجاه الصحيح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل المتغيرات السياسية والعسكرية على الأرض، الكورد هم الخاسرون ان لم يتحدوا ويلتفوا حول بعضهم، فالمشاريع الإقليمية الموجودة في كوردستان سورية تستهدف وبشكل مباشر الوجود القومي الكوردي وهي تتجه نحو التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي».
وتابع عبدالرحمن: «من هنا يمكننا القول أن كل من المجلس الوطني الكوردي وكذلك الـ ب ي د مطالبون الآن وأكثر من اي وقت مضى إلى الإسراع في إيجاد آلية لتوحيد الصف والقرار الكوردي بعيداً عن الخلافات الحزبية الضيقة والاختلافات الأيديولوجية، والتخلي عن المشاريع الثانوية والالتفات إلى المشروع الكوردي والحقوق التي ناضل من أجلها الكورد منذ الأزل، وعليهم أن يباشروا بالعمل الجاد في سبيل تحقيق الأهداف التي يطالب بها الشعب الكوردي، لذا فأن ما يتم العمل عليه في الآونة الأخيرة من أجل رص الصفوف وتوحيد الكلمة والقرار ليس مستحيلاً وخاصة عند توفر النوايا الصادقة، وبالتأكيد فإن جميع الكورد الاصلاء يؤيدون هذه الخطوة والمبادرة فهي السبيل الوحيد لخلاصنا من نير الاحتلال ووصولنا إلى بر الأمان».

أخيراً:
ان ما يجرى على الساحة السورية الآن لا يُشير إلى قرب انتهاء الأزمة السورية، بل يتبين لنا ان هناك نقاط لم يتم التوفق عليها من قبل الدول المتداخلة في الشأن السوري.
أما على الساحة الكوردية هناك تضارب للمصالح بين أمريكا وروسيا، أما بالنسبة لإيران وتركيا فهما بيادق يتم تحريكهما حسب مصالح كلٌ من أمريكا وروسيا، بينما النظام والمعارضة ليس لهما أي دور سوى تحقيق توازن في الأرض والقوة حسب مقتضيات ومجريات الأحداث، فقط الشعب السوري عامة والكوردي خاصة هم من يدفعون الضريبة. ‏

عزالدين ملا