انشقاقات الأحزاب في غرب كوردستان..ومصالح الدول الكبرى

انشقاقات الأحزاب في غرب كوردستان..ومصالح الدول الكبرى

انشقاقات الأحزاب في غرب كوردستان..ومصالح الدول الكبرى
فيصل نعسو
منذ استلام حزب البعث عام 1963 مقاليد الحكم بانقلاب عسكري تحولت سوريا تدريجيا وخلال سنين معدودة الى سجن كبير، واصبحت مزرعة لبعض العروبيين والشوفينيين والمتسلقين الذين لم يحترموا العقل السوري، ولا تطلعاتهم نحو الديمقراطية بل مارسوا ابشع انواع الظلم، وكمّ الافواه ومصادرة الحريات.

كل هذا تحت مظلة قانون الطوارئ، كما حاربوا لقمة الشعب وممارسة العمل السياسي، وكان نصيب حزبنا باهظاً من الاعتقالات وما تبعه من انشقاق عام ٦٥ كما هو معروف لدى عموم الشعب الكوردي باليمين واليسار ممّا أدى الى اضعاف الحركة الكوردية على اغلب المستويات، وبعد محاولات جادة من قبل الحزب الحليف الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتحديدا من قبل الاب الروحي ملا مصطفى البارزاني، وفي مؤتمر ناوبردان عام 1970 للسعي بشكل جدي لتوحيد الحزبين اليسار واليمين الى حزب واحد (البارتي) لكن بعض القياديين في الحزبين وبسبب عدم احساسهم للمسؤولية الملقاة على عاتقهم ذهبت جهود ووساطة البارزاني ادراج الرياح، وتأسس الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) من اعضاء الحزبين وانتسابات جديدة، وتم انتخاب الحاج المرحوم دهام ميرو سكرتيرا للحزب، وانتخبت قيادة للحزب.

بعد بثلاث سنوات، تعرّضت قيادة الحزب الى هزة قوية اثر اعتقال اعضاء القيادة البارزين. وبتدخل طرف كوردستاني فاضح تم انشقاق الحزب، وخاصة بعد انهيار الثورة الكوردية عام 1975 وبدأ مسلسل الانشقاقات من عام 1980 وعام 1988 وعام 1998 وبشكل عامودي توافقي الى أن وصلت عدد الاحزاب بين تيار وحركة ومنظمة وتنسيقيه الى مايقارب 90 بدون اي احساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم او وازع اخلاقي والقسم الأكبر من هذه القيادات يبحث عن مجد شخصي لا أكثر.

لكن، نتطلع دوماً إلى بصيص من الأمل، ولا نستسلم، ولا نفقد الارادة، وبجهود الخيرين وخاصة بعد الاحداث السورية او ما يسمى بالثورة السورية عام 2011 تم تأسيس المجلس الوطني الكوردي في اواخر الشهر العاشر من عام 2011 الذي أعلن عن برنامج موضوعي وواقعي، انضوى تحت مظلته 12 حزباً، ومن بينهم الاتحاد الديمقراطي. خلال سنتين اتخذ ب ي د منحى اخر، وترك المجلس، وبدأ بحملة الاعتقالات بشكل واسع، ومازال مصير البعض مجهولا.

بهذه الممارسات اصبحنا محورين متناقضين، وهناك طرف آخر يسمى المحور الثالث او الطرف الثالث، مازالت هناك مشاحنات واتهامات كبيرة هنا وهناك. وبعد ما يقارب 10 سنوات من عمر الثورة ندور في حلقة مفرغة، ولم يتم التفاهم فيما بيننا، وأصبحنا على مفترق الطرق.

في الوضع الحالي تدخّلت جهات عديدة، وكل منها لها مصالح وأجندات خاصة وتسحب الحبل لصالحها كروسيا وتركيا وأمريكا وإيران، وكلهم لهم نفوذ سياسي وعسكري في سوريا.

اما بالنسبة لنا ككورد فنحن نضع أيادينا على وجوهنا، وننتظر الفرج من السماء. امريكا تتعامل من ب ي د وتغريه بالمال والسلاح لمصلحتها الخاصة للحفاظ على المنشآت النفطية. ومحاربة داعش اذا هاجمت خطوط النفط، وتسعى امريكا الى تحجيم دور ايران ايضا في المنطقة دون ان تحمل في برنامجها اي شي يخص حقوق الكورد او الاشارة اليها.

روسيا أيضاً تريد من المجلس الوطني، ومن ب ي د وبقية الاطراف الكوردية الذهاب الى دمشق والتقرُّب من النظام. ولها مآرب أخرى، وإيران ايضا تتفق مع روسيا بنقطة إنقاذ النظام من السقوط.

تركيا احتلت عفرين وسري كانييه وكري سبي بالتواطؤ مع روسيا وتركيا. وبهذه الحالة خسرنا مدينة عفرين وسري كانييه، والخوف على كوباني لازال قائما.

لم نتعظ نحن الكورد من تجاربنا السابقة، ولم نتفق على صيغة محددة تجمع شملنا تحت مظلة واحدة ترضي جماهير شعبنا، ونحقق بعضاً من أهدافنا القومية المشروعة والتي تخدم الكورد والسوريين عموماً.