روسيا وأمريكا .. سياسة المصالح في الموضوع الكوردي

روسيا وأمريكا .. سياسة المصالح في الموضوع الكوردي

روسيا وأمريكا .. سياسة المصالح في الموضوع الكوردي
فيصل نعسو
إذا أجرينا مقارنة بسيطة بين الدولتين الكبيرتين روسيا وامريكا اللتين لهما دور بارز وأساسي في العالم عموما وفي سوريا خصوصاً، وفي الشأن الكردي بشكل أدق، ولن ندخل في تفصيل الماضي، بل سنأخذ العبرة القريبة، ولنعد قليلا الى الوراء فكلاهما قد غدرا بالكورد، الروس كما نعلم سلّموا مدينة عفرين عروس كوردستان بموجب صفقة رخيصة للفصائل المسلحة التابعة لـ اردوغان وتحت أنظارهم وأنظار المجتمع الدولي، خطف ونهب وقتل وفرض اتاوات وضرائب ومصادرة املاك الكورد بدون اي رقيب وحسيب وبدون اي سند قانوني، بل يتباهون بذلك، رغم مناشدات حزب الاتحاد الديمقراطي الروس بالتدخل، لكنهم رأوا مصلحتهم مع انقرة، ومضوا في خطة التسليم، وقد تذرع الروس بالقول: إنهم طلبوا من الاتحاد الديمقراطي التواصل مع دمشق وتسليم عفرين للنظام لقطع الحجة من ايديهم، لكن لاقى هذا الطلب الرفض من قبل الاتحاد الديمقراطي، وبنتيجتها تم اعطاء الذريعة لانقرة كي تنفرد وتتفرد بقرار اجتياح عفرين وسط تجاهل دولي.

الولايات المتحدة الامريكية من جهتها غضت الطرف عن مهاجمة كركوك واحتلالها من قبل الحشد الشعبي الإرهابي، ومما يؤسف له بالتعاون من بعض الكورد الخونة وبالرغم من وجود قوات المارينز في بعض المناطق الكوردية.

واشنطن وعملاً بمقولة ميكيافيلي الايطالي التاريخية (الغايه تبرر الوسيلة) تسير على مبدأ المصلحة الامريكية فقط وذلك وفق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية والتاريخ الحديث يشهد عليها عندما استغنت عن حليفتها ايران بزعامة شاه ايران الذي حكم هو واسرته القاجاريه ايران اكثر من ٤٠٠ عام، وكان اقرب المقربين لها بعد اسرائيل، وبدأت بتصدير الثورة الاسلامية بزعامة الخميني، وفي اواخر العام 1979 دارت رحى الحرب بين العراق وايران، واستمرت مايقارب ١٠ سنوات وذهبت ضحيتها الملابين من الطرفين بين قتيل وجريح واسرى حرب، والآن اصبحت العراق في حضن نظام الملالي ويصعب الخلاص من تحت سيطرتها وبسهولة ايضا استغنت عن حسني مبارك وزين العابدين.
على المستوى الكردي يهمنا ان نطرح التساؤل التالي:
هناك حوارات ومباحثات جارية بين المجلس الوطني الكوردي من جهة وبين الاتحاد الديمقراطي من جهة ثانية للوصول الى تفاهمات او اتفاق لتشكيل مرجعية كوردية تحسباً لمرحلة جديدة قد تكون سورية مقبلة عليها والغايه منها عرض مطالب الكورد على المحافل الدولية على مختلف المستويات من الامم المتحدة ومجلس الامن ومؤتمر جنيف لإحقاق حقوق الشعب السوري عامة ومنها حقوق الشعب الكوردي على الصعيد السياسي والقانوني والاجتماعي.
لهذا ينبغي الاستفادة من كل الأطراف والظروف لتثبيت الحق الكردي التاريخي في غربي كوردستان.