تعثر للمفاوضات ام بداية الهروب من الاستحقاقات ؟

تعثر للمفاوضات ام بداية الهروب من الاستحقاقات ؟

تعثر للمفاوضات ام بداية الهروب من الاستحقاقات ؟
عبد الكريم حاجي

ما ان بدأت المفاوضات بين المجلس الوطني الكوردي والاتحاد الديمقراطي حتى عبّر العارفين بخبايا الامور السياسية عن مخاوفهم من تكرار تجربة إتفاقيات هولير١ ، هولير ٢ ودهوك، وانقسم بذلك الشارع الكوردي بين فريق متفائل بنجاح الحوارات مستندا على عدة عوامل منها وجود دول عظمى راعية للحوارات بالإضافة الى وجود الزعيم مسعود بارزاني كمتابع حريص لتحقيق وحدة الصف الكوردي، فضلا عن الضغوطات التي تعرض لها حزب الاتحاد الديمقراطي بعد فشله في ادارة المنطقة وتجاربه المريرة في عفرين وكري سبي وسري كانيي، فضلا عن انعزاله السياسي دولياً.. أما الفريق الاخر المتشائم منذ بداية المفاوضات كان مقتنعاً بأن عقلية الحزب القائد الأوحد المترسخة لدى حزب الاتحاد الديمقراطي والمنظومة التابعة لها لا يمكن أن تقبل شراكة حقيقية بالإضافة الى علاقته المتشابكة في اكثر من محور متناقض.

اما المجلس الوطني الكوردي الذي يؤمن بالحوار ويعمل على عدم تفويت أية فرصة تلوح في الأفق لتوحيد الموقف الكوردي فقد قرر الدخول في هذه الحوارات بشرط أن يقوم الطرف الآخر بإيجاد مناخات ملائمة وتهيئة الأرضية للبدء بالمفاوضات وخاصة الكشف عن مصير المعتقلين و المختطفين والكف عن الممارسات القمعية والتراجع عن سياسة التخوين لكل رأي مخالف ..

وبعد عدة لقاءات اسفر عن الاتفاق على الرؤية السياسية والاستعداد للبدء بمناقشة الامور الإدارية والعسكرية، ورغم صدور اكثر من تصريح من قيادة المجلس بانهم جادون في المفاوضات وضرورة بقائها سرية و بعيدا عن الإعلام، والحرص على الاستمرار فيها و إيجاد الحلول لنقاط الخلاف، الا ان الطرف الآخر سارع الى الاعلام محملاً المجلس بعرقلة المفاوضات متناسياً ان المجلس ابدى مرونة كبيرة ووافق على الدخول في المفاوضات رغم ما تعرض له من ممارسات واعمال الخطف والنفي لقياداته وحرق مكاتبه والاستيلاء عليها والصاق تهم باطلة بقياداته..

ان ما يخشاه الحريصين على وحدة الموقف الكوردي هي أن تكون التصريحات السلبية التي تصدر من حزب الاتحاد الديمقراطي و المحسوبين عليه والادعاء بتعثر المفاوضات، بداية الهروب من الاستحقاقات وان تكون غايته من المفاوضات مجرد تضييع الوقت وانتهاز اية فرصة أو حجة تتاح له للتملص منها بعد ضغوطات دولية اجبرته الجلوس على طاولة الحوار...