كوردستان سوريا والحاجة لدور الرئيس بارزاني

كوردستان سوريا والحاجة لدور الرئيس بارزاني

كوردستان سوريا والحاجة لدور الرئيس بارزاني
نوري بريمو (23-6-2020)
إنّ أي قارئ للسياسة التي يتّبعها الرئيس مسعود بارزاني السائر على خطى الزعيم الخالد والأب الروحي لشعبنا مصطفى بارزاني رحمه الله، وإنّ أي متابع للإستراتيجية التي يعتمدها في منحى دافاعه عن القضية الكردية في كردستان سوريا وخاصة في مجال الدعوة لتلاقي وتوحيد صفوف حركتنا السياسية، يشهد بأنّ أداء هذا القائد التاريخي هو أداء مسئول ويندرج في إطار إلتزامه بقضيتنا القومية وبنهج الكردايتي.

فقد أبدى الرئيس بارزاني إهتماماً منقطع النظير في تشجيع الإحتكام لجادة صواب التوافق والإبتعاد عن عسكرة الحلول، ولعلّ الشاهد الأكثر دلالة على أنّ سيادته يواصل رعاية مساعي ترتيب البيت هو أنه أنجز ثلاثة إتفاقيات (هولير1 وهولير2 ودهوك) بين المجلس الوطني الكردي (ENK-S) وحزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) خلال هذه الأزمة السورية العالقة.

وبهذا الصدد فمنذ أن إنسحب نظام الأسد من المناطق الكردية وسلّمها بشكل سلمي لحزب (PYD)، تنبّأ الرئيس بارزاني بوجود ثمة فرصة سانحة أمام كرد سوريا وبادر وطلب من الأحزاب الكردية أن يشكلوا فيما بينهم جبهة موحدة، وبناء على توصية جنابه ونظراُ لمقتضيات الحاجة في تلك المرحلة تم تشكيل المجلس الوطني الكردي بتاريخ (26-10-2011) وقد ساهمت في تأسيسه كافة الأحزاب الكردية ماعدا حزب (PYD) الذي رفض الإنضمام للمجلس وغنّى خارج السرب وإستفرد بالساحة وأعطى الحق لنفسه بحصر السلطة بيد مسلحيه والتفرُّد بشئون الإدارة والسياسة والعسكر وبقرار الحرب والسلم وبكل شاردو وواردة.

و رغم أنّ الطرفان قد إختلفا وإبتعدا عن بعضهما في معظم الأوقات لأنّ حزب (PYD) قام بتنصيب نفسه كحاكم وإعتبر (ENK-S) كمحكوم ومارس بحقه مختلف أشكال المنع والتضييق، ورغم أنّ (PYD) نكص بكل الوعود والإتفاقيات التي أُبرِمَت بين الطرفين، إلاّ أن الرئيس بارزاني لم ييأس وتصرّف بمنتهى الحكمة واستطاع أن ينزع فتيل العنف والعنف المضاد وحرّم الإقتتال الداخلي ولم يفقد الأمل في إمكانية التلاقي وظل يقدّم للطرفين المال والدعم اللوجستي والصحي والإعلامي وكل ما يحتاجونه ويطلبونه، ولعلّ خير الأمثلة على ذلك الدعم هو فتح أربيل لذراعيها وأجوائها أمام تنقلات وأنشطة الطرفين وإيواء الإقليم لمئات الآلاف من اللاجئين وفتح معبر سيمالكا للتواصل الأهلي والتبادل التجاري والخدمي والإغاثي وإيصال الوقود والمعونات وتشكيل لشكري روز وإرسال البيشمركة إلى كوباني وطرد فلول داعش منها و...إلخ.

وبناءً عليه، فإنّ الحاجة تغدو ماسة لزعيم مثل الرئيس بارزاني ليكمل المسيرة ويؤدي واجباته الملقاة على عاتقه تجاه شعبنا في كافة أنحاء كردستان، على غرار مافعله بعض زعماء العالم مثل جورج واشنطن وتشرشل وديغول ولينين وغاندي وهوشيميني وماوتسيتونغ وبوتو و تيتو وعبدالناصر وغيرهم من القادة الوطنيين الذين قاموا ببناء دول وصروح لشعوبهم التي مجّدتهم وكادت أن تعبدهم فيما بعد.

وفي هذا المجال، فإنّ حصول التفاهم الذي جرى مؤخراً بين (ENK-S) و (PYD) وبرعاية أمريكية في قامشلي بتاريخ 16-6-2020م، والذي كان ضرورياً للغاية وأثلج صدور غالبية محبّي ترتيب البيت الكردي وفَتَحَ أبواب اللقاءات التي كانت موصَدة وخلق نوع من الإنفراج ومن شأنه أن يوسّع آفاق الإتفاق ويؤدي إلى إمكانية فتح صفحة حواراتية جديدة والبدء بمشروع توافقي كردي جديد في مرحلة التحضير لسوريا جديدة، قد تم أيضا – أي هذا التفاهم - بمشورة ومباركة القيادة البارزانية وخاصة الرئيس بارزاني الذي لم يتغيّب عن رعاية أي حوار (كردي - كردي) في كل المراحل الكردستانية بإعتباره صاحب إمتياز في تبنّي مسيرة التلاقي والتوحيد ولأنه زعيم كاريزمي ضحّى ويُضحي بالغالي والنفيس لإيصال سفينة الكرد إلى برِّ الأمان بأمان، ولكونه رُبّان بيت الأمان الكردستاني.