كلمة عزالدين ملا في افتتاحية منتدى أكرم الملا الثقافي

كلمة عزالدين ملا في افتتاحية منتدى أكرم الملا الثقافي

كلمة عزالدين ملا في افتتاحية منتدى أكرم الملا الثقافي

أيتها الأخوات أيها الأخوة.
ممثلو الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الثقافية والنسوية والشبابية والطلابية
والمؤسسات الاعلامية
أيها الحضور الكريم
شكراً جزيلا على تحملكم عناء الحر والسفر وحضوركم.
يعجز القلم بالكتابة عن رحيل الأستاذ أكرم الملا، ولكن شاءت الأقدار ان يخطف ذاك الانسان الخلوق والإعلامي اللامع في يوم العلم الكوردي، هذا اليوم الذي يفتخر به كل كوردي شريف، فكان اختيار القدر لهذه المناضل في هذا اليوم الميمون، تميزا لا يناله إلا القلة القليلة، فقد ربط اسم أكرم الملا بيوم العلم الكوردي، ليُعطر ذكراه على مر التاريخ.

اكرم الملا ذلك الشخص ذو الهيئة الضخمة المهيبة والملامح الهادئة المتزنة والخلوقة قريبة إلى القلب، تشعرك وانت امامه بهيبة الجبال في وقت تحس معه بأمان قلَّ ما تحس بذلك الشعور خلال حياتك، قد تكون هذه الكلمات ما شعرت بها اول مرة شاهدته فيها أثناء إلتقائي به والعمل معاً في المكتب الإعلام.

هو ذاك المناضل والسياسي الصامت الذي سخر قلمه في خدمة شعبه ووطنه، ولم يبخل يوما بتقديم كل ما لديه لخدمة قضيته الكوردية العادلة، كان حازما ضد الانتهازية والانتهازيين ورحيما ورؤوفا مع من يخدم وطنه وشعبه بشرف واخلاص، وأحبه كل من عرفه.

اكرم الملا ابن العائلة الوطنية, تربى منذ صغره على نهج الكوردايتي، نهج البارزاني الخالد، من مواليد قرية تل تليلون ١٩٥٦، اكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس بلدته الدرباسية، انضم لصفوف البارتي عام 1970، وتابع دراسته الجامعية في كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية بجامعة حلب. وكان عضواً نشيطاً في فرع الطلبة لحزبنا آنذاك، ولكن حبه لدراسة علم الصحافة والإعلام جعله يسافر الى روسيا ليكمل دراسته في جامعة موسكو، قسم الاعلام والصحافة، وحصل على شهادة الماجستير، ثم عاد إلى الوطن وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للبارتي في مؤتمره العاشر، وكان من ضمن هيئة تحرير جريدة الحزب المركزية، وبعد المؤتمر التوحيدي عام 2014، عمل اكرم الملا في الهيئة الاستشارية ومديرا لمكتب الاعلام المركزي، وأشرف على العديد من الدورات الإعلامية في المكتب المركزي وتأهيلهم للقيام بواجباتهم.
لا زلت اتذكر كل ملامحه وتفاصيل حديثه، وازداد اعجابي بشخصيته النادرة نتيجة احتكاكي المستمر به في اكثر من محور حيث الرابطة الاجتماعية والسياسية والعائلية, ليزداد معها اعجابي بأفكاره وآرائه وطروحاته الجريئة كان شخصاً يتقدم معاصريه بأشواط كبيرة كان طفرة في المحيط السياسي الذي كان يعيش فيه، ذو كاريزما مميزة ونادرة في الوسط السياسي الكوردي كان بحق رجل سياسة.
فقد عاينت وعايشت اكرم الملا كـ انسان رائع نادر ما يصادفنا اثناء مسيرة حياتنا اشخاص بمزايا وخصال كالتي تميز بها اكرم الملا، يشعرك بقوة الإنسان والأمان، ويضعك في اجواء من الهدوء مهما كان التوتر الذي يخيم على المحيط هذه الميزة قلما تجدها او تحصل عليها في مكان ما، وفي ذاك السياق كان قلمه يعكس روحه وجوهره، ويخرج على سطح الورقة افكاره وقناعاته دون اية مواربة أو تحوير او تغير ما يشعر به ومقتنع به.

الحقيقة ان اكرم الملا ورقة قلما نحظى بالحصول عليها، وعقل من الصعب تعويضه في المحفل السياسي على الأقل بما يخص الكورد السوريين وقضيتهم وحقوقهم العادلة، ولكن للأسف شاءت الأقدار انه لم يحظ بالفرصة التي يستطيع من خلالها تقديم كل ما لديه من قدرات وافكار يستطيع من خلالها خدمة قضيته كما ينبغي على الأقل هذا ما كنت اتوقعها من اكرم الملا.

اكرم الملا كان قدوة لكل من عرفه عن قريب او بعيد كان مثال للرجل السياسي النبيل، واعطاء صورة مشرقة نبيلة لرجل السياسة، وبلورة صورة الرجل النبيل للشخصية الكوردية والتي كنا نشاهدها في افلام الأطفال ونحن صغار، انه كان مثال وصورة للرجل النبيل هكذا كانت صورة اكرم الملا النبيل في عيوننا وعيون وعقول كل من عرفه وعاصره وعايشه.
رحل الأستاذ أكرم الملا مساء يوم الثلاثاء، ١٧ كانون الأول ٢٠١٩، رحل عن عالمنا جسداً، ولكن روحه ما زال بيننا وذكراه في قلوبنا، سنبقى أوفياء لقضيته الذي ناضل في سبيلها قُرابة 50 عاماً، فالتهنأ روحك بسلام، عشت مخلصاً ووفياً، ورحلت عظيماً.