أخي ورفيق الدرب بافي مزكين الجميل

أخي ورفيق الدرب بافي مزكين الجميل

أخي ورفيق الدرب بافي مزكين الجميل
سعيد عمر
أي كلام سأختاره حتى أرثيك؟ أي حروف ستسعف قلبي الجريح على فقدك المبكر أيها المناضل الذي ماعرف اليأس طريقه الى قلبك وحياتك يوماً..
كم هو صعب أن أتحضّر الآن لاختار من معجم الرثاء كلاماً يليق بمقامك أيها الصديق ورفيق الدرب الذي ما استطاعت كل ظروف القهر ومحاولة كسر الشوكة سواء من قبل النظام أو من قبل مسلحي ال ب ي د ان تنال من عزيمتك.. وكنت دائماً تخرج من معركة اختبار الرجولة في داخلك أكثر قوة .. أكثر منعة.. وهم المهزومون دائماً..

هكذا هم الرجال الكبار من أمثالك .. هكذا هم الرجال الذين تحلوا بنكران الذات في سبيل عزة ومجد شعبهم وأمتهم.. الرجال الذين اختاروا طريق الكورد الصحيح والصريح.. طريق الكوردايتي .. ونهج البارزاني الخالد.. وقد كنت يا أخي ابو مزكين من خير مناضلي هذا النهج المبارك..

كنت، وكما كل أحبتنا ورفاق حزبنا- معك حين اشتد بك المرض منذ اللحظة الاولى.. أتحدث معك، وأشد على يديك أن: كن قوياً يا أخي .. لا تغادرنا نحن بحاجة لأمثالك أيها الطيب .. أيها الكوردستاني القدير.. والمناضل العنيد..
كنت أتابع وضعك وأنت بالمشفى، وقلقنا كثيراً حينما حرجت حالتك قبل أيام، لكنك –كعادتك- أفرحت قلوبنا حين استعدت بعضاً من عافيتك بعدها..
أخي العزيز:
لقيت كل الرعاية والتقدير من جناب السروك البارزاني الذي كان يتابع الوضع من خلال مكتبه لتقديم كل الرعاية الطبية، وتطلب الأمر نقلك أيها الغالي الى هولير لتكملة المعالجة في مشفى خاص بكامل المستلزمات والرعاية التامة، وبتوجيه من السروك البارزاني، وقد جهزت نفسي للتوجُّه إليك والعودة الى هولير بصحبتك، لكن، ويا لقلبي الموجوع!! تفاجأت أنك أيها الغالي رحلت عنا بعيداً.. وحلقت روحك في فضاء كوردستان، وفاضت فأدمت قلوبنا التي تألمت لرحيلك..
واليوم كنت معك حتى في آخر نبضة الحزن،حينما غادرنا جسدك الطاهر ليوارى الثرى في قريتك، وكم كان حزيناً ذابحاً هذا الفراق الأبدي
أيها الغالي .. الجميل سلاما لك
تغمد الله ثراك بعطر الرحمة..
وإنا على خطى الافكار التي من أجلها ناضلت سائرون.
على خطا هذا النهج المبارك سائرون.