في ذكرى رحيله.. لمحة عن حياة الاديب الكوردي اوصمان صبري

في ذكرى رحيله.. لمحة عن حياة الاديب الكوردي اوصمان صبري

PDK-S: تمر اليوم 11/10/2020 الذكرى السنوية السابعة والعشرون لرحيل الشخصية الوطنية والقومية أوصمان صبري.

ولد يوم 05 – 10 – 1905 في قرية نارنجي في منطقة كختي بولاية أديمان في كوردستان الشمالية وهو ابن صبري أغا زعيم عشيرة مرديسا. دخل المدرسة الرشدية وهو في السابعة من عمره وتخرج فيها عام 1920، عاد بعدها لقريته وكان عمه شكري أغا يترأس العشيرة بعد وفاة والده تزوج مبكرا وأنجبت زوجته الأولى ثلاثة أبناء، وسرعان ما توفيت مع اثنين من أولادها في الطفولة، أما الثالث فقد قتل في السابعة والأربعين من عمره، وكان يدعى ولات، تزوج أوصمان ثانية وأنجب ثلاثة أبناء (هوشنك، هوشين، هفال) وبنتين (هنكور، هيفي) وتبنى ابنة أخيه(كوي) في عام 1925 – 1926 شارك مع عميه شكري ونوري في ثورة الشيخ سعيد بيراني وكان اعتقالهم وإعدام عميه، أما هو فقد بقي في السجن لغاية عام 1928 حيث خرج بموجب عفو عام.





أوصمان صبري الشخصية الكوردية البارزة ناضل في سبيل الدفاع عن القضية الكوردية منذ أيام شبابه وحتى المراحل الأخيرة من شيخوخته، وقاوم مضطهدي شعبه بإرادة جبارة لا تلين، ودخل سجون جميع أنظمة الحكم في البلدان التي يتعرض فيها الشعب الكوردي للاضطهاد، وفرضت عليه الملاحقة الشوفينية لتلك الأنظمة والضغوط والظروف القاسية أن ينتقل ما بين تركيا والعراق وسوريا معانيا من التشرد والغربة والفقر في مسيرته النضالية الطويلة المريرة.



جاهد اوصمان صبري في رفع مستوى الوعي الاجتماعي والسياسي لشعبه من خلال الانضمام إلى الأحزاب والتجمعات والأندية. ساهم في منظمة خويبون التي تأسست في أواخر العشرينات من قبل البدرخانيين وممدوح سليم وقدري جميل باشا، ومصطفى بوزان شاهين بك، وغيرهم من الزعماء الكرد التقليديين، كما ساهم في التنسيق النضالي بين منظمة خوبيون وثورة أكري داغ ، وساهم في تأسيس نادي كوردستان بدمشق عام 1938 ، وساهم في تأسيس اول حزب كردي منظم في سوريا تحت اسم (البارتي) عام 1957 مع عبد الحميد درويش والشيخ محمد عيسى وحمزة نويران، ثم أصبح سكرتيرا لفصيل اليسار بعد الانشقاق الذي حصل في البارتي عام 1965. ترك الحزب في عام 1969 ولكنه ظل متمسكا بمبادئه النضالية وأهدافه القومية . لم يدخر أوصمان جهدا في خدمة اللغة الكردية والثقافة الكردية بوجه عام، تعليما ودراسة وتأليفا، وساهم في تنشئة أجيال كوردية مثقفة في اللغة والأدب الكرديين ممن عايشهم. أما كتاباته فهي: باهوز، دردي مه، جارلهنك، أبجديتان كورديتان الأولى29 حرفا مثل أبجدية بدرخان ، والأبجدية الثانية بزيادة أربع أحرف كانت تغفل في الأبجديات الكردية السابقة، مجموعة شعرية صدرت في اوروبا تحت عنوان ((أشعار ابو)) ومن الجدير بالذكر ان سبب تسمية اوصمان A P O يعود الى نقمته على الزعامة الكوردية التقليدية وكراهيته حتى لألقابها((أغا، بك ، باشا)) على الرغم من أن عائلته كانت تتزعم عشيرة (مرديس).



حيث درجت زوجة المرحوم جلادت في فترة نشوء علاقة أصمان مع البدرخانيين على مخاطبته بكلمة A P O لمعرفتها بكراهيته لألقاب الزعامة الكوردية المستعملة بين الكورد.



تعرص اوصمان صبري للاعتقال 18 مرة تفاوتت فتراتها بين أيام وشهور وسنين بسبب نضاله القومي الدؤوب ومقاومته للأنظمة التي تضطهد الشعب الكردي، اعتقل في تركيا 1926_ 1928 وخرج من السجن بعفوعام ، ثم اعتقل ثانية في 1928 لمدة سبعة أشهر بتهمة الأعداد للانقلاب ولم تثبت عليه التهمة. واعتقل في العراق مرتين في 1930ـ 1931 ، وفي لبنان مرتين 1935 ، ومن لبنان نفي إلى جزيرة مدغشقر في نفس العام . أما في سوريا فقد تكرر اعتقاله 12 مرة أبرزها خمسة أشهر في عهد حسني الزعيم ، وتسعة أشهر في حلب 1959 ، وستة أشهر في سجن المزة في أواخر 1966 ، واخيرا سنة ونصف في سجن القلعة عام 1971.



ويعتبر اوصمان من احد الشخصيات التي لم يعترف بالحدود المصطنعة في كوردستان وقد ناضل في جميع الأجزاء الكوردستانية مظهراً للأعداء ان القضية الكوردية واحدة ولا يتشتت برسمهم الحدود المصطنعة ، بالإضافة إلى نضالات العم تجاه التخلف والأساليب التقليدية المتواجدة بين الكورد من ناحية الزعامة مثل ( الأغا و الشيخ ، باشا )وكان له أقوال مأثورة بقي وسيبقى في التاريخ الكردي له قيمة كبيرة حيث قال (الأمة التي تحب نفسها وتعي ذاتها هي التي تحب لغتها ).





في يوم 26 – 12 – 1929، عبر الحدود إلى سوريا بلدة عين العرب وحل ضيفاً على آل شاهين بك البرازي، وفيها انتسب إلى جمعية خويبون على يد الأمير جلادت عالي بدرخان وأبناء شاهين بك البرازي. وفي عام 1930 شارك في ثورة آرارات وتمت ملاحقته ووضعه تحت الإقامة الجبرية في دمشق إلى جانب العديدين من الوطنيين الكورد ساهم في منظمة خوبيون التي تأسست في أواخر العشرينات من قبل البدرخانيين وممدوح سليم وقدري جميل باشا، ومصطفى بوزان شاهين بك، وغيرهم من الزعماء الكرد التقليديين . كما ساهم في التنسيق النضالي بين منظمة خوبيون وثورة أكري داغ . مع صدور مجلة هاوار في دمشق عام 1932 اسهم بالكتابة فيها إلى جانب زملائه مثل جكرخوين وقدري جان وغيرهم من مثقفي ذلك الوقت، أتحف مجلة هاوار ولاحقاً شقيقاتها ( روناهي – روزا نو – ستير ) بالمقالات والبحوث والقصائد الجميلة، ومذ ذاك بدأ الكتابة باللغة الكوردية إلى جانب تدريسها وتعليمها، قراءة وكتابة للتلاميذ في حي الكورد بدمشق. في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي أسس نادي (صلاح الدين الثقافي) في دمشق ولاحقاً تحول إلى نادي كوردستان، وكان له الدور الرئيس في تعليم أبناء الحي اللغة الكوردية بالأحرف اللاتينية.



في عام 1957 أسس الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا مع الدكتور نور الدين ظاظا وضمت اللجنة المركزية للحزب السادة : رشيد حمو – حميد حاج درويش – محمد علي خوجه – شوكت حنان خليل محمد – الشيخ محمد عيسى – حمزة نويران. وعلى أثرها تعرض مرات عديدة للسجن والنفي. بقي أبو أوصمان صبري متحملاً مسؤولياته التاريخية في الدفاع عن الشعب الكوردي في سوريا حتى بعد الانشقاق الذي حدث في البارتي أواخر عام1965 وأصبح سكرتيرا لفصيل اليسار بعد الانشقاق . إلا أنه اضطر إلى تقديم استقالته من الحزب في عام 1969، بعد أن قام بعض رفاقه في قيادة الحزب بالاتصال مع بعض الأحزاب والجهات الأمنية دون علمه، ومنذ ذلك الوقت أنهى علاقته بالحزب واعتزل العمل السياسي واكتفى بالعمل الثقافي وفي تدريس اللغة الكوردية حتى مماته.



من النوادي الثقافية والرياضية التي أسهم في تأسيسها : 1- نادي صلاح الدين الثقافي والرياضي في عام 1938 بدمشق – جبل قاسيون 2- نادي كوردستان عام 1942 بدمشق حي الكورد قرب جامع كردان 3- نادي هنانو في عام 1949 بدمشق 4- نادي الجزيرة في عام 1954 بدمشق تيمناً على اسم الجزيرة السورية مارس آبو أوصمان من خلال هذه النوادي الثقافية والرياضية تدريس اللغة الكوردية وتعليمها قراءة وكتابة لتلاميذه من شباب حي الكورد، وكانت على الأغلب فترة الدراسة مسائية وأسلوبه كان شيقاً في التعليم. ألف أبو أوصمان عدة كتب وكلها تتحدث عن آلام الشعب الكوردي وآماله : 1- العاصفة – دمشق1956 2- آلامنا – دمشق 1957 3- أبجدية كوردية لاتينية – دمشق 1955 4- الأبطال الأربعة – دمشق 1984 5- أشعار آبو ( مجموعة شعرية صدرت في ألمانيا عام 1981 ) تعرض آبو أوصمان للاعتقال ثماني عشرة مرة تفاوتت فتراتها بين أيام وشهور وسنين، اعتقل في تركيا مرتين وفي العراق مرتين وفي لبنان مرتين ،أما في سوريا فقد تكرر اعتقاله 12 مرة أبرزها خمسة أشهر في عهد حسني الزعيم ، وتسعة أشهر في حلب 1959 ، وستة أشهر في سجن المزة في أواخر 1966 ، واخيرا سنة ونصف في سجن القلعة هام 1971 ونفي إلى جزيرة مدغشقر في أفريقيا وإلى السويداء وتدمر .



رحل أوصمان صبري وترك إرثا نضاليا وثقافيا خالدا يكفي لتخليده كعلم من أعلام النضال الكوردي التحرري. توفي في قرية بركفري التابعة لناحية الدرباسية في 11/10/1993.