السياسة الدولية في الشرق الاوسط وكوردستان

السياسة الدولية في الشرق الاوسط وكوردستان

السياسة الدولية في الشرق الاوسط وكوردستان
فيصل نعسو
تلعب تركيا دوراً مزدوجاً قذراً في هذا الحلف. فهي تسعى جاهدة لتتوائم مصالحها مع مصالح دولتين الكبيرتين ومع مصالح جيرانها الأقليمين (إيران وسوريا) السائرة في فلك هذا الحلف في الشرق الأوسط وخاصة المتعلقة منها بالمسألة الكوردية وأحياناً بمناطق أخرى.

بالرغم من عدم توافق أهدافها في حالات كثيرة الأن مع أهداف الدول الإقليمية في هذا الحلف إلى أنها تعقد اجتماعات دورية معها في السر والعلن لاتخاذ مواقف مشتركة للحؤول دون أن يحصل الكورد على اعتراف دولي بشأن حقهم في تقرير المصير في الأجزاء الأربعة لهذا يخطئ من يفكر أحياناً بأن حل المسألة الكوردية في روج أفا هو بأيدي الترك كما يصرح بعض المسؤولين الكورد أسيرة إستراتجية للشأن السوري وعلى الخصوص القسم الكوردي منها.

ليس من المعقول والنخب التركية الحاكمة وأحزابها المعارضة تعلم علم اليقين أن أي حل للمسألة الكوردية في تركيا وفي روج أفا الملتصق تماماً مع كوردستان باكور سيؤدي إلى نتائج لاتحمد عقباها بالنسبة إلى كيانها كدولة شرق أوسطية مؤثرة، ولكن هذا لا يعني أبداً أن نقطع علاقاتنا المتعددة الأوجه مع الشعب التركي والحكومات المنبثقة عنه ل إيجاد حل سلمي لقضيتنا القومية في الأجزاء الأربعة وكما قال الزعيم الكوردي كاك مسعود بارزاني" عشر سنين مفاوضات خير من سنة حرب" ولكن اللعب على الحبلين سينتهي لا محالة أن استطعنا إقامة تحالف كوردي على مستوى كوردستان ومع انسجام سياستنا القومية مع سياسة القوى الدولية الكبرى ومعرفتنا الدقيقة بمصالحها الاقتصادية والجيوسياسية بالعالم وعلى الأخص في الشرق الأوسط وكوردستان وتحديد استراتجياتها وتكتيكاتها لتحقق غاياتها. عندئذ يسهل علينا أفشال المخططات التي تحارب ضدنا ليس من قبل تركيا وحدها وحسب بل حتى مؤامرات الدول الأخرى المقسمة لكوردستان أيضاً إيران وحلفاؤها الشيعة في هذا الحلف .

دور أيران الحالي مرتبط بما يسمى بالربيع العربي الهادف إلى زيادة حدة الصراع الطائفي (المذهبي – الشيعي- السني وما بينهما) في إقليم الشرق الأوسط ولكن يتأثر الكورد نوعاً بهذا الصراع الديني الخطير. ربما تأثر كورد شمال كوردستان بشكل أو بأخر وهذا مرتبط بشكل رئيسي بالسياسة العثمانية وتركيا المعاصرة (المذابح المرتكبة بحق المجموعات الغير السنية في كلا العهدين) كما يجب ان لا ننسى الدور الدعائي لقسم كبير من رجال الدين الكورد في تشجيع ارتكاب مثل هذه المذابح أفعال الشنيعة سابقاً .

نجحت إيران في أن يقوم بدور الحامي للشيعة في الشرق الأوسط مع استلام الملالي في أخر القرن المنصرم. ثم واصلت هذه السياسة بنجاح حتى الآن وتمكنت من زيادة نفوذها في مناطق عدة من الخليج العربي والعراق وسوريا ولبنان. رافق نجاح سياستها في المنطقة العربية هذا نجاح مماثل في وسطنا الكوردي (في الأجزاء الأربعة لا داعي للدخول في التفاصيل لأن الوضع حساس جداً بالنسبة لما يخطط في المحافل الدولية بشأن الشرق الأوسط بما فيها كوردستان) ولكن المطلوب منا الأن كيف يمكن إخراج هذه القوى الكوردية من فلك السياسة الإيرانية أعتقد من الضروري القيام بما يلي:
أولاً: أن يشارك فعلاً لا قولاً فقط ممثلو أو أحزاب تلك القوى وغيرها من ومؤسسات المجتمع المدني الفعلية المستقلة وليس اختيار أناس ليسوا حزبيين لكنهم مؤيدون أكثر لسياسة تلك الأحزاب من أعضائها في اتخاذ القرارات المصيرية لشعبنا الكوردي.

ثانياً: وقف الحملات المعادية لها والتحلي بالصبر وسعة الصدر معها حتى في حال تجاوز الحدود، وعدم الرد على أستفزازتها المتعددة الأوجه كي لا تستغل العناصر المندسة وغالباً ما تكون ذات تأثير لزيادة التوتر وتوسيع الهوة بين الفصائل الكوردية الوطنية المقاتلة، وهنا أيضاً استشهد بما قاله الخالد البارزاني الكبير المقاتلين عند توقيفهم المرحوم جلال الطالباني معلناً : لا تسيئوا إليه عسى ولعلى ككوردي سوف يندم على ما أقدم عليه وهذا الذي حصل معه فعلاً فقد قرأت له وسمعت تصريحه: بأنه لن يعادي البارزانيين أبداً.
.