العمال الكردستاني سيف الأنظمة الغاصبة لكردستان (1)

العمال الكردستاني سيف الأنظمة الغاصبة لكردستان (1)

العمال الكردستاني سيف الأنظمة الغاصبة لكردستان (1)
دلبخين علي
أوجلان هذا الرجل الذي صدع رؤوس القوميين الكرد، فهو الذي خلق نظريات تنتهي في النهاية إلى قلب الحقوق القومية، وأصبح مع حزبه بمثابة الخنجر الذي يغرس في خاصرة الأمة الكردية، غدراً وبأيادي مخابرات الدول المحتلة لأجزاء كردستان. أن من أطلق عليهم تسمية "حزب العملاء التدميرستاني" لم يكن مخطأ، بل فقط كان يتوجب أن يعدل التسمية إلى "عصابة العملاء التدميرستاني"

سأقوم وعلى مدة عدد حلقات بشرح طبيعة هذه العصابة، وأعمالها وتصرفاتها وخياناتها، وعمالتها مع المخابرات السورية ضد الحركة الكردية في سوريا، وكيف إنها جاءت فقط لكي تقضي على كل بذور الفكر القومي والكردستاني، وخاصة محاربة الفكر والسياسة والوجود البارزاني في كل مكان. لدرجة أن بعض كوادرهم المنشقين أكدوا أن الهدف الأساسي للعمال الكردستاني إنما هو القضاء على البرزانيين، لأنهم الأساس في الفكر القومي والين يصرون على الحق القومي الكردي منذ 100عامن وهو ما يشكل لهم حرجاً ومشاكل أمام كل الأنظمة التي شكلتهم بدءً من البعث السوري، ومروراً بالباستاران الإيراني الذي يستخدمهم، وانتهاء بالميت التركي الذي غرسهم في سوريا ليكونوا حجة محقة للهجوم على كردستان سوريا والقضاء على الوجود والمناطق الكردية في سوريا.

الحلقة الأولى
أسس أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1978، في وادي البقاع في لبنان الذي احتلته سوريا في ذلك الحين. وغادر تركيا نهائياً عام 1980 ليعمل من المنفى وخاصة من دمشق وسهل البقاع اللبناني. حيث يعود تاريخ وجود تنظيم ب ك ك في سوريا إلى 1979، مع بدايات هروب أوجلان من مكان إقامته، وتركه لرفاقه في الحزب لمصيرهم في مواجهة الجيش التركي، في حين فضل هو الفنادق والأماكن الفخمة على حساب أرواح ودماء من تمكن من خداعهم.

ولترسيخ تنظيم حزبه المجرم. عقد أوجلان عشرات المؤتمرات والفعاليات الحزبية والسياسية، تحت إشراف المخابرات السورية، في الوقت الذي كانت الأحزاب الكردية الأخرى تعاني من الملاحقات والتصفيات ومنع العمل السياسي، وبل أن مجرد إقامة حفلة عرس كان الكرد بحاجة إلى موافقات أمنية وواسطات. في حين كانت خلايا هذا التنظيم الإرهابي يعقد جلساته العلنية حتى في دمشق، خلال فترة حكم حافظ الأسد، وبقي أوجلان متنقلاً بين دمشق ولبنان طيلة 19 عام دون أي إزعاجات. وترسيخاً لسياسات أوجلان التي جاءت للنيل من الكرد، فقد أعفى النظام السوري الكرد المنخرطين ضمن تنظيم ال بي كا كا، من خدمة الجيش في حن كانت الدوريات تهجم على بيوت الكرد لسحب أبنائهم للجيش، من لم ينخرطوا ضمن صفوف هذا التنظيم الخطر على العمق الكردي في كل العالم. وللأسف فإن كرد سوريا شكلوا المحرقة التي جاء أوجلان لتحقيقها وتفعيلها، وهو المخطط الذي اشتغلت عليه المخابرات السورية، ولقي أوجلان كل الدعم والتسهيل المادي والسياسي.وفي الوقت الذي لم يكن يسمح للكرد بحمل قطعة سكين مطبخ معهم، فإن العناصر المنطوية في صفوف العمال الكردستاني كانوا يتلقون التدريبات العسكرية في مخيمات خاصة، وإرسالهم لمحاربة تركيا، والموت في سبيل مشاريع تخدم النظام السوري سياسيا وأمنياً، وتخدم قيادات العملاء التدميرستاني مادياً.

في 1981 عُقِد مؤتمر حزب العمال الكردستاني الأول في سوريا في الفترة بين 15 و25 من يوليو/تموز، بحضور ما يقرب من 60 قياديًا ومقاتلًا من أعضاء الحزب المؤتمر، ومنذ ذلك الحين توطدت علاقات نظام حافظ الأسد مع العمال الكردستاني، إذ عقد في عام 1984 مؤتمر ثانٍ للحزب في سوريا وعقب ذلك المؤتمر شن الحزب عمليات مسلحة واسعة ضد أهداف عسكرية داخل الأراضي التركية في العديد من المدن التركية الجنوبية. دون أن يشكل ذلك أي أثر ضد تركيا، ولكن فقط كان الشباب الكرد محارق لمعارك وهمية ومراهقة عسكرية وسياسية.

كما دعمت موسكو ذلك التطور لكي تزعزع استقرار تركيا التي كانت تمثل عضواً بارزاً في حلف شمال الأطلسي خلال "الحرب الباردة". وبإدارتهم حرباً بالوكالة ضد أنقرة بواسطة حزب العمال الكردستاني فإن السوفيت والسوريين قد زودوا الجماعة بالتدريب والسلاح. وقد شن حزب العمال الكردستاني بعض الغارات من سوريا إلى داخل تركيا، كما انخرط في هجمات إرهابية. ومع انهيار الشيوعية انتهى الدعم السوفيتي لـحزب العمال الكردستاني لكن سوريا استمرت في إيواء المجموعة لكسب ثقل ضد أنقرة في النزاعات الثنائية. وعلى وجه التحديد، طالبت دمشق بمحافظة هاتاي التركية واختلفت مع أنقرة حول تقاسم مياه نهري دجلة والفرات، وفي كل مرة كان كرد سوريا الضحية مرتين، الأولى كونهم أصبحوا وقود للمغامرات التافهة التي قام بها أوجلان خلال مسيرته الخالية من أي نضال سياسي أو عسكري. وثانياً أن الكرد في سوريا أصبحوا هدفاً سهلاً للعمال الكردستاني كي يقضي على الحركة السياسية التي ناضلت ضد الظلم والاستبداد الذي جاء به البعث والنظام السوري، ويذكر المؤرخون أن التاريخ الأوجلاني في سوريا يخلوا من أطلاق رصاصة واحدة ضد النظام السوري.

خلال كل تلك الفترة، كان طلبة الجامعات هدفاً للخلايا النائمة من قبل العمال الكردستاني وبتسهيل عميق من قبل المخابرات السورية في الجامعات، حيث تم سحب أعداد كبيرة منهم للانضمام إلى صفوفهم تحت شعارات تحرير وتوحيد كردستان، وغسيل الأدمغة، والإقناع الكاذب وبيعهم الأوهام والخدع، حول محاربتهم للنظام السوري، وهي الكذبة المستمرة حتى اليوم. لذلك شهدت الجامعات نقصاً في عدد الطلبة وخاصة المتفوقين، والذين أكدا ذويهم أن أبنائهم غُرر بهم وخُدعوا ولم يكونوا في وعيهم الكامل، وتم خداعهم وغسيل عقلهم كي يصدقوا أنهم جائوا لأجل تحرير كردستان.
يتبع....