طاقات الشباب الكامنة وإمكانية الاستفادة منها

طاقات الشباب الكامنة وإمكانية الاستفادة منها

PDK-S: الحماسة والجرأة والاستقلالية الشباب اساس أي رؤية مستقبلية لسوريا القادمة
الشباب هم من الأوائل المنخرطون في الثورة السورية، وكانوا وقودها، وحملوا شعارات تطالب بالحرية والكرامة، وبما يحملون من طاقات كامنة ونشاط وحيوية يعتبرون أمل سوريا المستقبل وتقدمها وتطورها، والشباب الكورد أيضا لديهم أفكار ومواهب، ويحملون في داخلهم الطاقة والإبداع والرؤية الثاقبة للقضايا المصيرية.

الوضع السوري عامة والكوردي خاصة، فالشباب معنيّ بها كما غيرهم من الفئات المجتمعية.وما الوضع السياسي المعقد التي تمر به المنطقة، والجولات المكوكية لكافة الدول المعنية بالشأن السوري، والبحث عن سبل لإنهاء معاناة السوريين واقامة منطقة آمنة، والبحث عن حلول جذرية وتحقيق توافق بين الدول والقوى المتصارعة للوصول إلى نهاية المطاف في الأزمة السورية.
الشباب السوريين عامة والكوردي خاصة لهم آراء ومقترحات بحاجة إلى بعض الاهتمام، فعقلية الشباب النشطة تستطيع ان تبدع في الأفكار، وقد يكون لديهم آراء لرؤية مستقبلية لم تستطع عقول الكبار من معرفتها.
1- كيف ينظر الشباب السوري عامة والكوردي خاصة إلى كل ما يحدث على الساحة السورية؟
2- ما رأي شباب الكورد بالمنطقة الآمنة المزمع إقامتها؟
3- حسب رأيكم، ما الحلول أو ما المطلوب من الحركة الكوردية لكسب ما يمكن كسبه من حقوق الشعب الكوردي في كوردستان سوريا؟
4- كيف يرى الشباب الكورد المرحلة القادمة لمستقبل الكورد في سوريا؟
تحدث بلند ملا عضو قيادي في اتحاد الطلبة والشباب لصحيفة «كوردستان»، حيث قال: « الشباب وقود الثورات وعمادها وشرارتها والمكون الأساسي لها. بعد القيام بما تسمى الربيع العربي في المنطقة في أواخر 2010 ومطلع 2011م، واندلاع موجات عارمة واحتجاجات ضد الأنظمة الدكتاتورية المستبدة ضد شعبها في مختلف انحاء الوطن العربي، كان لبدايتها النجاح والتغير. ولكن اختلف مسارها بفعل فاعل.
ففي سوريا وحين اندلاع شرارة الحراك الشعبي ضد النظام الأسدي الدموي بيد شباب سوريا عامة والكوردي خاصة، عندها وجد دور لنشطاء الشباب في الحراك السوري آملاً أن يكونوا جزءاً من سوريا الجديدة، جزء من دولة قدارة على استيعاب طموحاتهم وأحلامهم .

تابع ملا:«نحن نقترب من دخول العام التاسع من الثورة السورية، دون بروز ملامح الحل لهذه الأزمة في الأفق.فالمواقف العربية والدولية تتباين بشأن الأزمة السورية، ففي العالم العربي هناك الموقف المؤيد والداعم لحق الشعب في الحرية وتتصدر تلك الدول بعض دول الخليج. وهناك الموقف الداعم للنظام السوري انطلاقاً من النظرة الطائفية وتمثله الحكومة العراقية، وهناك دول محايدة ومرتبكة ممثلاً بالأردن ولبنان ومحاولة منهما التمسك بالعصا من الوسط قدر استطاعتهما. دولياً لا يختلف الأمر كثيرا، فهناك دول مؤيدة وداعمة للشعب السوري في نيل حريته ضد النظام السوري والتي بدأت بـ حث الأسد على تنفيذ إصلاحات جذرية، ثم تطورت على عملية دعم المعارضة والمطالبة بإسقاط النظام، ثم الانتقال الى الحل السياسي شرط رحيل الأسد، ثم إلى التدخل العسكري المباشر ضد داعش.أمريكا منذ بداية الثورة السورية راهنت على قيام النظام السوري بإجراء إصلاحات تلبي مطالب المحتجين، ولكنها ما لبثت أن اتخذت إجراءات أكثر صرامة اتجاه ضد النظام وذلك بفرض حزمة من العقوبات وتهديدها بالقصف والتي تراجعت عنها بعد صفقة تسليم النظام السوري للسلاح الكيمياوي، برأي موقف أمريكا بقيت متغيرة بتغير المعطيات على الأرض.اما موقف روسيا فاتسم منذ اليوم الأول للثورة بالوقوف بجانب النظام السوري عسكرياً وفي المحافل الدولية فاستخدمت الفيتو عدة مرات ضد قرارات مجلس الامن الدولي التي دانت النظام.وموقف أيران لا يختلف كثيرا عن نظيرتها روسيا وانحيازها التام منذ اليوم الأول لاندلاع الحراك الشعبي في سوريا ووقوفها بجانب النظام عسكريا وبقوة. لذا اصحبت ومازالت الساحة السورية مركزاً للصراع الدولي والإقليمي دون الوصول لحل يرضى به الجميع.

اضاف ملا: « فبعد تهديد الرئيس الأمريكي "ترامب " لتركيا اقتصاديا – تهديد لم يدم كثيراً – في حال هجوم تركيا للكورد في سوريا حسب تغريد للرئيس الأمريكي، خرج الطرفان "أنقرة وواشنطن" باتفاق ومن خلال مكالمة هاتفية على انشاء منطقة آمنة على طول حدود التركية السورية بعمق 32 كم.

رأى ملا: انه «هناك ضبابية حول هذه المنطقة المزعم إنشاؤها حتى هذه اللحظة، فلم يتفق أحد الأطراف على من له الحق في إدارة تلك المنطقة، ومن سيكون له تواجد على تخوم تلك المنطقة وإلى أي مدى ستتغير ملامحها عما هي عليه الآن.لذا أملنا من إنشاء تلك المنطقة، ان تكون تحت رعاية واشراف دولي وبمشاركة قوات بيشمركة روج، وعلى الحركة الكوردية في غربي كوردستان ضرورة عقد اتفاق شامل وسريع لتولي إدارة هذه المنطقة. لأن تركيا لها مطامع استراتيجية واحتلالية وحالمة بالسيطرة على هذه المنطقة،لذا لدرء وقطع وكسر الحلم التركي، مالنا إلا وجوب اتفاق بين القوى الكوردية في غربي كوردستان.

تابع ملا أيضاً: «الحركة الكوردية في غربي كوردستان ومنذ بداية نشأتها عام 1957 م دأبت على المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الكوردي من الحكومات المتعاقبة والمستلمة للحكم في سوريا وحتى هذه اللحظة. إلا انه وحين العودة إلى تاريخ حركتنا الكوردية نرى أنها ومنذ الستينيات قد انقسمت الحركة الى قسمين، قسم منها تواطأت وتعاملت مع السلطات الأمنية السورية خفاءً وعلناً والبعض منهم مستمر حتى هذه اللحظة والقسم الآخر ظلت متمسكةً بمبادئها ومشروعها القومي الكوردستاني ومحافظة على نهجها حتى يومنا هذا.فحالة التشرذم التي نخرت عظام الحركة الكوردية في غربي كوردستان أصبحت العامل الأساسي في عدم الوصول إلى حقوقنا المشروعة.لذا المطلوب من الحركة الكوردية في هذه المرحلة الراهنة ضرورة التكاتف وتوحيد الصف والكلمة. وجعل مطاليب وحقوق الشعب الكوردي هدفهم الأساسي والعمل على استراتيجية مشتركة،والالتفاف حول المشروع القومي الكوردستاني بقيادة الرئيس مسعود البارزاني للوصل إلى مبغانا المنشود ».
في النهاية أردف ملا: « لقد عانينا ما عانيناه من الظلم والاضطهاد في المرحلة السابقة، وآن الأوان ان نخرج من هذا التيه المظلم. وأرى ان المشروع القادم لمنطقتنا ستكون لصالح أبناء شعبنا الكوردي. فلم يعد باستطاعة أي نظام او حكم بعد الآن القيام بالاضطهاد ضدنا. لذا علينا جميعاً التكاتف وتوحيد الصفوف والتحضير للمرحلة المقبلة التي من شأنها ستكون لصالح الكورد في غربي كوردستان ».



تحدث رشوان معي - ناشط شبابي- لصحيفة «كوردستان»، حيث قال: « مع اقتراب السنة الثامنة للثورة السورية والتي كانت أهم تبعاتها تهجير ما لا يقل عن ثمانية مليون سوري وقتل وتشريد ما لايقل عن خمسة ملايين سوري بين شهيد ومختف قسري ومهجر داخل بلد أو خارجها، لذلك فإن ما يحصل على الساحة السورية هي حرب طويلة الأجل مع استمرار صمت المجتمع الدولي حيال ما يحصل على الارض السورية عامة من انتهاك لكافة المعايير الإنسانية.لذلك وحسب رأيي فأن نظرتنا كشعب وشباب كوردي لما يحدث على الساحة السورية لا يختلف عّن نظرة السوريين الشرفاء، الذين يؤمنون بالتعددية السياسية وحقوق القوميات الأخرى وحريتها في تقرير مصيرها، الا أن هذه الثورة قد طالت مدتها حسب رأيي حتى الآن، ولا يوجد أي حل لا لسوريا الغد، ولا في الوقت الحالي.

تابع معي: «المنطقة الكوردية كغيرها من المناطق السوريا تتعرض يوميا للتهديدات بالاجتياح تارة، والاحتلال تارة اخرى، وخاصة من قبل ما يسمى بالجيش الوطني المحسوب على تركيا، فمنطقة عفرين كانت الضحية الثانية في المناطق الكوردية بعد كوباني، وقد تم احتلالها بواسطة بازارات دولية وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي، لذلك وبرأيي اَي منطقة آمنة لا تتمتع بحماية دولية، وبإشراف دولي لن يكتب لها النجاح، لان تركيا ستحاول بشتى الوسائل احتلال ما تبقى من ارض كوردستان. لذلك حسب رأيي أي منطقة آمنة لا تتمتع برعاية دولية ومشاركة أبناء المنطقة فيها لن يكتب لها النجاح، فهناك المجلس الوطني الكوردي، وبيشمركة روج، الذين يعتبرون من أبناء هذه البقعة الجغرافية ويحق لهم المشاركة في أدارة كوردستان سوريا، تحت رعاية دولية وليس تحت رعاية تركية سورية .

اضاف معي: «فان الحركة الكوردية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تبدأ بالتغيير الجذري، وان تبدأ بنفسها أولا. لان مستقبل شعب كامل غير مرتبط بمقعد أو منصب سياسي طويل الأمد، وهي مطالبة اليوم اكثر من أي وقت مضى أيضا العمل على صعيد دولي، وتقديم برنامج جاد للمرحلة القادمة بشكل قوي للدول المعنية بالملف السوري، لا تصريحات سياسية غير مفهومة وغير واضحة !؟، تعيين الكفاءات في جسم الحركة الكوردية والمجلس الوطني الكوردي بالذات أصبح ضرورة ملحة، فهناك الحقوقيون أصحاب خبرات طويلة في القانون الدولي، وهناك السياسيون الذين يفقهون اللعبة السياسية لكي يقوموا بمهامهم في الوقت الحالي.

يرى معي: « إن المرحلة القادمة ستكون أصعب بالنسبة لشعبنا الكوردي خاصة، والسوري بشكل عام، إن لم تشهد المناطق الكوردية حظرا جويا على غرار ما حصل في كوردستان العراق سنة ١٩٩١ بعد حرب الخليج الثانية، وخاصة بعد الهجمات المتكررة للجيش العراقي واجتياحها للمناطق الكوردية، وارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب الكوردي في كوردستان. وما لحقها من تشكيل كيان كوردي في جنوب كوردستان، وذلك بفضل انتصارات البيشمركة الابطال، وبسالة الاب الراحل المُلا مصطفى البارزاني في دحر القوات العراقية آنذاك.لذلك وحسب رأيي المنطقة الكوردية بحاجة ملحة لمنطقة حظر الطيران لكي يتم حماية شعبنا من غدر ما ينتظره، ويجهز له » .


تحدث عبد الحميد خليل -ناشط شبابي وسياسي- لصحيفة «كوردستان»، حيث قال: « الشباب بكافة انتماءاتهم تجمعهم خصائص مشتركة وسمات يتميز بها ومنها التطلع للحرية والديموقراطية والحماس والابتكار والانجاز والتحدي، كل هذه الامور مجتمعة كانت حوافز للشباب السوري والكوردي عامة، الا ان عسكرة الثورة في سوريا وكذلك التدخلات الاقليمية والدولية والصراع على الجغرافيا السورية اصابت الشباب بخيبة الأمل والتي نالت من الشباب الكوردي إضعافا بسبب انتمائه الديني والقومي وهذا ما زاد من معاناته و اضطهاده.

تابع خليل: «لا يخفى على احد بان الشباب الكوردي اضطر للهجرة للأسباب المذكورة أعلاه وأسباب أخرى تتعلق بدفعه وإجباره على ترك أرضه، لا مجال هنا لسردها، لذلك يعتبر الشباب ان المنطقة الآمنة المزمع اقامتها حافزا للعودة للقيام بالواجبات المنوطة به، والقيام بدورهم في بناء المجتمع تربويا وسياسيا واقتصاديا كون الشباب المحرك الرئيس للشعوب،ولديهم طاقات انسانية تتميز بالحماسة والحساسية والجرأة والاستقلالية والمثالية المنزهة عن المصالح، والنزعة لإثبات الذات في المجتمع والحياة المجتمعية بكافة اشكالها، لهذه الاسباب ينظر الشباب الكوردي الى المنطقة الآمنة بإيجابيه كونها ستكون منطقة خالية من الضغط والقهر وفرصة لإثبات الذات».

اضاف خليل: «على الحركة الكوردية التعامل بحكمة وحنكة مع المستجدات، واستغلال الفرصة التاريخية الذهبية والارتقاء الى مستوى فهم التاريخ الجيوسياسي للمنطقة لفهم وتحديد خياراته وحسمها مع المحور الذي يحقق مصالحه كشعب لا كحزب، وعليه اعتبار الجميع اللاعبين في المنطقة على انه عدو وصديق او حليف بنفس الوقت لبناء دبلوماسية تقوم على التمييز بين ما هو مطروح، والسياسة تقوم على ما هو مطلوب هذا على المستوى الدولي والاقليمي«.

في النهاية أردف خليل: «الشباب الكوردي يرى ان الأمور تسير في الاتجاه الصحيح من خلال متابعته للأحداث وتقاطع المصالح بين المتنفذين، وأهمها اللجنة الدستورية كـ "نتيجة" بعد ثماني سنوات من الحرب، ومتفائلون بان السنوات الثلاثة القادمة ستكون سنوات الهدوء والبناء وتثبيت حقوق الشباب وواجباتهم دستوريا»

تحدث هوشنك بشار - ناشط شبابي- لصحيفة «كوردستان»، حيث قال: «ما يجري في سوريا هي ثورة شعب تواق للحرية والعيش بكرامة ضد ديكتاتور اغتصب كافة حقوقهم ونهب خيراتهم. فمنذ عقود من الزمن هو يعاني من الحرمان والاضطهاد والتجويع وسيطرة النزعة المخابراتية الشمولية، لنكون أمام كم هائل من التراكمات والاختناقات التي امتدت لفترة طويلة من الزمن حتى بدأت شرارة الثورة السورية السلمية في ١٨ آذار تحت اسم "جمعة الكرامة "، سرعان ماقابلها النظام بوحشية لقمع المتظاهرين السلميين، فسقطت شهداء على يد قوات الامن، لتتحول بذلك المظاهرات الى عشرات المدن السورية، واستمرَّت بعدها بالتوسع والتمدد»
تابع بشار: « كـ "شاب كوردي"فقد كان لنا الحصة الأكبر من المآسي والويلات والحرمان وسياسات التمييز العنصرية على يد نظامي بوليسي ديكتاتوري يحكم البلد بالحديد والنار، يعالج القضايا بمنطق القوة المفرطة فبدءا من الانصهار الثقافي والى التصفية الجسدية الى انكار الوجود الكوردي على ارضه التاريخية حتى جاءت الثورة السورية لينتفض الشعب الكوردي ضد أشرس نظام دموي لتبدأ الشرارة الاولى من عامودا البطلة المدينة السورية الثانية بعد درعا البلد والمعروفة بالكتلة البشرية المتجانسة ونفسها الثوري العميق، وامتدت بعدها الى كافة مدن كوردستان سوريا، الا ان النظام بادر الى إطلاق عمليات عسكرية واسعة النطاق لأجل القضاء على الثورة السورية وارتكب أفظع المجازر بحق الأبرياء والعزل مما زاد من اصرار الشعب السوري بكافة مكوناته كوردا وعربا وباقي المكونات الى المزيد من المقاومة اللاعنفية، والإثبات للعالم مدى شراسة ودموية هذا النظام ليبدأ مرحلة جديدة مرحلة عسكرة الثورة السورية».

اضاف بشار:«على المجلس الوطني الكوردي إعادة وترتيب علاقته الدولية والإقليمية والوطنية، وتكثيف الجهود مع القوى الدولية وعمقه الكوردستاني وفق برنامج عمل واضح الأهمية، وإخضاع العاطفة للعقل وفق منطق سياسي سليم لما فيه مصلحة الشعب الكوردي وقضيته القومية والابتعاد عن ردود الافعال والعاطفة».

في النهاية أردف بشار:«مستقبل القضية الكوردية يتوقف على شكل الحل في سوريا اولا، حيث لايمكن ان يتحقق شيء للكورد مالم تكون هناك حل نهائي في سوريا. وثانيا على المجلس الوطني الكردي القدرة على إقناع شركائه من السوريين بشرعية وأحقية مطالبه.
عزالدين ملا