عنوان لخلود قائد

عنوان لخلود قائد

عنوان لخلود قائد
بقلم شريف علي

الاول من شهر اذار ومنذ اثنين واربعين عاما دخل التاريخ الكوردي من باب التراجيديا او من باب الكوارث العظمى التي حلت بالشعب الكوردي وهو يجتاز مرحلة عصيبة حيث التأمر الاقليمي والدولي على سعيه وكفاحه من اجل حريته.انه اليوم الذي رحل فيه البارزاني الخالد جسدا مكملا حتى لحظتها رسالته على اكمل وجه.ومودعا امانة متابعة مسيرة النضال من اجل حرية الشعب الكوردي لدى كل كوردي غيور على حقه المشروع في الحرية والاستقلال,واذا كان يوم رحيل البارزاني بمثابة الفصل الاخير من سيرة نضالية استمرت قرابة النصف عقد من الزمن فان تلك السيرة الحافلة بالانجازات لم تكن جامدة بل كانت دائمة الانتعاش،لانها كانت ترسم خارطة كوردستان ومسالك العبور الى بوابات النصر، وهذه لم تكن وليدة الاهتداء بفكر او ايديولوجية بل كانت مصدرا لافكار ومبادئ افرزتها الممارسة الثورية المستمرة وما كان يتخللها محطات نضالية شكلت منعطفات تاريخية في تاريخ الصراعات ضد الظلم والاستبداد ما جعل منها فكرا تنويريا تجاوز الخصوصية الكوردية ويكتسب طابعا عالميا يعكس مختلف جوانب الحياة، وفي مقدمتها الجانب النضالي ضد الاستبداد بشتى صنوفه ومن اجل حرية شعبه.


هكذا عرفه العالم وهكذا عرفه الشعب الكوردي اينما كان .. حرية الشعب الكوردي اولا والحياة ثانيا .. واذا كان هذا منهجه في الحياة فإن تاثيره اكثر عمقا وابعد مدى بحيث بات المنهج الوحيد الذي جمع بين ثوابت ومرتكزات الوجود القومي الكوردي وديمومةحياته الحرة على ترابه،وهو الامر الاكثر اثارة لحفيظة الاعداء ممن سعوا و لازالو يسعون عبر اجهزتهم الاستخبارتية لخلق بدائل مزيفة لذلك النهج وبمسميات مختلفة لاظهار كوردستانيتها وثوريتها وتطرفها القومي، حيث تقوم بتدريبها وتمويلها وتوجيهها وفق مقتضيات مصالحهم، لكن مساعيهم تلك كانت تصطدم دوما بجدار الكوردايتي الذي اسس له وابدع في مقومات استمراره البارزاني الخالد، و بقي امينا عليها حتى بعد رحيله، وهذه هي العلامة الفارقة الثانية في نهج و شخصية البارزاني سواء عبر ذاته كرمز خالد لم تغيبه الوفاة الجسدي من ضمير الشعب الكوردي او عبر ارثه النضالي الذي المستدام تاثيرا، فبعد الاجماع القومي الكوردي العام والاقرار يوم رحيله، بخسارة الامة الكوردية لاعظم شخصية في تاريخها ،جاء التاكيد للمرة الثانية يوم نقل رفاته من كوردستان الشرقية الى مسقط راسه في بارزان،اليوم الذي بات مشهودا بان البارزاني يبقى الجامعة للامة الكوردية لما اكتنفتها شخصيته من مقومات وحدة هذه الامة واستراتيجية نيلها لحريتها .هكذا بات البارزاني بشخصيته والنهج الذي خطه على مدى مسيرته النضالية البوصلة التي لا بد للشعب الكوردي الاقتداء بها في سعيه من اجل الحرية والاستقلال .فهي الامانة التي بقيت ولاتزال في ايدي امينة وقيادة حكيمة ومحل ارتياح كل كوردي يضع حرية كوردستان نصب عينيه،لانها اياد ارتقت استطاعت وعلى ضوء ذلك النهج ان ترتقي بقضية الشعب الكوردي واهدافه ليصبح الكورد لاعبا اساسيا في المنطقة لايمكن الاستغناء عنه.