اللغة الكردية بين الواقع والمأمول

اللغة الكردية بين الواقع والمأمول

اللغة الكردية بين الواقع والمأمول
علي مسلم
يقول الكاتب والمفكر الكردي كمال بورقاي في معرض حديثه عن تداعيات عدم استعمال اللغة الكردية في القراءة والكتابة، (ان الجهد الذي نبذله كمهتمين في سبيل تعميم الكتابة باللغة الكردية، يقابله مزيج من التقاعس والاهمال من قبل المتابعين والنخب، ليس على مستوى الافراد فحسب، بل ينسحب ذلك على الجهات المختصة من احزاب ومؤسسات ايضا، لدرجة أن الكاتب اصبح يعيد النظر مرات ومرات قبل الشروع في الكتابة مرة اخرى، وأن استمرار ذلك سيكون له تداعيات خطيرة على مستقبل اللغة الكردية لاحقا)، وإذا كنا في الماضي نلقي باللوم على الأنظمة الغاصبة للكرد وكردستان من جهة وضع القيود على تعميم هذه اللغة، فإن هذا الشأن لم يعد ينطوي على أحد لا من قريب ولا من بعيد، سيما بعد زوال الحواجز اللوجستية بين الأنظمة والشعوب، ودخول الانترنيت إلى كل بيت، الى جانب ذلك فان الدولة التركية على سبيل المثال قد أزالت الحظر عن اللغة الكردية منذ سنوات، وسمحت بتدريس اللغة الكردية ضمن مؤسسات ومدارس خاصة، لكن عدم اكتراث المؤسسات الكردية لذلك زادت من ازمة اللغة لدرجة أن مجرد التكلم باللغة الكردية بات مدعاة للخجل وذلك ضمن أوساط واسعة من النخب الكردية في متروبولات تركيا بالدرجة الأولى ، وبين ابناء بعض المدن الكردية العريقة مثل ديار بكر وغيرها من المدن، سيما ضمن اوساط الاجيال الشابة، لهذا يتوجب على مراكز القرار الكردي من مؤسسات وجمعيات واحزاب أن تعيد النظر في برامجها وخططها المرحلية، فمستقبل اي شعب يتحدد اولا واخيرا عبر مسارات التراث واللغة، ولا يمكن في اي حال من الأحوال أن تستوي الامور دون الاهتمام باللغة اولا، وبالمخزون التراثي ثانيا.

الى جانب ذلك يتوجب على المؤسسات الكردية أن تبدأ بالتاسيس لتوحيد اللهجات الكردية وادراجها ضمن اهتماماتها المستقبلية كخيار لا بدأ منه،.

يذكر أن اللغة الكردية تحتوي على 735,320 كلمة رئيسية، بذلك تكون ثالث أكثر لغة تحتوي على كلمات بعد الفنلندية والكورية، كما ان اللغة الكردية بجميع لهجاتها تحتوي على 1،200،000 كلمة عدا كل التعابير والعبارات. وان اللغة الكردية تتكون من ثلاث لهجات رئيسية هي الكرمانجية والسورانية والزازية، وهي مجموعة منفصلة عن اللغات الإيرانية غير الكردية.