مشروع الشام الجديد – الفراعنة قادمون

مشروع الشام الجديد – الفراعنة قادمون

مشروع الشام الجديد – الفراعنة قادمون
أعلن كل من العراق ومصر والأردن، في البيان الختامي لأعمال القمة الثلاثية التي أقيمت في العاصمة بغداد، يوم الأحد 27/ 6/ 2021، عن جملة من التفاهمات ذات الطابع السياسي والأمني والاقتصادي والتجاري بين البلدان الثلاثة.

وجاء ذلك في سياق مواجهة التحديات الإقليمية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، على شكل خطة تكاملية بينية يتم من خلالها ايصال نفط البصرة الى مصر عبر ميناء العقبة في الأردن بأسعار تفاضلية، مقابل مد العراق بالكهرباء والغاز من مصر والسلع الزراعية من الأردن، الى جانب جلب الاستثمارات الى العراق، والاستفادة من التكتل البشري الموجود في مصر. ويجدر الإشارة الى أن الناتج المحلي الإجمالي لكل من العراق ومصر والأردن مجتمعين يبلغ نحو 500 مليار دولار، في حين تصل الكثافة البشريّة فيها إلى نحو 150 مليون نسمة.

ويذهب الاعتقاد بأن هذه القمة إنما جاءت بغرض تفعيل مشروع الشام الجديد، وهو اسم مشروع تعاون عربي يضم الأردن والعراق ومصر في الوقت الحالي، وذلك على أساس التفاهمات الاقتصاديّة والسياسيّة بين هذه البلدان الواقعة في قلب الشرق الأوسط. هذا المشروع الذي تم إطلاقه بصيغته الحاليّة في أيلول/ سبتمبر 2020 بعد سلسلة من الاجتماعات بين قادة الأطراف الثلاثة.

ومن المفيد الذكر أن جذور هذا المشروع تعود لدراسة أعدّها البنك الدولي في آذار/ مارس 2014، لكن بخريطة جغرافية أوسع، واشتملت على دول بلاد الشام، (سوريا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينيّة)، بالإضافة إلى تركيا والعراق ومصر لكن الأحداث السياسية التي اجتاحت المنطقة أرجئت المشروع الى أجل غير مسمى. ثم أُعيد طرح المشروع مرة أخرى في زمن رئيس الحكومة العراقيّة السابق حيدر العبادي، ولاحقًا أطلقت الدول الثلاث آليّة للتعاون بدأت من العاصمة المصريّة القاهرة في آذار 2019، تلتها قمة ثانية في نيويورك في أيلول 2019.

ثم أخذ المشروع زخمًا كبيرًا بعد تبنّيه من قبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إبان زيارته لواشنطن في أيلول 2020، ثم خلال الاجتماع الثالث بين قادة الأطراف الثلاثة في العاصمة الأردنيّة عمّان بنفس الشهر. اجتمعت الأطراف الثلاثة للمرّة الرابعة في شهر حزيران 2021 في العاصمة العراقيّة بغداد، وذلك بعد تأجيل القمّة لعدّة أشهر.

سياسياً يمكن اعتبار هذا التكتل خطة غير معلنة لمواجهة المد الإيراني، وهي خطة تباركها الولايات المتحدة الأمريكية، كونها تحاول أن تفسح المجال لحلفائها الإقليميين للعب دور لوجستي في مواجهة جزء ولو يسير من التحديات التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط على غرار مشروع الحزام والطريق التي أطلقتها الصين في الآونة الأخيرة.