يستهدفون عفرين لمنع عودة الأهالي

يستهدفون عفرين لمنع عودة الأهالي

يستهدفون عفرين لمنع عودة الأهالي
د. عبدالحكيم بشار
لم يعد خافياً على متابعي أخبار عودة أهالي منطقة عفرين إلى بلداتهم وقراهم، بأن استهداف مدينة عفرين اليوم بقذائف الغل دليل قاطع على أن الجهة التي قصفت المدينة هي جملةً وتفصيلا ضد عودة الأهالي إلى بيوتهم وقراهم، وهو ما يعني بأنه لمجرد عودة الأهالي إلى ضيعهم وبلداتهم سيكون الخاسر الأكبر من وراء العودة هي تلك الجهة التي تستثمر تواجدهم سياسياً وعسكرياً هناك، وفوقها تستخدمهم كدروع بشرية في مخيمات الذل بمنطقة الشهباء.

فتحية إذاً لأبطال العودة في عفرين، الذين تحدوا الحصار المفروض عليهم في المخيمات، والذين عادوا رغم العراقيل التي يتوقعونها عقب العودة، كما أن قذائف الحقد والكراهية اليوم لم تكن إلاّ دليل آخر على أن عودة الأهالي تضايق وتغيظ الجهة التي استهدفت المنطقة.

وتبقى مسيرة العودة التي بدأت منذ شهر سواء لِمن كانوا بمقام الأسرى في مخيم الشهباء الذي يشرف عليه حزب العمال الكردستاني PKK أو باقي المناطق التي يتواجدون فيها بمثابة انتفاضة حقيقية؛ انتفاضة العودة إلى الجذور رغم كل الصعوبات التي اعترضتهم ورغم مساعي حزب العمال الكردستاني PKK لمنعهم من العودة، وبالتالي استمرار بيع الأهام لهم مع جهات رديفة تلبس عباءات أخرى، تلك الجهات التي كانت وما تزال أنشطتها تصب في طاحونة حزب العمال الكردستاتي PKK، وذلك من خلال بث الرعب والخوف بين أهالي عفرين لتثبيط عزائمهم وإصرارهم على العودة.

نعم هي انتفاضة حقيقية لأنها كسرت حاجز الخوف، ولم تتسمك بالوهم، ولم تلتفت لأبواق الفيس بوك الذين بثوا ولا يزالوا يبثون الرعب والخوف ويبيعون الأوهام لأهالي عفرين، وحيث جعل البعض منهم من مأساة الأهالي مشروعَ استثمارٍ وجاهي أو سياسي.

ومِن كُلِّ بُدٍّ أن مسيرة العودة تؤكد أصالة أهل عفرين وعمق ارتباطهم بأرضهم، وبدورنا نحييهم ونشدُّ على أياديهم، ونشكر كل من ساهم في تسهيل عودتهم، ونأمل أن تستمر مسيرة العودة المظفرة لكل أهالي عفرين، كما نأمل من أهالي سري كانيي وباقي المنطقة ونقصد به عموم الجزيرة أن يحذوا حذو أهل عفرين الأبطال، الذين أثبتوا أنهم أبطال حقيقيون، لأنهم حطموا القيود المفروضة عليهم في مخيمات الشهباء، كما أنهم على استعدادٍ لأن يواجهوا كل الصعاب التي قد تعترضهم بعد العودة.