آراء النشطاء حول مرور 8 سنوات على الثورة السورية

آراء النشطاء حول  مرور 8 سنوات على الثورة السورية

PDK-S: مر 8 سنوات على الثورة السورية ولايزال الشعب السوري يعاني من القتل والتشريد والتهجير وبهذا الخصوص أجرى موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا لقاءً مع مجموعة من النشطاء فيمايلي آراهم:
قال الناشط السياسي رفعت حاجي:" ثمان سنوات عجاف مضت على اندلاع شرارة الفوضى العارمة في سوريا، والتي أطلقت عليها في ولادتها إسم ( ثورة الكرامة) تخللتها تطورات دولية كبيرة، لتتحول الى صراعات نفوذ، لم تسمح للقوى الفاعلة في واقعها على المضي بسياساتهم، كما لم ينجح النظام السوري المدعوم من دولٍ متعاقدة مهعا في قمع الشعب السوري، من وأد البؤر المسلحة التي افتعلت في مجابهته بالخيار العسكري.

فتلك الشعارات السلمية تحولت إلى حرب أهلية ضروس، شرعت الأبواب لدول متعددة بالتمترس في سوريا، ومصادرة بحرها ونفطها وثرواتها، فيما حصرت مصير السوريين بين الاعتقال والموت أوالهجرة، خيارين لا ثالث لهما، وسط صمم المجتمع الدولي عن المجازر الكثيرة والانتهاكات، أما التأثير الداخلي( الحركات الداخلية)، فكان أشبه بالعدم، لتتحول إلى أدوات تنفيذ لتلك القوى والدول التي أباحت الأرض السورية، فاقتحمت روسيا وإيران الساحة السورية بدعوة من النظام، وأحاطت الولايات المتحدة الأمريكية على الثروات الباطنية السورية، وكذلك دخلت تركيا إلى الحرب السورية بذريعة خطر الوحدات الكوردية على أمنها القومي لتتقتطع ما طاب لها من المناطق الكوردية المنضوية تحت اللواء السوري.

عام جديد يحمل في ثناياه مزيداً من كشف زيف المجتمع الدولي بتعاطيه في ملفات عدة منها الإنساني ومنها السياسي، ومدى استخفافها بشعوب الشرق الإوسط و تربصهم لشعوب هذه المنطقة، وتسلحه بالإكراه، لتنطلق بتخطيط مسبق، يقوم المفكرون والسياسيون والعسكريون بالدور المنوط اليهم، لتتوالى الأخطاء، دون أن يعترف أحد بخطأه الذي آل اليه بل يزيد تشبثاً به.
فقتل أكثر من نصف مليون سوري وتهجير 11 مليون، ونزوح ما يقارب الخمسة ملايين لم تعد سوريا التي عشناها موجودة على خارطة العالم تعددت أساليب الموت، لتغدو جسر العبور نحو الانفكاك والانحطاط الأخلاقي لدى السياسات العالمية، في غياب مناصرة الإنسان البرئ والمظلوم.

أضاف حاجي الأخطاء التي ارتكبوها الذين يسمون أنفسهم (ثواراً)، ومنها الفهم الخاطئ للدعم الدولي، من تمويل ودعم ماشتت الهوية الحقيقية لسوريا وثورتها، حولت المطالب المحقة التي رفعها الشعب السوري، بالوصول لأهدافه المنشودة بالتغيير الحقيقي في الحصول على دولة مدنية، حولوها لأحلام وجهت بالقتل والإرهاب، حققت فيها المفتعلون معظم ما استهدفوه حسب الجدول الزمني المرسوم مسبقاً من قبل أصحاب القرار.

أما الناشط رشوان معي تحدث قائلا:" قبل ثماني سنوات وفي مثل هذا اليوم بدأت شرارة الثورة السورية التي كانت بدايتها درعا ، لتمتد لباقي مدن سوريا وكان أولوية أهدافها هي إحداث تغييرات جذرية في سياسة نظام الحكم في سوريا ، او تغييرات جذرية في سياسة نظام البعث الحاكم منذ اثنان وسبعون عاماً والى اليوم ، الا أنها سرعان جوبهت بقوة السلاح ، وسرعان ما تحولت الثورة السورية الى ثورة مسلحة ضد نظام الحكم في سوريا بسبب الاعمال الوحشية لنظام الحكم ضد شعبة وبابشع صورها ".

أضاف معي الثورة السورية كانت رداً على ما يتعرض لة من قمع على يد النظام الحاكم فكانت نتاج تلك الثورة تهجير ما لا يقل عن ثمانية مليون سوري ، وقتل وتشريد ما لا يقل عن خمسة مليون سوري ، حتى انه اجبر الجيش الذي كانوا يرفضون قتل الشعب إلى ترك صفوف هذا النظام والنأي بأرواحهم باستثناء من غرر بهم وبدأو بقتل الشعب الأعزل ، فنتجت عنها مخلفات كثيرة أولها أنها أنتجت فصائل أكثر دموية ، وإسلام قوموية ضد من يخالفهم الرأي والمطالب .
أوضح معي اغلب تلك الفصائل التي تؤتمر بأوامر غير سورية ، ومحاربتها لأجل أجندات لا تنتمي للشعب السوري وآخرها احتلالهم لمدينة عفرين الكوردستانية ، وتدمير وطرد ما تبقى من شعبها وتغيير ديمغرافية المنطقة الكوردية .

في النهاية قال معي:" برأيي الثورة السورية إلى يومنا هذا لم تحقق نتاج ما قدمتة ، وبسبب تخاذل المجتمع الدولي مع هذا الشعب ، وإدارتها لمصالحها الشخصية مع الشعب السوري وعلى الأرض السورية ، هي ما جعلت الوضع السوري اكثر مأساويآ وخلفت كل تلك الكوارث ، ابتداء بدرعا وانتهاءآ بقامشلو .المجتمع الدولي الذي خذل الشعب السوري الى يومنا هذا يمارس سياسة التريث والوقوف بمنظر المتفرج من الأحداث المأساوية، لذلك فأن الثورة السورية برأيي هي طويلة الأمد ، ولن تكون نهايتها واضحة المعالم إلى ان يقرر المجتمع الدولي نهاية الحرب السورية وايجاد حل سياسي حقيقي لحماية ما تبقى من الشعب السوري بكافة قومياتها وأطيافها ومن ضمنها حل جذري للقضية الكوردية في كوردستان سوريا .
أحمد محمدآمين الناشط السياسي و مسؤول فرع إقليم كوردستان لإتحاد الطلبة و الشباب الديمقراطي الكوردستاني روج افا قال:" هناك سببين لبدأ الثورة في سوريا في 15 . 3. 2011: السبب الأول هو أن الثورة كانت قد بدأت في كوردستان سوريا في عام 2004 وكانت الأساس لبدأ الثورة في سوريا وأيضا رغبة الشعب السوري في مواجهة النظام الشوفيني الذي حكم قبضته على الشعب السوري قرابة 50 عاما ، والسبب الثاني الذي كسر حاجز الخوف لدى الشعب السوري هو أن الربيع العربي بدأ من تونس ومصر وليبيا وبعدها اليمن وسوريا .
برأيي مسار الثورة تغيرت لان الثورة السورية في البداية كانت ثورة سلمية سياسية، لكن بناء على طلب القوى الدولية والنظام السوري تم بناء المجاميع المسلحة وأصبحت سورية ساحة للصراع .

أما الناشط السياسي هوشنك بشار قال: عندما بدأت ثورات الربيع العربي المتلاحقة كان المزاج العام السوري مهيأ للتظاهر ضد نظام بشار الاسد الذي حكم البلد لعقود من الزمن مارس من خلاله أبشع أنواع الظلم والاضطهاد والإرهاب والعنف السياسي وسياسيات الرعب والتجويع والحرمان .
بدأت الثورة السلمية للبحث عن الذات السوري البحث عن الحرية والكرامة وللتخلص من الاستبداد وسطوة نظاما امني ومخابراتي مطالبين بأبسط حقوقهم فكانت الشرارة الاولى من درعا البلد ( عند كتابة ألاطفال شعارات مناهضة للنظام على جدران مدرستهم ) متأثرين بالربيع العربي آنذاك مما اقدم النظام على اعتقالهم وتعذيبهم تعذيبا جنونيا بالرغم من تدخل وجهاء درعا البلد وذوي الاطفال المعتقلي والتي اعربوا في لقاءهم مع الرجل الأمني المسؤول في درعا المدعو عاطف نجيب رئيس المخابرات السياسية عن احتجاجه لما اصاب أطفالهم لكن يبدو ان نجيب لم يفهم رسالة السلام فرده كان قاسيا نال من كرامتهم وأعراضهم مما اثار غضب الأهالي .

أضاف بشار وفي ١٨ آذار لعام ٢٠١١ اعتصم الناس في مسجد العمري الكبير في وسط المدينة الا انهم فوجؤا بالقمع العنيف من خلال محاصرة المسجد وإطلاق الرصاص الحي واستخدام الأسلحة الثقيلة لقتل المعتصمين العزل فسقط شهداء فبدات ثورة الوطن ليتحول المظاهرات والاعتصامات السلميةالى ارجاء حوران قاطبة تحن شعار ( الموت ولا المذلة ) واستمر بعدها بالتوسع والتمدد شيئا فشيئا وأسبوع بعد اخر لتعم جغرافية سوريا كاملة الا ان النظام الدموي اتبع سياسية الأرض المحروقة بشن حرب شعواء على الأبرياء والعزل من الشعب السوري من خلال إطلاق عمليات واسعة النطاق تشمل الاعتقالات التعسفية وخطف وفرض اقامات جبرية وتصفيات وقصف عشوائي ودخلت مصطلحات جديدة الى حياة السوريين من البراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي وغاز الخردل والمجموعات المسلحة الأجانب ليبدأ مرحلة الكفاح المسلح لمقارعة الديكتاتور الذي يقود إرهاب الدولة المنظم .

أوضح بشار ان عسكرة الثورة السورية والتدخلات الإقليمية والدولية ووقوف روسيا وايران ميليشات حزب الله اللبناني وميليشات عراقية بشكل مباشر الى جانب النظام الدموي بتقديم كافة أشكال الدعم أطالت من عمره و يبدو انه لم يعد رحيل بشار الأسد مطلبا دوليا حتى لدى أصدقاء الشعب السوري بالرغم من انه دمر كل شيء في سوريا حيث في سجله جرائم يدينه القانون الدولي والإنساني قتل اكثر نصف مليون سوري وشرد نصف سكانها ودمر نصف سوريا ،فقد شرعيته منذ ذلك السنوات ،في ظل غياب الشرعية الدولية لوضع حدا لتلك الجرئم كل ذلك نتيجة لحسابات دولية واقليمية حسابات اطالت عمر النزاع المسلح مما أجهضت الآمال السورية في ازالة هذا النظام واكمال مهامه بحيث تحول الصراع في سوريا بعدما اخذ أشكالا الى الصراع على سوريا واكتفاء المجتمع الدولي بادارة الازمةً وليس حلها هنا أتسأل هل نحن قادرين على التخلص من قيود الأغلال ، وهل بإمكانهم فشل الثورة اما انها لم تعد ثورة ضد حاكم جائر على شعبه.