تنامي مساحة التحدّي مع منظومة الـ ب ك ك

تنامي مساحة التحدّي مع منظومة الـ ب ك ك

تنامي مساحة التحدّي مع منظومة الـ ب ك ك
عمر كوجري
في كل الانتهاكات والارتكابات الجسيمة والشنيعة التي قام بها مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي منذ إدارته لسلطة "بأمر الواقع" في بلدنا غربي كوردستان، وبموجب اتفاق غير رسمي، خرجت الجماهير الكردية بالضد منها، متحدية آلة القمع الرهيبة التي تملكها إدارة ال ب ي د والتي أضرت كثيراً على مستوى تغيير البنية الديموغرافية للسكان في بلدنا، لدرجة التخوف من تراجع وجود المكون الكردي جرّاء الهجرة غير المسبوقة التي حدثت في المنطقة، وفرغت المنطقة من سكنتها وأهلها الأصليين.
في جريمة اختطاف الأطفال القاصرين وزجّهم في معركة لا ناقة للكرد فيها ولا جمل، وإخضاعهم لدورات عسكرية مكثفة في هذه السن المبكرة، وغسل أدمغة صغار مكانهم الطبيعي التعلم واللعب لا حمل السلاح، في هذه الجريمة لم يعد أهالي الأطفال المخطوفين هم السمتهدفون فقط للتحدي كشريحة منتقاة من شعبنا الكردي في غربي كوردستان، ولا يقع مناهضة الفعل الإجرامي عليهم فحسب، وهو تجنيد القاصرات والقاصرين لغايات أيديولوجية بحتة، بل يتوجب أن تكون ثمة مناهضة شعبية عارمة، واعتبار هذا العمل جريمة نكراء كبيرة تضر بمستقبل الشعب الكردي وتقدمه وتطوره، وليس ببضع عائلات لأن هذه المنظومة التي تأخذ تعليماتها وفرماناتها من المركز "قنديل" وإيعاز من قيادة ال ب ك ك ليستمر تنظيم منفلت إرهابي مثل "جوانين شورشكر" وإدخال الرعب في قلوب العوائل الكردية المتبقية والمتشبثة رغم كل الظروف بأرضهم رغم انتفاء مسببات استمرارية التشبث والبقاء لدرجة حبس أولادهم في المنازل مخافة الاختطاف!!
قبل أيام وفي مدينة قامشلو خرجت بعض عوائل المختطفين، بمؤازرة وحضور قيادات من المجلس الوطني الكردي في سوريا، أمام مكتب الأمم المتحدة، وقاموا بوقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن أطفالهم، وثمة من مازال غائباً منذ قرابة السنة، ودائماً حجج المختطفين جاهزة، وهي أنهم يخضعون لدورات مكثفة..!!
ولم تقتصر الوقفة الاحتجاجية في قامشلو فقط بل وشهدت مدينة عامودا أيضاً خروج ذوي المختطفين في وقفة احتجاجية طالبوا فيها بالإفراج الفوري عن الأطفال القصر. ورغم أن "قسد" قد وقعت خطة عمل مع الأمم المتحدة من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال دون سن 18 واستخدامهم في الأعمال العسكرية في العام 2019 إلا أن هذا التفاهم ظل حبراً على ورق..!!
البارحة كانت رسالة المحتجين واضحة، وكانت صرخة السيدة الفاضلة «أم عبير» بالغة القوة، وهي تتحدى آلة ال ب ك ك بشجاعة نادرة، ففي تلك الوقفة أثبتت المرأة الكردية أنها شامخة حتى عنان السماء.
ولكن هذا الصوت .. هذه الوقفة لن تردع تنظيماً إرهابياً كجوانين شورشكر، فالجمع البشري كان واهناً وضعيفاً، والذين يعمهون في ظلمهم لا يُرعد أوصالهم سوى تهديد القوة .. حتى السلمية ..