منظمة الأمم المتحدة للطفولة تدق ناقوس الخطر في لبنان

منظمة الأمم المتحدة للطفولة تدق ناقوس الخطر في لبنان

PDK-S: حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم الجمعة 17 كانون الاول 2021، أن مليون طفل على الأقل معرضون لخطر العنف المباشر مع اشتداد الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان وتداعياتها على حياة الناس اليومية.

يشهد لبنان منذ عام 2019 انهياراً اقتصادياً غير مسبوق، صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي. ويترافق الانهيار مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحد من التدهور وتحسّن من نوعية حياة السكان الذين بات أكثر من ثمانين في المئة منهم تحت خط الفقر.

وقالت المنظمة في تقرير أطلقته بعنوان "بدايات مظاهر العنف: أطفال يكبرون في كنف أزمات لبنان"، إنّ طفلاً من بين كل طفلين معرض "لخطر العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي، في وقت تكافح الأسر لمواجهة الأزمة المتفاقمة في البلاد".

وفاقمت تدابير التصدي لوباء كوفيد-19 ثم انفجار مرفأ بيروت المروّع في 4 آب/أغسطس 2020 من تداعيات الانهيار الاقتصادي. وبحسب اليونيسف، يعاني نحو 1,8 مليون طفل، أي أكثر من 80 في المئة من الأطفال، "من فقر متعدد الأبعاد" بعدما كان العدد نحو 900 ألف طفل عام 2019.
ويواجه هؤلاء "خطر تعرضهم للانتهاكات مثل عمل الأطفال أو زواج الأطفال بهدف مساعدة أسرهم على تغطية النفقات".

وأحصت اليونيسف ارتفاع حالات الاعتداء على الأطفال، التي تعاملت معها وشركاؤها، بنحو 50% بين تشرين الأول/أكتوبر 2020 وتشرين الأول/أكتوبر 2021.

وبيّن استطلاع آراء أجرته في تشرين الأول/ أكتوبر، أن 12 في المئة من الأسر المستجوبة أرسلت طفلاً واحداً على الأقل الى العمل، بينما لم تتجاوز النسبة تسعة في المئة قبل ستّة أشهر.

ويعمل أطفال لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات في المزارع والشوارع وببيع الوقود بصورة غير قانونية، ما يعرضهم لخطر الحروق الخطيرة وحتى الموت، فيما تواجه الفتيات الصغيرات خطر الزواج المبكر "سعياً من أسرهن الواقعة في براثن اليأس للحصول على مهر".

وأورد التقرير أنّ واحدة من كل خمس فتيات سوريات بين 15 و19 سنة في لبنان متزوجة، في وقت يستضيف لبنان قرابة 1,5 مليون لاجئ منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة.

ومن بين المخاطر التي وثّقتها المنظمة، تخلي "بعض الأسر التي تعاني من العوز عن أطفالها الرضع في الشوارع، إضافة الى زيادة خطر اختطاف الأطفال مقابل فدية مالية".