هوشنك بشار: الأزمة السورية و الصراع الدولي

هوشنك بشار: الأزمة السورية و الصراع الدولي

في خضم الأحداث والتطورات الميدانية المتسارعة على الساحة السورية وبدء ملامح تقسيم مناطق النفوذ بين القوى العظمى أمريكا ورسيا و القوى الإقليمية الفاعلة تركيا إيران السعودية إلى جانب دور اقل أهمية للاتحاد الأوربي حاليا تظهر جليا استراتيجيات متداخلة فهل بدأت ملامح الدولة السورية ترسم مع السعي لإيجاد صيغة سياسية توافقية لمستقبل الدولة السورية .

ماذا تريد روسيا ؟
تدافع روسيا عن مصالحها في سوريا وتعمل على :

١- حماية قاعدة حميميم العسكرية.

٢- حماية وجودها في منطقة الساحل ليكون لها منفذ على البحر الابيض المتوسط.

٣- تامين السيطرة على خط مرور الغاز المسال باتجاه أوربا.

*هل ستحمي روسيا بشار الأسد *

إن التدخل الروسي العسكري المتزايد في سوريا وإنفاقها أموالا كبيرة من ميزانيتها في الحرب السورية من خلال استخدام الطائرات والصواريخ والدبابات وخسارتها لجنودها وضباطها لأجل حماية مصالحها وحماية بشار الأسد ومغامرتها باستخدام تقنيتها العسكرية الحديثة التي تشكل خطرا وتهديدا لها في ظل وجود ترسانة عسكرية أمريكية متطورة بالطرف المقابل التي من الممكن اكتشاف اسرار التقنية الروسية والتي هي أكبر تحد لروسيا .

فالتساؤل الذي يطرح نفسه

هل تتحمل روسيا على المدى الطويل كل هذه النفقات الضخمة لأجل بشار الأسد بحيث لا يملك الأخير دولارا لتعويض روسيا حتى لو انتصرت روسيا في سوريا هل بإمكانها إعادة الإعمار في سوريا التي تقدر تكلفتها ب٤٠٠ مليار دولار اي تحتاج الى ٥٠ سنة أم أنها ستبادر إلى حل سياسي توافقي مع أمريكا وإنهاء دور بشار الأسد مقابل تحقيق الأهداف التي دخلت من أجلها الى سوريا.

هل سنشهد حل سياسي في سوريا ، و ما هو شكله ؟

على الرغم من المحاولات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولية بدءاً من بيان جنيف الصادر في ٣٠ من يونيو حزيران عام 2012 الذي يتضمن عدد من النقاط المهمة بدءا من تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية والقرار ٢٢٥٤ لعام 2016 الذي يدعو الى حل سياسي في سوريا وتوفير مستلزمات هذا الحل من خلال:

١- إجراءات بناء الثقة الذي يتضمن وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا والى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول اليها بدون عوائق وإطلاق سراح المعتقلين بدءا من الأطفال والنساء .

٢- عملية سياسية بقيادة سورية تسيرها الأمم المتحدة وفق مايلي :

آ- إنشاء حكم ذات مصداقية يشمل الجميع لايقوم على الطائفية يوفر بيئة امنة لوضع دستور جديد.

ب- كتابة دستور جديد بعد ستة اشهر من تشكيل الحكم.

٥- أجراء انتخابات حرة و نزيهة وبإشراف دولي يشارك فيه جميع السوريين بعد 18 شهرا من كتابة الدستور.

ويطالب بالتنفيذ الكامل للقرارات 2139 (2014)، 2165 (2014)، 2191 (2014)، وأية قرارات أخرى قابلة للتطبيق. ويطالب جميع الأطراف أن توقف على الفور أي هجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية بما في ذلك الهجمات ضد المرافق الطبية وأي استخدام عشوائي للأسلحة، بما في ذلك من خلال القصف والقصف الجوي والقرارات الدولية الأخرى ذات الصِّلة للتوصل الى حل سياسي بين الأطراف المتصارعة في سوريا وانهاء معاناة الشعب السوري.

وخلاصة القول

ان مؤتمرات جنيف الثمانية و سوتشي واستانا مؤتمري الرياض ١و٢ ومنصتي موسكو والقاهرة وثيقة الإطار التنفيذي ( المعروفة ب وثيقة لندن ) ب الرغم من وجود تحفظات عليها من بعض اطراف المعارضة وإضافة الى المشاريع التي قدمت مثل المشروع البريطاني الذي يدعوا الى انشاء منطقة خالية من القصف no bomping والذي لم يحظى بموافقة مجلس الامن وكذلك المشروع الا يراني التي قدمت على شكل خطة على لسان وزير خارجيتها جواد ظريفي في ٢٠١٥ وهي :

١ -انشاء حكومة وحدة وطنية.

2- مكافحة الاٍرهاب .

3- الإصلاح الدستوري.

انشاء هياكل حكومية جديدة على اساس التغييرات الدستورية .

والمشروع التركي الاخير الذي يتطلع الى إقامة المنطقة الامنة وسلات ديمستورا الاربعة جميعها لم تكتب لها النجاح كل ذلك يثبت مدى تعقيد المشهد في سوريا ومدى قوة الصراعات والتناقضات حيث بات الأزمة سوريا أزمة معقدة ومركبة في ظل الشرخ الإقليمي والدولي العميق صرعات سياسية وعسكرية دولية واقليمية عنيفة و مباشرة وغير مباشرة فهل سنشهد حلول غير متوقعة.