انتفاضة عفرين، إعادة رسم للملامح بعد تحويل وتحريف بوصلة الثورة

انتفاضة عفرين، إعادة رسم للملامح بعد تحويل وتحريف بوصلة الثورة

انتفاضة عفرين، إعادة رسم للملامح بعد تحويل وتحريف بوصلة الثورة
ماهر حسن

لا تزال المعارضة السورية تفتقر إلى تقويم عقلاني ، أي رؤيا وموقف، جاد، غير متملق، بغية تصحيح مسارها ، وإعادة النظرفي سياساتها، وللأسف- رهن هذه المعارضة وبفصائلها المختلفة نفسها، لمهمات غير مدروسة، بقراراتها الطائشة، في يد النظام التركي. لذلك نجد انهم يزايدون باسم- الثورة- بعد أن كانوا قادرين على قلب الموازين لصالحهم وأن يؤدوا دوراً مختلفاً عن سياسة البعث التي بدأها في سوريا، منها محاولات إلغاء البعد التاريخي لكورد سوريا، ليكونوا هرولة في قبضة الأتراك ودكانة منتمياً إلى سياساتها، لا ممثلًا لشعب السوري، مهمتها التنسيق لبث الرعب ولا سيما في كوردستان سوريا، وخدعة الناس وزجهم في مهمات ما وراء الحدود، وهذا ما شاهدناه امام تلفزة وفي سوشيال ميديا بارسال مرتزقة الى ليبيا وارمينية.

ما يؤسف عليه، أن المعارضة ليست جادة، حتى اللحظة، في ما يتعلق باهتمامها بملف كورد سوريا، بل إن تعاملها معهم من خلال إحلال الدم وسجل الانتهاكات البشعة. لا شراكة تقبل مع هذه المعارضة ان لم تلغ نفسها، وتقدم مرتكبو الانتهاكات إلى المحاكم العلنية: ساسة، وناشطين، ومأجورين، والخ…قدموا وقاموا المهام بسخاء لاجل التركية، ويركعون أمام حذائها، أذلاء صاغرين، ولايتورعون عن تنفيذ أية مهمة تسند إليهم، دون حياء ولا كرامة لمحاربة واستباحة دم الكورد. ولا يخفى فقد نظر النظام التركي الى الائتلاف كمجرد أجير، ومنقذ له، على أن يصرفه عند اللزوم، وكان على المعارضة ألا تتجاهل هذه الحقيقة، وها هي تحاول، وعبر كل وسائل لدثر وطمس الهوية الكوردية بتعريب وتتريك عفرين وغيرها من المناطق الكورد!

بعد كل ما جرى في عفرين، من تسليمها الى من سميوا بنازحي بعض المناطق السورية، ووكلاء الانتهاكات الفظيعة، من مرتزقة، مأجورين، عاثوا فساداً وخرابًا، وبطشا في السنوات الماضية، واستولوا على بيوت وطرد اهلها من الكورد أمام أعين ساسة المعارضة وتحت غطاء سياسي- من قبل الائتلاف وهو محض غطاء كاذب، الذي قبل أن يؤدي هذا الدور التخاذلي مع المحتل التركي، بعيداً عن أية قيم وطنية أو إنسانية! وإذ كان أنموذجهم وبالاً على الثورة السورية التي بدأت مجسدة لطموحات السوريين، وثورتهم، ولاسيما أن هناك ثمة تهمة جاهزة توجه من هذه العصابة إلى كل كورد في المناطقة المحتلة، ألا وهي انتماؤه، أو تعاطفه مع قسد.

ولتوضيح اكثر كان هؤلاء أدوات رخيصة بأيدي حزب البعث الذي مارس لعبة الترغيب والترهيب، بعد سيل من الأكاذيب وفقاعات من العهود، ولجوء إلى- سياسة تخوين الكورد، ما جعل هولاء الجهلة يخضعون له، ويقبلون بما يمليه عليهم، فاتخذ منهم طلائع في مقدمة محاربة الكورد، خلال انتفاضة قامشلو 2004، والتي اتخذوا خلالها- بعد الحصول على التأشيرة النظام- عصابة مطلقة اليد، بصلاحيات كاملة: قتلاً، وطلب فديات- وسرقات واعتداء على الكرامات. لكن سرعان مانقلب عليه هؤلاء المرتزقة، عندما باتت المؤشرات كلها تدل على وشوك سقوطه بعد انطلاق شرارة الثورة في عام2011، فهرع إلى المركبة الأتراك في قفزة بهلوانية، ليلعب الدور نفسه الذي طالما أداه من قبل. اليوم- تعمل المعارضة ايضا على مفاقمة أذى الكورد، ولا تكترث بانتهاكات وممارسات الفصائل الراديكاليات المسلحة في عفرين، حتى هذه اللحظة، لتطلق أيدي عتاة اللصوص والمجرمين في مواصلة اعمالهم، من ضمن قائمتها التي أسالت لعابهم وسولت أنفسهم لهم بغزوها-مع بداية فعل الاحتلال، الا ان انتفاضة عفرين تقول كلمتها، في عمق ما هو كوردي وسوري بكل مكوناتها، دون تزوير، وغض نظر، وثمة محاولات بائسة لإسكات كل ذي موقف، ولاأتحدث-هنا- عن الائتلاف فقط، إلا بوصفها، الأكثر حاضنة أو راعية وترجمة للعنف، بحق المكان والارض.

المقال يعبر عن رأي الكاتب