الانتخابات التركيه وغياب الاستراتيجية الكورديه

الانتخابات  التركيه وغياب الاستراتيجية  الكورديه

الانتخابات التركيه وغياب الاستراتيجية الكورديه
عمر إسماعيل
إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا والتي احتدم الصراع بين الحزب الحاكم والمعارضه هذه الأيام مغ غياب الاستراتيجيه الكورديه في تركيا وغياب المشروع القومي الكوردي لأستغلال اصوات اكثر من 22 مليون كوردي لكسب الإعتراف بالوجود القومي الكوردي في تركيا على أرضهم التاريخي حيث أن الكورد الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم تبلغ نسبتهم 18 بالمئة من إجمالي الناخبين في تركيا، ولكن وبكل أسف إن الاستطلاعات الأولية أفادت بأنّ 6 بالمئة منهم سيصوتون لصالح العدالة والتنمية هذا الحزب الذي حارب وتحارب المشروع القومي الكوردي، وايضا من خلال حملتها الشرسه و بشكل سافر التدخل في الأراضي السوريه واحتلت عفرين ونفذت أفظع الجرائم بحق المدنيين الكردستانين في عفرين بحجة وجود عناصر الحزب العمال ولعبت دورا مهما في زيادة نسبة أصوات العدالة والتنمية، من خلال الحرب الاعلاميه والإرهاب الفكري الذي مارسه تركيا في المناطق الكرديه متزامنا مع الحمله التركيه ويبقى السؤال الأهم، هل سيتمكن أردوغان من حسم الأمر من الجولة الأولى للانتخابات، دون الذهاب إلى الجولة الثانية، في حال حصل على تأييد الناخبين الأكراد والمعارضة ومعها الحياة البرلمانية ولاسيما تغيير شكل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي ومنح أردوغان مزيداً من الصلاحيات للاستمرار بتنفيذ المخططات الإبادية في الداخل التركي، والتوسعية والاحتلالية في المنطقة وخاصة في شمال سوريا والعراق. رغم كل هذه الحقائق مازل الكورد دون استراتيجية قوميه كردستانيه في تركيا من كل الانتخابات التركيه في المراحل السابقه ورغم أن المسألة الكردية تعد من أولويات المسائل التي تشغل بال الطبقات الحاكمة في تركيا منذ تأسيس الدولة التركية، لم يكن همهم في حل هذه المسألة، وإنما في كيفية إنهائها واحتواء الشعب الكردي وطمس هويته وثقافته ولغته بكل الوسائل الممكنة في إطار سياسات الدولة التركية الرامية إلى تتريك الشعوب غير التركية، ومحاربة كل الحركات والثورات والانتفاضات التحررية الكردستانية.

كان ممثلو الأحزاب السياسية التركية قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية يزورون المناطق الكردية، ويعدون الشعب الكوردي بحل قضيتهم ويحثهم على التصويت لهم في الانتخابات، وهكذا كان يتم التلاعب بعواطف الكورد، وبعد الانتخابات يتم تناسي المسالة الكوردية، بل كان يتم تصعيد الاجراءات والممارسات العنصرية عام بعد آخر.

واليوم يتكرر ذلك المشهد، فكل الأطراف التركية المرشحة للانتخابات يتسابق لجذب الكتلة الانتخابية الكوردية إلى جانبه، في محاولة لاستغلال الجروح التي أصابت الحركة السياسية الكوردية جراء السياسة الإقصائية التي تمارسها سلطات العدالة والتنمية إلى جانب القوميين المتطرفين في كم الأفواه والاعتقالات الجماعية للنخب السياسية والثقافية الكوردية ومن بينهم قيادات الصف الأول لحزب الشعوب الديمقراطي.
حتى إن الأحزاب الأربعة للمعارضة (الشعب الجمهوري، الخير، السعادة، الوطن) رفضت ضم حزب الشعوب الديمقراطي إلى تحالفها لدخول الانتخابات البرلمانية، ويعد ذلك تواطؤ مع نهج حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية الحاكمين، في استبعاد الكورد وحركته السياسية من التمتع بحقوقه السياسية المشروعة والمشاركة في إدارة البلاد عموماً من خلال مؤسستي البرلمان والحكومة. و غياب الاستراتيجيه القوميه الكورديه في تركيا من خلال مشروع سياسي واضح ينص حقوق الشعب الكردستاني في تركيا واعتباره القوميه الاساسيه في البلاد وشعب يعيش على أرضه التاريخي والاستفادة من تجربة إقليم كوردستان العراق ودعمها ومساندتها والاستفادة من خبراتها ومشاورة الرئيس الكوردستاني (مسعود البارزاني) ومساندته في جميع مجالات النضال السياسي والدبلوماسي وخاصه الاستفاده من تجربته في الانتخابات وكيفيه تثبيت نص دستوري لضمان حقوق شعب كردستان في تركيا يجعلنا خارج المعادلات السياسيه في كل مرحلة انتخابية.