كوباني تودع المناضل " حجي بلال "

كوباني تودع المناضل

كوباني تودع المناضل " حجي بلال "

شاهين أحمد

ودعت منطقة كوباني اليوم الثلاثاء 30 نيسان 2019 في قرية دولي - منطقة كوباني إحدى قاماتها النضالية الكبيرة ، الرفيق حجي بلال المعروف باسم " خالو " وذلك وسط حضور سياسي وحزبي وجماهيري لافت .

بدأت مراسم الوداع من هولير عاصمة اقليم كوردستان العراق ، حيث وصلها المناضل " خالو " بتاريخ الـ 28 من نيسان 2019 وذلك بعد رحلة علاج طويلة في مشافي كوباني ومنبج وقامشلو ، ووافته المنية صبيحة يوم الاثنين 29 نيسان 2019 في مشفى " شار " بهولير العاصمة ، وبعد أن سلم " خالو " روحه لباريه ، وانتشر خبر وفاته توافدت جماهير شعبنا الكوردي إلى المشفى المذكور ، وبمشاركة وإشراف الرفاق في مكاتب حزبنا المختلفة في كوردستان العراق حيث تمت مراسم الوداع الأولي وبمشاركة ثلة من أبطال بشمركة " لشكري روج " .

الرفيق " حجي بلال " من مواليد كوباني عام 1948 ، تعلم القراءة والكتابة فيها إلا أنه لم يتمكن من متابعة دراسته بسبب الظروف الاقتصادية ، انتسب لصفوف حزبنا الديمقراطي الكوردستاني – سوريا سنة 1967 ، وتدرج في المراتب الحزبية حتى نال شرف العضوية في المجلس المنطقي عام 1983، وبقي ملتزماً هادئاً صبوراً ، مرشداً للأجيال الجديدة المنخرطة في النضال ، متواضعاً ، دمث الأخلاق ، حسن المعشر ، قوي العزيمة ، عرف بالجدية وعدم التهاون في الواجبات الحزبية ،عطوفا ومحبا لرفاقه وأبناء شعبه ، رزيناً يؤثر دور المستمع فلا يشترك في الحديث إلا قليلاً لا يتلاعب بالكلمات ، ولايستحضر الألغاز والطلاسم ، وإنما كان يعتمد على وضوح الفكرة بكل بساطة وتواضع .

معروف بصراحته ، وإخلاصه لمبادئه ، يعمل ويناضل بصمت بعيداً عن الضجة الجوفاء والظهور في الإعلام ، الحديث مع الرفيق خالو كان يختفي فيه " الأنا " ويتسامى فيه الـ " نحن " هكذا كان "خالو " خلال مختلف مراحل نضاله القومي لأكثر من نصف قرن .أمثاله في ظاهر الأمر أموات ، ولكن في الحقيقة أحياء في قلوب محبيهم خالدون ، بينما نحن نتشاجر على الكراسي الوهمية في حطام التشرذم .

الحديث في مثل هذه المواقف ونحن نودعك أيها المناضل المتواضع لا يعبر إطلاقا عما يجيش في قلوبنا من لوعة وحزن وألم على فراقك أيها الفقيد الكبير. وكما يقال " الضمائر الصحاح أصدق شهادة من الألسن الفصاح " ، مهما كتبنا لا اعتقد أننا سنفلح في إنصافك ، ولكن بقى أن نقول لقد عرفناك كانسان قبل كل شيء ، ومناضلاً صبوراً مثابراً ، رحلت بجسدك عن هذه الدنيا الفانية لتعيش بروحك الطيبة خالداً في قلوب ووجدان الكوبانيين إلى جانب رفاقك المناضلين من أمثال عبد القادر قطوان وعبدي نعسان وفندي فندي ومحمد حبش ...إلخ.

كلنا راحلون عن هذه الدنيا ، ويبقى فقط من ترك أثراً أو ذكرى أو موقف يستشهد الناس به .