كلمة الدیمقراطي الكوردستاني-سوريا بمناسبة الذكرى الـ45 لرحيل البارزاني الخالد

كلمة الدیمقراطي الكوردستاني-سوريا بمناسبة الذكرى الـ45 لرحيل البارزاني الخالد

PDK-S: نشر الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا كلمة بمناسبة الذكرى السنوية الـ45 لرحيل الأب الروحي للأمة الكوردية الملا مصطفى البارزاني , وفيما يلي نص الكلمة:

في الأول من آذار 2024، نُحيِي الذكرى الخامسة والأربعين لرحيل القائد والرمز الخالد مصطفى البارزاني، أعظم قائد كردي وأشهر رمز للشعب الكردي ونضاله.

كان البارزاني زعيماً استثنائياً، اتّسمت شخصيته بصفاتٍ جعلت منه رمزاً خالداً في ذاكرة الشعب الكردي، وملهماً للأجيال الكردية فيما بعد.

فمنذ صغره، برزت فيه سماتُ القيادة والشَّجاعة والحكمة، ووهب جلّ حياته للنضال من أجل حقوق الشعب الكردي.

قاد البارزاني الخالد ثورة أيلول الوطنية ضد الظلم والاضطهاد بحق الشعب الكردي، ونجح في تحويل القضية الكردية من قضية محلية إلى قضية دولية ذات أهمية كبيرة في المنطقة والعالم.

لم يمارس البارزاني الخالد العنف أو الإرهاب، والاختطاف الذي كانت سائداً آنذاك، وأسلوباً لنضال الحركات التحررية في ذلك الوقت، بل آمن بالديمقراطية والحوار كوسائل لتحقيق أهدافه، وناضل من أجل مجتمعٍ كرديٍ حرٍّ وديمقراطي.

كان البارزاني صخرةً صلبةً تحطّمت عليها جميع المؤامرات الداخلية والخارجية ضد الكرد وقضيتهم، وظلّ صامداً حتى حقق للشعب الكردي الاعتراف الرسمي بحقوقه القومية في اتفاقية آذار1970

يبقى تراثه النضالي نبراساً لكلّ وطني كردي غيور على قضية شعبه.

لم يقتصر نضال البارزاني على إقليم كوردستان، بل امتدّ إلى باقي أجزاء كوردستان، وكان مُلهماً لانطلاقة الأحزاب الكردية فيها.

واجه البارزاني العديد من الصعوبات والتحديّات، لكنه تغلّب عليها جميعاً بفضل إيمانه العميق بقضيته وإصراره على تحقيقها، وترك لنا إرثاً عظيماً من الوطنية والتضحية والإخلاص، وأصبح تاريخه مدرسةٌ نضالية، مدرسة الكوردايتي، نتعلّم منها جميعاً معنى التضحية من أجل الحرية والكرامة.

اليوم، يواصل فخامة الرئيس مسعود بارزاني المسيرة المُظفّرة، ويدافع عن قضايا الأمة الكردية بحنكةٍ وشجاعةٍ وصدقٍ وسموّ أفكار.

بفضل نضالات البارزاني الأب والابن، أصبحت القضية الكردية من أهم القضايا في المنطقة، وما نشهده في إقليم كوردستان من تقدُّم وازدهار هو خير دليل على ذلك.

نحن في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، نفتخرُ بانتمائنا لهذا النهج المبارك، وتلك المسيرة الظافرة. ندافع عنها بأرواحنا وجوارحنا لنثبت بها صدق نضالنا من أجل قضيتنا ومبادئنا، ونحن على استعدادٍ دائمٍ لتحمُّل تبعات النضال وفي أحلك الظروف، ونبدي روح التحدّي في مواجهة كلّ ما يعترضُ مسيرتنا النضالية، ونؤكّد على أن هدفنا الأساسي هو تحقيق حقوق شعبنا الكردي في سوريا دون أية اعتبارات إقليمية أو دولية أو من أية جهة كانت سوى مصلحة الشعب الكردي وحقوقه القومية.

إننا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا نؤمن أنّ الحلّ الأمثل للحدث السوري هو في بناء دولةٍ متعددة القوميات والأديان بنظامٍ ديمقراطيٍّ ودستورٍ توافقيٍّ يضمن الحقوق القومية لشعبنا، ولكافة المكوّنات، ونعمل بكلّ طاقاتنا لدعم مسيرة ومشروع المجلس الوطني الكردي في سوريا الذي يعد مكسباً هاماً لشعبنا في هذه المرحلة، وضمن هذه الظروف الدولية، وما يتعلق بالمسألة السورية حيث يستوعب المجلس في خيمته جلّ الطاقات الوطنية الكردية في سوريا من أحزاب ومنظمات ومستقلين وطنيين نعتزُّ بهم، كما نعملُ من خلال برنامج جبهة السلام والحرية مع إخوتنا في النضال المنظمة الآثورية الديمقراطية وتيار الغد السوري مع المجلس العربي في الجزيرة والفرات على تحقيق هذا الهدف، ونؤكّد على أننا مع حقوق جميع مكوّنات الشعب السوري التواق للحرية.

نواصل تفاعلنا الإيجابي مع أطر المعارضة الوطنية السورية، ونتواصل مع جميع القوى والدول ذات الشأن بالمسألة السورية لأننا نؤمن أنّ مستقبل سوريا هو مستقبلٌ مشتركٌ لجميع مكوناتها، وأنّ الحوار والتفاهم هما السبيل الوحيد للوصول إلى حلٍّ عادلٍ ودائمٍ للأزمة السورية.
في الذكرى الخامسة والأربعين لرحيل القائد الخالد مصطفى البارزاني، نؤكد على التزامنا بمبادئه وأهدافه، ونعاهد أنفسنا على مواصلة النضال من أجل تحقيق حقوق شعبنا الكردي في سوريا.

تحية إلى روح القائد الخالد مصطفى البارزاني.

المجد والخلود لشهداء الأمة الكردية وشهداء الحرية في كل مكان.

اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا
1-3-2024