الديمقراطي الكوردستاني - سوريا: يبقى البارتي شامخاً ومتصدّراً للنضال الكوردي في سوريا

الديمقراطي الكوردستاني - سوريا: يبقى البارتي شامخاً ومتصدّراً للنضال الكوردي في سوريا

وجّه حزبنا, الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا PDK-S كلمة للجماهير الكوردستانية بمناسبة الذكرى السابعة والستين لتأسيسه، فيما يلي نص الكلمة:

باسم حزبنا «الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا» وقيادته وجماهيره، نُحيّي أبناء شعبنا الكردي، والمجلس الوطني الكردي في سوريا وعموم الأحزاب الشقيقة والوطنية الصديقة، والفعاليات الثقافية والنسائية والشبابية وعموم الفعاليات الاجتماعية، بمناسبة الذكرى السابعة والستين لتأسيسه.

لقد وُلد البارتي في مثل هذا اليوم 14 حزيران من عام 1957، على يد نخبة واعية ومتقدّمة من أبناء شعبنا الكردي في سوريا، حيث الظروف الذاتية والموضوعية كانت مواتية لميلاد هذا الحزب، كوسيلة للتعبير عن تطلُّعات شعبنا الكردي ولخدمة أهدافه القومية والوطنية، وليأخذَ شعبُنا مكانه وسط الحراك السياسي، وليتفاعل مع الحالة الديمقراطية، وليشارك في مواصلة الدفاع عن سوريا وشعبها بمختلف انتماءاته ومشاربه ضد المخاطر الخارجية.

ففي مرحلة ما بعد استقلال سوريا عن الانتداب الفرنسي شهدت البلاد تطوُّرات هامة على الصعيدين الداخلي والخارجي حيث تطوّر الوضع الديمقراطي بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية المتتالية، ولاسيما في أوائل خمسينيات القرن الماضي، وكذلك بروز تطورات على المستوى الخارجي في صراعٍ حادٍّ على سوريا عبر حلف بغداد ومشروع أيزنهاور وغيره، كما سبق التأسيس ظهور بعض الأندية الشبابية والاتحادات الشباب والطلبة في بعض المدن الكردية، وفي دمشق، وتأسيس كتلة آزادي كمجموعة منظّمة، كلُّ ذلك من عوامل اليقظة القومية والنهوض الجماهيري العارم، وقد ساهم في تأسيس الحزب إلى جانب الراحل الدكتور نور الدين زازا عددٌ من الشخصيات الواعية والمتنوّرة، كما كان لدى نضال البارزاني الخالد «ملا مصطفى» كان حينها في الاتحاد السوفييتي- السابق تأثيره القوي في تشجيع هذه النخبة على التأسيس، وخاصة بعد تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني- في كل من ايران والعراق، وازداد التأثير قوة بعد اندلاع ثورة 11 أيلول 1961 التي فجّرها وقادها البارزاني الخالد، ومنذئذ يستمدُّ حزبنُا بوصلته من نهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد ويعتمد في نضاله على قوة جماهير الشعب الكردي وشرعية حقوق هذا الشعب وتطلعاته الوطنية، ليصبح فيما بعد جزءاً هاماً من المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده فخامة الرئيس مسعود بارزاني.

وهكذا ظلَّ حزبُنا على علاقة مستمرة مع الحزب الشقيق «الحزب الديمقراطي الكوردستاني» وحتى الآن، وذلك لما يجمع الحزبين من القيم النضالية المستمدة من مدرسة البارزاني الخالد «ملا مصطفى» من التضحية والصدق والإخلاص من أجل الكوردايتي والقيم الإنسانية النبيلة الأخرى، وهي علاقات تاريخية واستراتيجية وعلاقات الاحترام المتبادل دون التدخُّل في الخصوصيات النضالية، والسعي الحثيث الدائم من أجل توحيد طاقات شعبنا الكردي في سوريا سواء في وحدة الأحزاب المتقاربة سياسياً وفكرياً أو في حماية وحدتها، ومن الجدير ذكره في هذا الصدد: في عام 1970 حيث دعوة البارزاني الأب الخالد إلى وحدة الحزبين حينئذ والكتل الأخرى، وتشكيل قيادة مرحلية واختيار الراحل حاج دهام ميرو سكرتيراً للحزب، وكذلك دعوة فخامة الرئيس المناضل مسعود بارزاني الأحزاب المؤمنة بنهج الكوردايتي.. نهج البارزاني الخالد في مؤتمر توحيدي في نيسان 2014، وباسم الحزب التاريخي عند التأسيس «الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا"» والصحيفة المركزية «كوردستان» تيمُّناً باسم أول صحيفة كردية، وأيضاً حضور فخامته المؤتمر الثاني عشر لحزبنا في 2023 في أربيل عاصمة إقليم كوردستان وإلقاء كلمة توجيهية اعتُبِرت منهجًا لحزبنا.

وإن ما تعرّضت له قيادة حزبنا وكوادره المتقدّمة للملاحقة والسجن على طول نضاله المستمر منذ عهد الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958 حيث اعتقال معظم أعضاء القيادة بمن فيهم رئيس الحزب الدكتور نور الدين زازا، ومروراً بعهد الانفصال 1961 وانقلاب حزب البعث عام 1963 وصولًا إلى حركة الضباط عام 1966 حيث أوسع الاعتقالات شهدتها كتمهيد لتنفيذ الحزام العربي شملت العديد من القيادات والكوادر والشخصيات الاجتماعية والوطنية، حيث زاد عدد المعتقلين عن الستين شخصاً في سجن غويران بالحسكة، ولشهور متواصلة، وتعرّضوا لشتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي على يد المخابرات البعثية الجائرة، بسبب نضال الحزب ومناهضته للسياسات العنصرية وللمشاريع الشوفينية الظالمة مثل الإحصاء الاستثنائي عام 1962 الخاص بمحافظة الحسكة وتجريد آلاف الكرد من جنسيتهم السورية بموجبها، والحزام العربي الذي خُطّط له، ونُفذ في عام 1973 بتوطين مئات العوائل العربية على طول الحدود مع تركيا وبعمق بين 15 الى 20 كيلو متر جيء بها من مناطق حلب والرقة بغية تغيير الطبيعة الديمغرافية في محافظة الحسكة، وكذلك سياسة التعريب للأسماء والمناطق والبلدات والقرى الكردية، هذا إلى جانب السياسات التعسفية وفصل الكثير من العمال والموظفين عن العمل في دوائر الدولة ومؤسساتها وإلى غيرها من الإجراءات الجائرة الأخرى، وعليه فقد تعرّض عدد من أعضاء قيادة الحزب والهيئة الاستشارية وكوادر متقدمة بينهم سكرتير الحزب، وظلوا رهنَ الاعتقال التعسُّفي دون محاكمة وصل ببعضهم إلى اكثر من ثماني سنوات من السجون.

واليوم سيظلُّ حزبُنا يواصلُ نضالَه المعهود سواء بشكل مباشر، أو عبر المجلس الوطني الكردي في سوريا، أو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وهيئة التفاوض أو من خلال جبهة السلام والحرية، وإلى جانب عموم الأشقاء والأصدقاء ضد الدكتاتورية والاستبداد، وتجاه كافة الانتهاكات والممارسات الترهيبية وطف المناضلين كما وصل الأمر بهم الى اختطاف النساء.

يبقى البارتي شامخاً ومتصدّراً للنضال الكردي في سوريا مستمداً قوته من العمق الجماهيري والاجتماعي الذي يحظى به من خلال تاريخه النضالي وصوابية مواقفه حتى تأمين حقوق شعبنا الكردي أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة، وبناء سوريا المستقبل من خلال نظام ديمقراطي اتحادي، تتمتع عموم المكوّنات السورية بحقوقها القومية والدينية والسياسية، وحلّ قضية شعبنا الكردي في سوريا وفق العهود والمواثيق الدولية، وليتعايش السوريون جميعاً بسلام ووئام..

قامشلو 14 / 6 / 2024