البلاغ الختامي لاجتماع اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا
عقدت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا يوم الأحد 7 تموز 2024 اجتماعاً اعتيادياً في مدينة قامشلو بكوردستان سوريا, وترأس الاجتماع سكرتير الحزب محمد إسماعيل وشارك فيه قياديو الحزب في كوردستان سوريا وإقليم كوردستان وتركيا وأوروبا.
وأصدرت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا اليوم بلاغاً ختامياً, فيما يلي نصه:
عقدت اللجنة المركزية لحزبنا «الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا» اجتماعها الاعتيادي يوم 7 / 7 / 2024 وبعد تفقُّد الأعضاء والوقوف دقيقة صمت حداداً وإجلالًا على روح البارزاني الخالد وأرواح شهداء شعبنا الكردي وشهداء الشعب السوري، استعرضت المواضيع المدرجة على جدول عملها، وبدأت بمناقشة الوضع التنظيمي من استعراض أوضاع المناطق التنظيمية في الداخل، وفي أوروبا وإقليم كوردستان وتركيا، وتقييمها.
وقف الاجتماع بروح المسؤولية على ملاحظات الرفاق مسؤولي المنظمات لمكامن الخلل بغية تصحيحها وتقويمها، وعلى الجوانب الإيجابية من أجل تعزيزها وترسيخها، بعدها انتقل إلى مناقشة ملاحظات الرفاق عبر توصيات المؤتمر الثاني عشر حول التعديلات الواجب إدخالها إلى النظام الداخلي، وتم إقرارُها وتحويل الصيغة النهائية إلى الطباعة.
انتقل الاجتماع بعد ذلك إلى مناقشة التحضيرات اللازمة لعقد كونفرانسات المنظمات والمجالس المنطقية، وبدأ بمناقشة اللائحة الانتخابية التي أُقرّت بعد إدخال التعديلات اللازمة عليها، من أجل الانطلاق نحو عقدها وفق ظروف كلّ منظمة، وفي أقرب وقت ممكن.
ناقش الاجتماع بعد ذلك الوضع السياسي، وبدأ بالاعتصام الجماهيري الاحتجاجي السلمي على عمليات الخطف والاعتقال لأعضاء وكوادر حزبنا والمجلس وأحزابه السياسية الذين بلغ عددهم الآن اثني عشر شخصاً من الكوادر والإعلاميين بينهم رفيقة إعلامية منذ أواخر آذار الماضي بالإضافة إلى المعتقلين سابقاً، وكذلك الممارسات الترهيبية الأخرى لمسلحي " ب ي د " ذلك الاعتصام الذي دعا إليه المجلس الوطني الكردي في سوريا أمام مبنى UN في قامشلو يوم 1 / 7 / 2024، وقد ثمّن الحضور عالياً استجابة الجماهير الشعبية الوطنية الواسعة لدعوة المجلس، وأكّد على أن الاعتصام كان سلمياً وحضارياً، وأدّى دوره، وأبلغَ رسالته وفق ماكان مقرراً له في فضح ممارسات مسلحي ب ي د بكمّ الأفواه، ولِمَا لاقاه المعتصمون من صنوف المعاملة الوحشية حيث الضرب المُبرّح بالعصي والهراوات دون التمييز بين مسن وامرأة وصغير أو كبير وإصابة العشرات بالجروح بعضُها بليغة، فضلاً عن اعتقال العشرات من بينهم رئيس وأعضاء رئاسة المجلس الوطني الكردي في سوريا، وأُفرج عنهم فيما بعد، وعليه أكّد الاجتماع أن مثل هذه الممارسات الترهيبية والقمعية من قبل المسلحين التابعين لـ "ب ي د" وإدارته لن تثنينا عن النضال من أجل حقوق شعبنا الكردي القومية والإقرار بوجوده القومي الأصيل في سوريا، وأوصى الاجتماع بضرورة مواصلة مثل هذه النشاطات السلمية سواءً في داخل البلاد أو في الخارج.
كما استعرض الاجتماع بعد ذلك الوضع السياسي بشكل عام، وتوقّف باهتمام عند الزيارة التاريخية والهامة لفخامة الرئيس مسعود بارزاني إلى بغداد لِما لذلك من أهمية قصوى من أجل المزيد من التنسيق بين إقليم كوردستان والعراق، وحلّ مشاكل العراق.
توقّف الاجتماع مطوّلاً عند التطوُّرات الأخيرة، وخصوصاً المساعي الروسية في التوسُّط بغية تحقيق المصالحة والتطبيع بين تركيا والنظام السوري، والعمل عبر رئيس حكومة العراق من أجل التوصل إلى تحقيق لقاء قمة بين الرئيسين في بغداد.
رأى الاجتماع أن التوصُّل إلى عملية التطبيع بين الجانبين ليست سهلة، ومن الصعب جدا الوصول الى تطبيع شامل بسبب العديد من الملفات المعقدة والمتداخلة، وقد تلقى العقبات الجمّة، ولا تشكّل حلاً للأزمة السورية، لأن الحل السياسي المنشود لا يتم إلا عبر توافق المجتمع الدولي، ولا سيما الأطراف المعنية بما فيها التحالف الدولي، وخصوصاً أمريكا التي ما تزال متواجدة في سوريا، بالاستناد إلى قرارات الأمم المتحدة ولاسيما قراري مجلس الأمن رقم 2254 و 2118 ومرجعية جنيف1، التي تؤكد على الانتقال السياسي وبناء سوريا الجديدة من خلال إقرار دستوري جديد يضمن حقوق جميع المكوّنات السورية من العرب والكرد والتركمان والسريان اشوريين في سوريا، لامركزية تقر بالتعدُّد القومي والديني والثقافي إضافةً إلى أنه لا يمكن حلّ المعضلة السورية بدون السوريين أنفسهم كما أنها متعلقة إلى حدّ كبير بحلّ أزمة غزة التي قد تُمهّد للحل في سوريا والمناطق الأخرى، ورأى الاجتماع أن الحلول السياسية الممكنة لأزمات المنطقة قد تحتاج إلى مراحل وأوقات زمنية غير قصيرة، وكلّ ما سوى ذلك قد تكون حلولاً جزئية وآنية ربما يكون لها تأثيراتها السياسية هنا وهناك، وقد تساهم في تغيير نسبي لقواعد اللعبة السياسية.
انتقل الاجتماع بعد ذلك إلى وضع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ورأى أن لا بديل للمجلس الوطني الكردي في سوريا من الاستمرار في الائتلاف حتى الآن كطرف سياسي فاعل رغم الأخطاء والعثرات التي تعترض سبيل المعارضة، والتي تُضخّمها الأطراف المناوئة أو التي تميل إلى النظام والجهات الأخرى، لأن الائتلاف مازال يشكّل الحجم الأكبر في المعارضة الوطنية برُمّتها، وما زال المجتمع الدولي داعماً له، أو أنه مازال موضع اهتمام القوى الدولية الكبرى.
وقف الاجتماع على دور وفعالية المجلس الوطني الكردي في سوريا عبر نشاطاته سواءً في علاقاته مع المعارضة كما ذكرنا أو الجهات الدولية المعنية بالمسالة السورية، وخصوصاً تلك المهتمة بالشأن السوري عامة، وبالشأن الكردي داخل البلاد خاصة ولاسيما المعنية بالتوسُّط في التوافق الكردي، وفي الوقت الذي أثنى الاجتماع على جهود ومساعي المجلس المتواصلة في العمل كل ما بوسعنا إلى معالجة كل الانتهاكات التي ترتكب بحق أهلنا في عفرين وسري كانييه وگرێ سپی من قبل بعض الفصائل المسلحة، ونثني على عودة أهلنا في عفرين إلى ديارهم، ونقف إلى جانبهم في الصعوبات التي تعترض سبيلهم.
تطرق الاجتماع إلى أوضاع اللاجئين السوريين في دول الجوار مؤكداً في هذا الصدد على قرارات مجلس الأمن الذي يؤكد على العودة الآمنة والطوعية للاجئين ومنع أيّ شكلٍ من أشكال التغيير الديمغرافي، في الوقت ذاته أوصى بضرورة تضافُر تلك الجهود والمساعي من أجل رفع سوية النشاطات واللقاءات السياسية والدبلوماسية والتوجيه عبر ممثلياته في الخارج للمزيد من العمل الميداني، واللقاء مع قيادات الجهات الدولية الصديقة لشعبنا الكردي لأجل تحقيق المزيد من الاهتمام بقضية شعبنا الكردي وخصوصاً في سوريا.
في ختام الاجتماع تم استعراض الوضع الإعلامي وخصوصاً إعلام حزبنا «الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا» عبر مؤسساته المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية، وأوصى بضرورة تقديم التسهيلات والمستلزمات لتطوير إعلام الحزب، ورفعِ سويّته لما للإعلام من أهمية ودور في نقل الخبر وتحليله ونشر الوعي والمعرفة، عبر الاهتمام بالكادر الإعلامي سواءً في المؤسسات أو في المناطق، وخصوصاً المراسلين منهم.
اللجنة المركزية
للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا
9-7-2024