11 سنة على الهجرة القسرية من مدينة كوباني

11 سنة على الهجرة القسرية من مدينة كوباني


PDK-S
تصادف الأيام (18 و19و20 و21 من شهر أيلول) الذكرى الحادية عشرة لتلك الهجرة الجماعية من كوباني وكذلك من كرى سبي (تل أبيض) عقب هجوم داعش على المنطقة، وهو يوم تستعيد فيه الذاكرة الجماعية مشاهد النزوح المؤلمة وما رافقها من معاناة إنسانية عميقة.
بعد الهجوم الدموي لتنظيم داعش على شنگال وارتكاب المجازر بحق الكورد الإيزيديين في آب عام 2014، شن التنظيم الإرهابي هجومًا آخر على كوباني في كوردستان سوريا، ما دفع بمئات الآلاف من الأهالي إلى الهجرة القسرية نحو تركيا وإقليم كوردستان وأوروبا وأماكن أخرى بحثًا عن الأمان.


فقد اضطر الآلاف من سكان كوباني إلى ترك منازلهم وأرضهم حفاظًا على حياتهم وحياة أطفالهم، بعدما أصبحت المدينة ساحة حرب شرسة.

ولم تتوقف المأساة عند النزوح، بل حصدت الحرب أرواح أعداد كبيرة من المدنيين، تاركة جروحًا مفتوحة في قلوب الناجين وذاكرة لا تمحى من الألم والفقدان.

تفاصيل الهجوم والهجرة:
تعرضت مدينة كوباني وريفها لهجوم بربري شنّه تنظيم داعش الإرهابي، في واحدة من أعنف الحملات التي استهدفت المدنيين في تلك المرحلة من الحرب حيث بدأ الهجوم من ثلاثة محاور: "محور جرابلس، محور صرين، ومحور كرى سبي"، ما أدّى إلى نزوح جماعي للسكّان، هاربين من بطش التنظيم، خاصة بعد المجازر التي ارتكبها داعش بحق المدنيين في شنگال، والتي لا تزال ماثلة في الذاكرة الجماعية.

توجه آلاف الأهالي نحو الحدود التركية؛ بعضهم استقر هناك، فيما قرر آخرون مواصلة رحلتهم نحو الدول الأوروبية عبر البحار، بينما اختار كثيرون اللجوء إلى إقليم كوردستان، بحثًا عن الأمان المؤقت.

في خضم هذا المشهد الإنساني القاتم، شهد العالم حالة تضامن واسعة مع مدينة كوباني، وبدعوة من الرئيس بارزاني، عقد برلمان كوردستان جلسة استثنائية في الثامن من تشرين الأول 2014، وقرر إرسال قوة من البيشمركة إلى كوباني لمساندة وحدات حماية الشعب في الدفاع عن المدينة.

مع وصول قوات البيشمركة، بدأ تشكيل التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبمشاركة عشرات الدول العربية والأجنبية. استمرت المعارك داخل كوباني عدة أشهر، ودُمّرت أجزاء كبيرة من المدينة نتيجة الاشتباكات العنيفة والغارات الجوية ضد مواقع التنظيم الإرهابي.

ثمرة هذه التضحيات والتحالفات كانت هي تحرير كوباني من براثن داعش، في انتصار اعتُبر رمزًا للصمود والمقاومة في وجه الإرهاب.

وهكذا تبقى كوباني، رغم كل ما شهدته من دمار ونزوح، رمزاً حيا لمواجهة كل أشكال الظلم والإرهاب ولا يزال أبناؤها ينتظرون يومًا أن تتهيأ ظروف العودة إلى ديارهم.