الرئيس البارزاني.. داعم كبير لقضية شعبنا في غرب كوردستان

الرئيس البارزاني.. داعم كبير لقضية شعبنا في غرب كوردستان

الرئيس البارزاني.. داعم كبير لقضية شعبنا في غرب كوردستان
عمر كوجري
استلهم الرئيس مسعود البارزاني مناقب حب الكوردي وأخلاق الكوردايتي من والده البارزاني الخالد قائد الأمة الكوردستانية، حيث فتح السروك عيونه ومجالس القائد مزدانة بألوان ولهجات الكورد في أجزاء كوردستان الأربعة، فقد كان الكثير من المقرّبين وأصحاب القرار والشأن والمعاونين الخاصين من صفوة الكورد في شمال وغرب وشرق كوردستان، وكان الرئيس الخالد يرى أن وطنه كوردستان ليس فقط هو الجزء الملحق بالعراق، بل كانت رؤيته للوحة كوردستان الكاملة شاملة ومكتملة، وبالغة الوضوح والدقة.

هكذا كانت تنشئة الرئيس مسعود البارزاني إيثار وحب للأخوة في باقي أجزاء كوردستان، فقد كان الرئيس منذ ثمانينيات القرن الماضي حينما كان يزور دمشق تلبية لدعوات على مستوى رئاسة الجمهورية، كان يحرص على اللقاء بجميع الطيف السياسي في غرب كوردستان، يقابلهم إما في مكتب الحزب، أو في مقر إقامته بالفندق، وكان لهم دائماً مثال الأخ الكبير الناصح والداعي لتقريب وجهات النظر، والتكاتف من أجل نيل الحقوق للشعب الكوردي في غرب كوردستان، بل كان الرئيس شديد الاهتمام باللقاء مع المثقفين الكورد المستقلين وطلبة الجامعات وحتى العوائل التي ترغب اللقاء بسيادته، لهذا حينما عاد من دمشق الى قامشلو للمرور منها الى كوردستان يوم 7-5-1996، وكان وقتها كثير الانشغال، والثورة كانت في أوج تحديّاتها حيث النظام العراقي كان قد قرر القضاء المبرم على الثورة وتصفية الرئيس البارزاني لتوسُّع شعبيته وجماهيريته في قطاعات واسعة من الشعب، وحين وصل إلى قامشلو، توافد عشرات الآلاف من محبيه من كافة القرى والبلدات الكردية لأداء التحية لسيادته والتعبير عن الثقة الكاملة بقيادته، بل رفع المستقبلون سيارته بأيديهم لمسافة تعدّت العشرين متراً كتعبير رائع لمحبتهم له.

منذ أيام الجبال والثورة كان الرئيس البارزاني على تواصل دائم من الكورد في غرب كوردستان، وهذه المودّة استمرت حتى الآن، وحين اندلع النزاع الدموي في سوريا قبل ثماني سنوات حرص الرئيس على دعوة جميع التيارات السياسية في غرب كوردستان حتى المختلفين مع خط ونهج الكوردايتي، لكن قلب الرئيس استوعبهم جميعاً، وكانت دعوته المخلصة لهم، ليثبتوا على قرار ووحدة الحال والكلمة الكردية، وطلب منهم أن يشكّلوا بوحدتهم قوة، وإلا لن يفوزوا بأي شيء في سوريا المستقبل، فقد نصحهم الرئيس أن يكونوا كلمة واحدة إن اصطفوا مع المعارضة فسيدعمهم، وإن اتفقوا على الذهاب الى دمشق والتفاوض مع رأس السلطة هناك أيضاً هذا الخيار متاح لهم، وسيساعدهم في سبيل تحقيق أماني الشعب في غرب كوردستان، ومن هذا المنطلق أكّد الرئيس في بيانه المنشور مؤخراً للرأي العام حول الاجتياح التركي، حيث قال:" رغم بذلنا، في الفترة السابقة، لجهود ومساعي كثيرة لإبعاد الشعب الكوردي في سوريا عن الحروب والاضطرابات، والحيلولة دون وقوع المأساة والكوارث، لكن ومع الأسف وخلال الأيام الأخيرة تعرّضت المناطق الكوردية السورية لأوضاع خطيرة وهجوم عنيف، وإن استمرار القتال وتلك الأوضاع الخطيرة، يشكّل تهديداً جدياً على حياة الناس وأمن واستقرار المنطقة بالكامل."

رغم الخلاف مع منظومة العمال الكوردستاني التي تناصب العداء للأحزاب القومية الكوردستانية، وتقوم بتنفيذ أجندات لا علاقة لها بتحقيق أهداف الشعب الكوردي وفوزه بالحرية، بل بنظريات الأمم الديمقراطية العابرة للحال الكوردية، لكن الرئيس دائماً أمر بأن يصل السلاح الثقيل الى المقاتلين عبر معابر كوردستان، وبوصول السلاح الذي كان يصل الى مقاتلي ال ب ي د توفرت أسباب الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي، وعندما أعطى الامريكان السلاح لـ (ب ي د) واستعملوا دماء شبابنا في حربهم، كانت نصيحة الرئيس البارزاني لـهم هي أن يقبلوا المساعدة، لكنّه حذّرهم من العمل معهم دون اتفاق سياسي واضح على مستقبل الكورد، وطلب منهم عدم المشاركة وخوض حروب عبثية لا فائدة للكورد منها، ولا يساهموا في تثكيل الأمهات الكورديات، ولكن لم تُؤخذ تلك النصائح بعين الاعتبار، بل صاروا يعادون البيشمركة واقليم كوردستان، وحتى شخص الرئيس، وفي النهاية تخلت واشنطن عنهم لعدم توفّر أي اتفاق سياسي بينهم وبين الولايات المتحدة، بل كان الاتفاق عسكرياً بحتاً في حرب الأخيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي مقابل إمداد قوات قسد بالمال والسلاح، ولهذا تفاخر الرئيس الامريكي "ترامب" حين قال اليوم" لم يسقط أي جندي أمريكي في شمال شرق سوريا" .

وكان درس الرئيس البارزاني في رسالته لترامب بليغاً حين أخبره إن" الدماء الكوردية أغلى من المال والسلاح في معرض ردّه على تصريح للرئيس الامريكي أن الكورد في غرب كوردستان لم يخدموا واشنطن مجاناً بل قدمت لهم أموال وأسلحة كثيرة، مقابل هذه الخدمة!!

بالفعل نجح "قسد" في القضاء على داعش وتنظيمه الإرهابي، لكنه قدّم قرابين من دماء الشهداء وصلت الى أكثر من اثني عشر ألف شاب وشابة، وجرح أكثر من خمسة وعشرين ألف، جراح الكثير منهم عميقة، وبعضهم يحملون الآن عاهات دائمة.

اليوم يتطلّع الرئيس مسعود البارزاني إلى أفق أرحب، وبكل ما يملك من روح تواقة للتحرُّر من إرث التاريخ الذي ظلم الكورد، التاريخ الذي أوجد لشعوب مغمورة، يملك الكورد أكثر منها كل مقومات الدولة، والإرادة والعيش المشترك، والحلم الدائم بوطن عزيز وغال اسمه: كوردستان.

واليوم، يبذل الرئيس البارزاني جهوداً حثيثة من أجل إطفاء فتيل الحرب الحالية التي تشنُّها تركيا الغازية وهي تمتطي ظهور فصائل إرهابية راديكالية حاقدة على الكورد.. كلِّ الكورد، والآمال بتحقيق نتائج ملموسة في جعبة الأيام القليلة القادمة. إن شعبنا الكوردي رغم كل المأسي والمصاعب التي تعترض سبيله نحو حريته، لكنّه سيبقى صامداً مقاوماً مؤمناً بحقوقه وعدالة قضيته، ولن تنال منه كلُّ المؤامرات والمخططات التي تستهدف وجوده.

إن شعبنا الذي استطاع أن يتجاوز الأنفال والكيمياوي، ويملك قائداً عظيماً كالبارزاني، لا يمكن إلا أن يكون النصر حليفه، والمستقبل له مهما تعاظمت قوة الأعداء.
هذه الثقة المطلقة لا حدود لها، لأنها حتميةُ التوقُّع في جميع الأحوال، ورغماً عن كل الظروف.