رامي عبدالرحمن: نتعرّض لتهديدات من النظام والمعارضة والأطراف التي يكشف المرصد عن الانتهاكات التي ترتكبها

رامي عبدالرحمن: نتعرّض لتهديدات من النظام والمعارضة والأطراف التي يكشف المرصد عن الانتهاكات التي ترتكبها

PDK-S: قال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في سوريا في حوار خاص مع صحيفة «كوردستان» إن العمل في مجال رصد انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، ليس سهلاً على الإطلاق، بل في الواقع إننا نتعرض لهجمات وتهديدات بشكل مستمر من جميع الجهات التي يعمل المرصد السوري على كشف الانتهاكات التي ترتكبها، سواء المعارضة أو النظام أو كافة الأطراف.

وأكّد عبدالرحمن أن لدى المرصد السوري لحقوق الإنسان شبكة من النشطاء المؤمنين بالدفاع عن حقوق الإنسان. في الواقع، المرصد السوري في حاجة إلى دعم مالي، ولكن الجهات التي تقدم الدعم أو التي يمكنها تقديم الدعم تختلف على الأغلب في سياساتها مع سياسة المرصد السوري، حيث إننا نعمل على تغطية انتهاكات كافة الأطراف، وليس طرفاً بعينه.

وحول اتهام المعارضة والنظام لأداء عمل المرصد قال السيد رامي عبدالرحمن: هذا هو الدليل الأكبر على أننا نرصد الانتهاكات التي ترتكبها جميع الأطراف في سوريا، سواء المعارضة أو النظام أو أي جهة صاحبة قرار في سوريا سواء كان قرارا سياسيا أو عسكريا، وسنواصل عملنا إلى أن نصل إلى أن يكون هناك احترام كامل لحقوق الإنسان في سوريا.

إلى الحوار كاملاً مع السيد عبدالرحمن:
*ما الذي دعاكم للتفكير بتأسيس مرصد لحقوق الإنسان في سوريا؟ وهل مازال المرصد ضمن الجهود الفردية أم أنه صار مؤسسة متوسّعة الاهتمامات والنشاطات؟
السبب الذي دفعنا إلى تأسيس المرصد السوري لحقوق الإنسان هو أن المنظمات الحقوقية التي كانت موجودة في سوريا كانت مؤسسات حزبية تابعة للأحزاب، ولا تعمل إلا على تغطية الانتهاكات التي تتعرض لها تلك الأحزاب أكثر من تغطيتها للحقائق المختلفة في سوريا، أي أنها لم تكن تعمل على تغطية كامل الوضع السوري. أما بالنسبة لمسألة الجهود الفردية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان لم يكن أبدا ضمن الجهود الفردية وإنما كان مؤسسة واسعة الانتشار منذ انطلاقته.

* أكثر من ثلاث عشرة سنة وأنتم مستمرون في المرصد السوري لحقوق الإنسان، تواكبون الحدث السوري لحظة بلحظة، كيف تقيّم أداء المرصد خلال هذه السنين؟ وهل يمكن الحديث عن بدايات عمل المركز؟
لا يمكننا أبداً أن نقيّم المرصد السوري لحقوق الإنسان من جانبنا، ولكن بشكل عام هو من أفضل المؤسسات التي تعمل على تغطية حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، ويعمل بشكل حيادي كامل دون الانحياز إلى طرف على حساب طرف، خصوصاً بعد أن تحوّل الصراع السوري إلى صراع مسلح ودخول أطراف دولية كثيرة على خط الأزمة، وعلى رأسهم الإيرانيين. أنا شخصيا أسست في أول مايو/أيار 2006، من أجل الدفاع عن النشطاء السوريين، وعن كل سوري يتعرّض لانتهاكات.

* معظم وسائل الإعلام تعتمد في الحدث السوري على تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، ولا يكاد يمر يوم إلا وتكون حاضراً للإدلاء بتصريحات حول أحداث سورية، إلام تعزو ذلك؟
السبب بالطبع هو حيادية المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصداقيته وآلية عمله.
* هل يملك المرصد هذه الإمكانيات الهائلة التي تحتاجها مؤسسات ضخمة لمواكبة الحدث السوري؟
لدى المرصد السوري لحقوق الإنسان شبكة من النشطاء المؤمنين بالدفاع عن حقوق الإنسان. في الواقع، المرصد السوري في حاجة إلى دعم مالي، ولكن الجهات التي تقدم الدعم أو التي يمكنها تقديم الدعم تختلف على الأغلب في سياساتها مع سياسة المرصد السوري، حيث إننا نعمل على تغطية انتهاكات كافة الأطراف وليس طرف بعينه.

*هل هناك تنسيق بين مركزكم والمنظمات الكوردية التي تهتم برصد الانتهاكات على مستوى سوريا؟
نعم، بالتأكيد هناك تنسيق بإصدار بيانات مشتركة مع المنظمات الكردية المهتمة بانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

*عملكم لا شك صعب، بل صعب كثيراً، هل رصد الانتهاكات بحق الإنسان السوري بشكل محدد عمل سهل؟
بالطبع ليس عملاً سهلاً على الإطلاق، بل في الواقع إننا نتعرض لهجمات وتهديدات بشكل مستمر من جميع الجهات التي يعمل المرصد السوري على كشف الانتهاكات التي ترتكبها، سواء المعارضة أو النظام أو كافة الأطراف.

*متى ينتهي أو يخف عمل المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان؟ هل هناك توقيت أو ظرف معين ينتهي فيه أنشطة هذه المنظمات؟
بالتأكيد سينتهي عملنا حينما تتوقف حياتنا، بمعنى مستمرون ما دمنا نعيش، ونحيا، لأن رصد الانتهاكات ضد الإنسان عمل لا ينتهي، خصوصاً في بلادنا التي تفتقر الى أبسط قواعد الديمقراطية واحترام كرامة وحقوق الإنسان.

*من الطبيعي أنكم تتلقون دعماً حتى تستطيعوا الاستمرار في أداء عملكم.. من يدعمكم؟ منظمات أم دول؟ أم هيئات تابعة لمنظمات حقوق الإنسان العالمية.. وهل تُفرض شروط معينة على عملكم؟
هناك فرق بين من يتلقى شيئاً بسيطاً من أجل الاستمرار في العمل وباستقلالية كاملة، وهناك فرق بين المنظمات التي أصبحت ثرية على حساب حقوق الإنسان والإغاثة، والمنظمات الأخرى العاملة في المجال الإنساني.

* المكتب الرئيسي للمركز خارج سوريا، وموجود في بريطانيا، ألا يؤثر هذا على أداء العمل الذي يتطلب التواجد داخل الوطن؟
على العكس تماماً، لأن المرصد السوري لديه شبكة واسعة من النشطاء والمصادر منتشرين في كافة أنحاء سوريا، باستثناء المكتب الرئيسي فقط هو الموجود في بريطانيا، وهو المكتب المسؤول عن إدارة شبكة النشطاء والمصادر تلك، وبالتالي ليس هناك أي تأثير على عمل المكتب الرئيسي لـ"المرصد السوري" من خارج سوريا.

* برز اسم المرصد السوري لحقوق الإنسان بشكل خاص بعد القيامة السورية، لماذا؟ وماذا عن عملكم قبل عام 2011؟
نعم، والسبب أن الإعلام الدولي قبل عام 2011 لم يكن يهتم بسوريا كثيراً، وبالتالي أدّت الأحداث إلى تسليط الضوء على ما يجري هناك. أما فيما يتعلق بعمل "المرصد" في فترة ما قبل عام 2011، فقد كان المرصد السوري لحقوق الإنسان يعمل على دعم النشطاء، ومتابعة الانتهاكات التي تلحق بالمجتمع المدني السوري بشكل عام.

* المعارضة تتهمكم بالاستمالة للنظام، والنظام منزعج من أدائكم، ويرى أنكم تقدّمون معلومات مضللة عن الأحداث في سوريا، ماذا تقول؟
هذا هو الدليل الأكبر على أننا نرصد الانتهاكات التي ترتكبها جميع الأطراف في سوريا، سواء المعارضة أو النظام أو أي جهة صاحبة قرار في سوريا سواء كان قراراً سياسياً أو عسكرياً، وسنواصل عملنا إلى أن نصل إلى أن يكون هناك احترام كامل لحقوق الإنسان في سوريا.

*هناك تهديدات كثيرة أطلقت، ودعت بوجوب تصفيتكم الشخصية ، بم تعلق؟ ومن وراء ذلك؟
نعم صحيح، تعرّضتُ لتهديدات شخصية بالقتل من دول ومخابرات دول والمعارضة السورية والنظام وتنظيم "الدولة الإسلامية". ولكن، إيماني بقضايا حقوق الإنسان يدفعني إلى مواصلة عملي بالرغم من تلك التهديدات، وحياتي ليست أهم من حياة المدنيين الذين قتلوا في سوريا منذ عام 2011، سواء على أيدي النظام في معتقلاته نتيجة التعذيب أو نتيجة العمليات العسكرية على أيدي الأطراف المختلفة الفاعلة على الأرض.

*كيف تتأكدون من صدقية المعلومات التي تصلكم؟ ماهي آليات هذه التأكيدات؟
أولاً، لا نحصل على معلوماتنا سوى من نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان على الأرض، أي أن المعلومات تصلنا منهم بعد أن يتم التأكد منها بشكل كامل، ولا يتم النشر إلا بعد اكتمال دورة التأكد من مصدر الخبر ومتابعته وتأكيد نشطاء "المرصد السوري" مصداقيته.

* زميلكم الأستاذ المحامي خليل معتوق وصديقه محمد ظاظا مسجونان في زنازين النظام الاسدي منذ العام 2012 هل تعرفون شيئاً عن مصيرهما؟
لا يزال مصيرهما مجهولاً، وحالهما في هذا كحال عشرات الآلاف في سجون معتقلات نظام بشار الأسد.

* كيف ترون الاجتياح التركي لمناطق رأس العين وتل أبيض وغيرهما، وماذا عن مصير عفرين؟
الاجتياح التركي في سوريا، قولاً واحداً، هو اجتياح بشكل واضح وصريح. تركيا تسعى إلى إجراء عملية تغيير ديمغرافي في المنطقة، وتلك العملية مستمرة منذ ما يعرف باتفاق "مضايا-الزبداني-كفريا-الفوعة" التي نفذتها قطر وتركيا، وكانت هناك مباركة لها من جانب روسيا، وفيما بعد جرت عملية تهجير سكان عفرين والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي برعاية تركية ومباركة روسية. نحن اليوم نتحدث عن المنطقة الواقعة بين رأس العين وتل أبيض، ولدينا تسجيلات صوتية تثبت محاولة خداع تنفذها الفصائل الموالية لتركيا للمدنيين للانتقال إلى تل أبيض على أساس أنهم عائدون من تركيا. هناك إشارات استفهام كبيرة حول ما يعرف بـ"الجيش الوطني"، وقد وثقنا 64 عنصرا من تنظيم "الدولة الإسلامية" أصبحوا عناصر في هذا الجيش الوطني. ولا يمكن لأحد المزايدة علينا لأن لدينا التوثيق الكامل. وهناك على الأقل هناك 340 شخصاً نقلوا إلى تل أبيض، وكانت هناك محاولات لنقل المزيد، ولكن بسبب الانفجارات والسرقات هناك مخاوف من ترك مناطقهم والقدوم إلى هناك، والبعض يفضّل الذهاب إلى "عفرين" كونها تم تهجير أهلها. ما جرى في عفرين يجري الآن في رأس العين. لدينا معلومات أنه في 5 يوليو/تموز الماضي اجتمع أحد قادة المعارضة مع مسؤول الاستخبارات التركية يقول له إنهم هم من يطلبون التنكيل بسكان المنطقة لإجبارهم على الرحيل. هناك من يشيع ضمن المدنيين أن وجود تركيا أفضل من وجود النظام، لكن سوريا ليست للنظام أو غيره، والتخلي عن الأراضي السورية خيانة عظمى للشعب السوري. ويجب أن تبقى الأراضي السورية للشعب السوري. هذه العملية العسكرية هي جزء من أطماع "أردوغان"، فقد سبق أن قال "أردوغان" إن الرقة له، ويتحدث الأتراك عن قبر "سليمان شاه" وغيرها من المناطق في عهد العثمانيين. وقد شهدنا شرائط مصورة لأحد عناصر القوات التركية يهتف "باقية".. أي دولة باقية؟ "الدولة الإسلامية" أم الدولة العثمانية؟ كانت هناك نية لنشر الفتنة في المنطقة منذ ما قبل العملية العسكرية. "أردوغان" لديه حقد تجاه كل ما هو كردي داخل سوريا ثم تجاه كل مكون آخر من السوريين، واستمرار العملية التركية يعني فرار الدواعش والانضمام إلى القوات التركية. بالنسبة لـ"عفرين"، فنحن من أشد الداعمين لها على المسرح الدولي، لأن هناك الكثير من المنظمات التي تتبع أجندة قطرية تركية تعمل على تشويه وخلط الحقائق فيما يتعلق بـ"عفرين" والأوضاع فيها.

* لماذا لا تكتفي بإيراد أخبار معينة تتعلق بثقافة حقوق الإنسان فقط؟ بمعنى تنبري أحياناً للتحليل السياسي، لماذا؟
لأن الواقع السوري والتطورات التي تعيشها سوريا منذ عام 2011، وتحولها إلى صراع عسكري مسلح، دفعت بالكثيرين إلى واجهة التحليل السياسي والعسكري، وحولتنا إلى محللين عسكريين وسياسيين، أي أن هذه التطورات التي تجري على مدار السنوات الثماني الماضية، خلصت السياسة بالعسكرة في كل ما يجري على مسرح الأحداث في سوريا.

*على سيرة التحليل السياسي، أعلن بيدرسون الجمعة 29-11-2019 فشل أطراف اللجنة الدستورية السورية في التوصل لاتفاق حول أجندة العمل، لماذا لم يتوصل النظام والمعارضة الى حل يرضي السوريين، ويمهد لوقف هذه المقتلة الطويلة؟
بالنسبة لما يجري في جنيف، لا يوجد قرار سيادي سواء من قبل النظام أو المجموعات المعارضة الموجودة في هذا الاجتماع، الموضوع بالمختصر كان عبارة عن لقاء روسي – تركي – دولي جمع أطراف النظام والمعارضة، وأعتقد أنه لا يوجد لديهم قرار حقيقي للتوصل الى اتفاق دستوري لوقف هذه المقتلة المستمرة منذ ما يقارب العقد من الزمن.
رامي عبدالرحمن " بروفايل"
الاسم الحركي والنضالي : رامي عبدالرحمن
الاسم في بطاقة التعريف: أسامة سليمان- مواليد بانياس 1971
يقيم في بريطانيا منذ العام 2000
رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ العام 2006

حاوره: عمر كوجري