عفرين... مرور 8 أعوام على مجزرة شيخ حنان

عفرين... مرور 8 أعوام على مجزرة شيخ حنان

PDK-S: تمر اليوم الذكرى السنوية الثامنة على ارتكاب ال ب ي د مجزرة بحق عائلة شيخ حنان شيخ حسن من قرية آفراز- موباتا عفرين بكوردستان سوريا – المعروفة ب آل شيخ نعسان, وراح ضحيتها استشهاد كل من الأب شيخ حنان وابنه عبدالرحمن في منزليهما, والابن الثاني نورالدين تحت التعذيب في سجن براجو .

الجريمة التي قام بها مسلحو ال ب ي د في 4/7/2012 ليلا وذلك بعد مداهمة منزل شيخ حنان في مركز مدينة عفرين طريق راجو الشارع العام مقابل المصرف الزراعي الساعة 12 بقيادة هفال جكدار وعدد من المسلحين .

جاءت المداهمة على منزل شيخ حنان بعد أيام من مداهمة قرية آفراز بتاريخ 29/6/2012 واعتقال القيادي في البارتي (PDK-S الحالي)هاشم شيخ نعسان من منزل خاله السياسي أمين شيخ كولين. حيث بدأت المداهمة ليلا بحجة البحث عن بكر الابن الثاني الذي كان موجودا في إقليم كوردستان بهدف الانضمام إلى قوات بيشمركة روج, ومداهمة منزل محمد حنيف شيخ نعسان, وتطويق منازل العائلة في المدينة. وبالرغم من تسليم نورالدين - الابن الذي استشهد تحت التعذيب في راجو- إلا أنهم أبوا مغادرة المنزل, حيث استمرت الاشتباكات حتى الصباح واستشهد كل من الأب شيخ حنان والابن عبدالرحمن, وقام المسلحون بسحل ورمي جثتيهما في شارع مشفى ديرسم, ومنعوا الاقتراب من الجثث لدفنها, وبقيت الجثتان لساعات في الشارع, ثم قامت زينب شيخ معمو زوجة الشهيد شيخ حنان ووالدها شيخ خالد, بسيارة فهمي على ملا من قرية جويق بأخذ الجثتين لدفنهما لوحديهما وبرفقة قلة قليلة من أهالي القرية, ليتم دفن الابن الثاني نوالدين الذي استشهد تحت التعذيب في اليوم التالي في 5/7/2012 بنفس الطريقة ليلا بعيدا عن مراسيم الدفن المتعارف وبمراقبة شديدة من المسلحين .

ثم بدأوا بسرقة محتويات منزل شيخ حنان وجاره عزالدين موسى من قرية رمضانو ليتم حرقها مع الدكاكين التجارية الكائنة في طريق راجو مقابل المصرف الزراعي, وهدمها فيما بعد ذلك بعد أن أخلوا المنازل من ساكنيها (منزل شيخ حنان – منزل ابنه عبدالرحمن – منزل عزالدين موسى- منزل ابن عزالدين موسى – دكاكين تجارية لشيخ حنان وعزالدين ).

ثم بدأت حملة اعتقالات بحق عوائل الشيوخ في قرية آفراز وأحياء مدينة عفرين (شيخ نعسان –شيخ حسن –شيخ أحمد) وعائلة عزالدين رمضانو وبعض من أقرباء العائلة, واعتقلوا 27 شخصا من بينهم والد شيخ حنان ذو التسعين عاما وقياديان في الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) PDK-S الحالي, الدكتور الصيدلاني هاشم شيخ نعسان والمهندس شيخ عبدي شيخ أحمد مع أعضاء آخرين كالعضو الفرعي في الحزب محي الدين شيخ نعسان, وآخرين من مناصري الحزب ونهج البارزاني وحملة الشهادات العالية كالماجستير( يونس شيخ نعسان) والجامعات والمعاهد وزجوهم في سجون ترنده وهوبكا وخليلانكا والسجن الأسود براجو, الذي فُتح بمعتقلي تلك العائلة في معصرةٍ بقرية شيخ بلا براجو .

بعد حملة الاعتقالات قاموا باحتجاز نساء العائلة داخل البيوت, واحتجاز كل من محمد حنيف شيخ نعسان والمهندس عبدالمطلب شيخ نعسان وفردوس شيخ نعسان, و حرق سيارة المهندس شيخ عبدالعزيزعضو اللجنة الفرعية لحزب البارتي والجرار الذي كان يقله يحيى شيخ نعسان أمام منزل شيخ حنيف شيخ نعسان, حيث جاء ذلك بعد سرقة ممتلكات ومجوهرات العائلة والعمل على هدم وحرق لمنزل شيخ حنيف كما منازل شيخ حنان وعزالدين رمضانو إلا أن مسؤولا من ال ب ي د منهعم من القيام بذلك .ثم اتجه المسلحون إلى حي الصناعة وأحرقوا مطبعة عزالدين رمضانو وهاجموا صيدلية هاشم شيخ نعسان وقاموا بالعبث بمحتوياتها ونووا إحراقها إلا أن الأهالي رفضت خوفا على حرق منازلهم في الشقق المجاورة للصيدلية و التي فوقها .

اشتهرت العائلة بانتهمائها إلى نهج البارزاني وعملهم ضمن صفوف الحزب بشكل تنظيمي ومن المشاركين الأوائل في الحراك السلمي ضد النظام السوري كما الكورد في عامودا وديريك وكوباني وقامشلو فكان لابد من وضع خطة محكمة لتلك العائلة, عائلة الشيوخ المعروفة في عفرين, ووضع حد لعملهم الحزبي والثوري وتخويف أهالي المنطقة.

توضح ذلك بعد عملية استلام وتسليم بين النظام السوري وال ب ي د من خلال قمع المظاهرات السلمية, والعمل على تنفيذ مجزرة بحق العائلة لتكون عبرة لغيرها من العوائل الكبيرة في عفرين فكان أول مجزرة في كوردستان سوريا ارتكبت من قبل ال ب ي د بحق العائلة المذكورة, فبدأت خيوط المخطط بمداهمة القرية في 29/6/2012 لاعتقال الدكتور هاشم شيخ نعسان الذي كان مطلوبا من النظام السوري لعملة الحزبي والثوري فأضيف فيما بعد اسم شيخ بكر ابن شيخ حنان إلى قائمة المطلوبين وذلك بعد أن أعلن عن تشكيل مجموعة باسم أحرارعفرين من كورد عفرين هدفها حماية المنطقة بعد بدء الأزمة فيها.

واتضح ذلك وبات جليا في الليلة التي قاموا بها بمداهمة منزل شيخ حنان في 4/7/2012 لإلقاء القبض على بكر الذي كان قد ترك الكتيبة ولجأ إلى إقليم كوردستان للانضمام إلى قوات بيشمركة روج.
فعندما بدأوا مداهمة واقتحام المنزل دارت الاشتباكات حتى الصباح, حيث استشهد كل من شيخ حنان وابنه عبدالرحمن واستشهد نوالدين تحت التعذيب .

عبدالرحمن ابن شيخ حنان من المشاركين في المظاهرات السلمية المناوئة للنظام السوري وأحد معتقلي انتفاضة 2004, وأثناء مشاركته في إحدى المظاهرات التي تم قمعها من قبل مسؤول المداهمات هفال جكدار, فنشب خلاف بينهما وصفعه على وجهه قائلا "عد إلى تركيا حيث جئت فالأرض أرضنا". ثم قام بمداهمة المنزل بعد فترة وجيرة للقبض على بكر وأخذ الثأر من عبدالرحمن في ليلة المجزرة ذاتها.

عدم تسليم العائلة للقيادي هاشم شيخ نعسان أثناء مداهمة قرية آفراز 29/6/2012 كان من ضمن الأسباب التي أدت إلى وضع خطة للعائلة بسبب ادعائهم أن تلك العائلة قللت من هيبة حزب ال ب ي د, بعد رفضهم تسليم هاشم من منزل خاله شيخ كولين إلا بعد ساعات من المفاوضات وتدخل قياديين من البارتي و من ال ب ي د لاسيما سيبان حمو القائد العام لـ YPG و هفال حسن كورزيلي .

من أحد المواقف التي أثارت غضب ال ب ي د أيضا: الخلاف الذي نشب بين هفال عدنان مسؤول ناحية موباتا وأنس شيخ نعسان ابن شيخ حنيف في المعصرة الكائنة في قرية آفراز وذلك بعد أن فرضوا عليهم دفع مبلغ كبير كدعم للحزب (ب ي د) فرفضوا المبلغ المحدد إلا كما يحلو لهم فجرت ملاسنة ومشاداة كلامية فتوعد هفال عدنان بالرد والانتقام من العائلة.

فقام ال ب ي د بتجهيز المئات من المسلحين وتطويق القرى والأحياء في مدينة عفرين, من ثم قاموا بارتكاب جريمتهم لتخويف المنطقة خاصة وباقي المدن عامة. حيث كان اجتماع الهيئة الكوردية العليا بقيادة الرئيس مسعود البارزاني عاملا مهما لإطلاق سراح المعتقليين وذلك بعد أن تعرضوا لأشد أنواع التعذيب حيث استشهد نورالدين وتشويه جسده بالكامل, كما كان الاجتماع عاملا مهما في عدم تنفيذ حكم الإعدام ب 12 آخرين من العائلة.

وأجرت ARK مع دلشان شيخ حنان ابنة الشهيد شيخ حنان تتحدث فيها عن شهادتها عن المجزرة تفاصيلها و أسبابها و نتائجها .

نص الشهادة كاملة كما ترجمتها مؤسسة آرك إلى العربية :

اسمی دلشان ابنة‌ الشهید شیخ حنان شیخ حسن من آل شيخ نعسان من منطقة عفرين قرية آفراز, في مثل هذا اليوم أقدم الـ ب ي د على مداهمة منزلنا
عندما داهموا المنزل كنت و أخي نورالدين و أبي وأمي في الطابق الأرضي و أخي عبدالرحمن وزوجته في الطابق العلوي في المنزل كان والدَي نائمَين بينما أنا وأخي نورالدين كنا ما زلنا مستيقظين .

المداهمة كانت الساعة 12 ليلا بقيادة هفال جكدار و 8 آخرون’ عندما دخلوا المنزل قالوا سنلقی القبض على بكر علما أن بكر كان في إقليم كوردستان ولم يكن في عفرين.

المداهمة كانت 12.3 تقريبا حتى 12.10 كانوا يطالبون بأخي بكر وأبي كان يقول بكر ليس هنا وأخي نورالدين كان يقول إن كنتم تريدون بكر فأنا سأقوم بتسليم نفسي لأن بكر موجودٌ في إقليم كوردستان لكن بدون جدوى ولم يقتنعوا بذلك
بدأت الاشتباكات, واستمرت حتى الصباح ,أدت إلى جرح أخي عبدالرحمن و هفال جكدار, كنا نسمع أصواتهم خارجا يقولون سلموا أنفسكم وإلا سنقوم بقصف المنزل بقذائف آر بي جى ونقتل كل الموجودين في المنزل

بعدها قام أخي نورالدين بتسليم نفسه بطلب من أبي, ثم قتلوا أبي و أخي عبدالرحمن ,و في اليوم التالي الخميس قاموا بقتل أخي نورالدين تحت التعذيب.

أثناء المداهمة تعرضتُ لجروح وأُصِبت في ظهري و دخلت شظايا في أنفي., في عفرين لم نتمكن من إجراء العملية ,هنا في إقليم كوردستان أُجريت لي عمليتان عن طريق الحزب الديمقراطي الكوردستاني.

ألقوا الأربعاء جثة أبي و أخي عبدالرحمن أمام مشفى ديرسم ولم يدعوا أحدا يقترب من الجثث حيث هددوا كل من يقترب من الجثث بالقتل في الساعة السابعة مساء, قامت أمي وجدي حج خالد بأخد الجثث إلى قريتنا آفراز لدفنهما.

في اليوم التالي اتصلوا بأمي وقالوا لها ابنك الثاني ملقى أمام مشفى ديرسم, ذهبت أمي برفقة أختي ناريشان و جدي حج خالد إلى المشفى لأخذ جثة أخي نورالدين , وهناك لم تستطع أمي التعرف على الجثة.

أثناء الذهاب إلى القرية منعوا أمي و جدي من البكاء وهددوهما بالقتل والاعتداء على الحرمات إذا ما قاموا بالبكاء لذا امتنعت أمي عن البكاء وضبطت نفسها, بعدها بدأت حملة هدم و إحراق ممتلكاتنا و منازلنا فقاموا بهدم و حرق منزلنا و منزل أخي و منزل جارنا عزالدين من قرية رمضانو ومنزل ابنيه وعدد آخر من منازل عائلتنا, والعبث وكسر وسرقة محتويات صيدلية هاشم شيخ نعسان وإحراق سيارة المهندس شيخ عبدالعزيز وجرار لابن عمنا يحيى شيخ نعسان أمام منزل عمي شيخ حنيف بالإضافة إلى إحراق مطبعة عزالدين رمضانو المطبعة المعروفة في منطقة الصناعة بعفرين.

بدأت بعدها حملة اعتقالات ,حيث اعتقلوا 27 شخصا من العائلة بينهم قياديين في البارتي – الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا كالصيدلاني هاشم شيخ نعسان والمهندس شيخ عبدي شيخ أحمد وجدي المسن ذو الـ 90 عاما و عمي شيخ حنيف ما يقارب الـ 70 عاما
بالإضافة إلى مدرسين وخريجي الجامعات وعددهم مايقارب 27 شخصا و 10 من المقربين وأصدقاء العائلة. المعتقلون ال 27 كانوا من عوائل شيخ نعسان – شيخ أحمد – شيخ حسن و شيخ معمو.

أسباب مهاجمة ال ب ي د على عائلتنا تعود إلى انتمائنا إلى البارتي و نهج البارزاني الخالد, بتلك المهاجمة أرادوا إعادة تهيئة عفرين حسب نهجهم وأحزابهم وكما يُراق لهم.

بداية الثورة السورية أعلن أخي شيخ بكر و عدد من أصدقائه من كورد عفرين عن تشكيل كتيبة أحرار عفرين لحماية منطقتهم فأصبح والقيادي هاشم من المطلوبين , بعد إعلان الكتيبة لم يقبل ال ب ي د بذلك وطالبوا بتسليم نفسه عندما أدرك أبي أن خطرا يحدّق بأخي بكر جلبه إلى مدينة قامشلو و أرسله إلى إقليم كوردستان.

في يوم استذكار مجزرة حلبجة قمنا بإعلاء علم كوردستان بطول 15 مترا فوق سطح منزلنا, الأمر الذي أدى إلى إثارة غضب ال ب ي د ,أخبرونا فيما بعد عن سبب رفع علم كوردستان. في المظاهرة الكبرى للمجلس الوطني الكوردي في عفرين هاجم ال ب ي د مسنا في المظاهرة الأمر الذي أغضب أبي و أخي.

من ضمن الأسباب أيضا انتمائنا إلى نهج البارزاني الخالد حيث أرادوا بتلك المهاجمة خلق نوع من الخوف والهلع في المنطقة ليحدوا من عمل حزب البارتي و نهج البارزاني ويمنعوا النشاطات والفعاليات فيها.

أريد أن أتطرق إلى أن أبي ضمّنا إلى حزب البارتي منذ صغرنا حيث سجل اسمي ضمن الحزب عام 2005 علما أنه لم يكن هناك فعالية كبيرة لمنظمة النساء في عفرين وأخي بكر كان منظّما في تنظيم لبنان بينما أخي مسعود انضم إلى فرقة جين التابعة للبارتي.

قبل المجزرة أرسل أبي أخي مسعود إلى إقليم كوردستان لينضم إلى قوات البيشمركة ويكمل دراسته هناك. حيث كان أخي و ابن خالي من الأوائل اللذين انضموا إلى قوات بيشمركة لشكرى روج بداية الثورة في سوريا.

قبل مهاجمة منزلنا هاجموا قريتنا آفراز لاعتقال القيادي الصيدلاني هاشم شيخ نعسان الذي كان يتواجد في بيت خاله شيخ كولين. المئات من المسلحين هاجموا القرية لاعتقال الصيدلاني هاشم ولكن بسبب رفض العائلة تسليم هاشم لل ب ي د ,تعهد القائد العام للـ ي ب ك سيبان حمو بأن لا تصيب العائلة مكروه إذا ما تم تسليمه.

كل هذه الأسباب التي أدليت بها كمهاجمة قريتنا ومنزلنا كان الهدف منها كسر شوكة المنطقة ومنع انضمام أحد للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا.

أريد أن أقدم شكري عن طريق قناة آرك للرئيس مسعود بارزاني الذي عمل عن طريق الهيئة العليا إلى إخماد لهيب المجزرة ,لأن قرارا بإعدام 12 أخرين عدا أبي وأخويّ صدر بحقهم. كما أريد أن أِشير إلى أنه عندما كان أفراد عائلتنا يتعرضون للتعذيب كان مسؤولو ال ب ي د يقولون لهم ليأتي رئيسكم مسعود بارزاني ويخلصكم من التعذيب.

أكرر ثانية شكري للرئيس الذي عمل على عدم توسيع نتائج المجزرة, في الوقت الذي تمر منطقتنا الجريحة من مأسٍ إلا أننا نطالب بمحاكمة الجناة لأننا لم نكن نحن فقط من ذاق ويلات المجازر. هناك العديد من المجازر كمجزرة شيخو في ناحية شيى وبربنة, و شرفان جقلمة و برج عبدالو و عامودا و آل بدرو قامشلو ولات حسي في كوباني واغتيال القيادي في البارتي نصر الدين برهك , نطالب بإحقاق الحق ومقاضاة القتلة.

في النهاية أقدم شكري لقناة آرك بسبب تغطيتها لأحداث المجزرة وكشف الحقائق منذ البداية حتى الآن .

بالرغم من مرور ثمانية أعوام إلا أن الأيام تمضي دون فتح تحقيق لمقاضاة ومحاكمة الجناة و القتلى أو الاعتراف أمام الملأ والاعتذار.