البطاطا المقلية تقذف بالرئيس خارج البلاد

البطاطا المقلية تقذف بالرئيس خارج البلاد

البطاطا المقلية تقذف بالرئيس خارج البلاد
شريف علي
هذا ما حصل امس في افغانستان حيث فر الرئيس الافغاني مع عددا من حاشيته الى دولة طاجكستان المجاورة بعد دخول ميليشيات حركة طالبان الى العاصمة كابول وانهيار ما كان يسمى بالجيش الافغاني مع اقتراب عناصر طالبان من كابول.التي استطاعت خلال اقل من اسبوع الاستيلاء على ما يقرب 65% من مساحة البلاد حيث بضمنها 12 عاصمة اقليمية بما فيها مدينة قندهار ثاني اكبر المدن الافغانية العاصمة الاقتصادية للبلاد .

هذه التطورات الدراماتيكية التي شهدتها افغانستان جاءت في اعقاب القرار الامريكي بسحب قواتها كاملة من أفغانستان على اثر اتفاق الطرفين في الدوحة مؤخرا وذلك بعد ٢٠ عاما من تواجدها لتعود حركة طالبان وتتصدر المشهد الافغاني من جديد ، الامر الذي يفسر بان الانسحاب الامريكي هو دعوة صريحة لطالبان بالسيطرة على البلاد وهذا يعود بالدرجة الاولى الى فشل القيادة الافغانية المدنية في تسيير امور البلد بما يخدم الشعوب الافغانية وامكانيتها لحماية المصالح الامريكية في المنطقة على مدى عشرين عاما رغم الدعم الامريكي الكبير عسكريا وسياسيا والتي قدرت بحوالي ٨٣ مليار دولار نتيجة الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة برمتها وانعدام آليات لمحاسبة الفاسدين لاسيما المؤسسة العسكرية التي انهارت في غضون ايام امام تقدم ميليشيات طالبان حيث لم تتمكن الادارة الافغانية طيلة تلك الفترة من تاسيس جيش ذو قدرات قتالية ففي الوقت الذي كانت تشير السجلات النظامية الى ان تعداد اجيش يتجاوز ال٣٠٠ الف كان العد الحقيقي لا يتجاوز ال٥٠ الف كا ذكرت ذكرت ذلك صحيف الغارديان البريطانية خلال تحقيقاتها الاخيرة في افغانستان ورغم هذا العدد القليل فان افراد الجيش كانوا يعانون الامرين جراء الاهمال من جانب الحكومة التي لم تستثمر الخبرات الأمريكية الموجودة لتطوير قدرات الجيش و معاناته من الجوع و الفساد داخل المؤسسة العسكرية خاصة في الفترة الاخيرة هذا ما اكدتها اقوال الجنود الذين تركو الخدمة مع قدوم طالبان اثناء لقاء وسائل الاعلام الاجنبية معهم حتى قالو ان غذاء الجنود انحصر في البطاطا المقلية فقط. ولم يعد هناك من نقاتل من اجله.

انه مصير القيادات والحكومات والادارات التي تمتهن سلب قوت شعوبها ولقمة عيش جنودها ومستقبل اطفالها وتقمع الكلمات الحرة في بلدانها عندئذ لا يراعيها الا شعوبها والتي لا تراعيها الا اذا اخذت استحقاقاتها كاملة من الرعاية .

من صفحات( افغانستان في قبضة طالبان)