الذكرى الـ 61 لمجزرة حريق سينما عامودا

الذكرى الـ 61 لمجزرة حريق سينما عامودا

PDK-S: شهدت مدينة عامودا في محافظة الحسكة قبل 61 عاماً، حدثًا لن ينمحي من ذاكرة المدينة، إذ شهدت في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 1960، استشهاد نحو 283 طفلًا لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً.

عُرفت هذه الحادثة بـ حريق سينما عامودا، أو مجزرة السينما، وكان حضور الأطفال بدعوة من مدير ناحية مدينة عامودا حينها، لحضور فيلم "شبح منتصف الليل", الغير مخصص للأطفال, وفي سينما لا تتسع لأكثر من 200 شخص، فيما كان عدد الحضور يصل إلى 500 طفلاً.

أما الهدف من هذه الرحلة المدرسية الكبيرة فكان بحجة دعم ثورة الجزائر من خلال جمع التبرعات.

فخلال العرض الثالث الذي استقبلته سينما "شهرزاد" ذلك اليوم، اندلعت شرارة من محرك العرض، لتمتد بعدها النيران إلى الحيطان الخشبية والأثاث، وأجساد الأطفال المذعورين.

تدافع الأطفال نحو البوابة الرئيسة ولكن كانت البوابة مغلقة من الخارج، فيما قرر بعضهم القفز من نافذة تقود إلى خارج الصالة، لكن ما لم يعرفوه هو أن النافذة تطل على بئر مفتوح تحتها، ما تسبب باستشهاد عددٍ منهم فيه.

سمع أهل المدينة صراخ الأطفال فتراكضوا لنجدتهم، وخلال تدخل الأهالي سقطت عارضة خشبية من السقف اُستشهِد على إثرها شاب أنقذ نحو 12 طفلًا يدعى محمد سعيد آغا الدقوري.

أحد الأطفال الناجين يدعى حسن دريعي، سجّل جزءاً من شهادته على المجزرة، التي سُجلت ضد مجهول منذ حكم الجمهورية العربية المتحدة، حتى وصول نظام البعث إلى السلطة، وتعرض المحامي لضغط من المخابرات إثر نشر كتابه "عامودا تحترق" عام 2005.

يذكر دريعي أن نصباً تذكارياً أقيم للأطفال في مكان الحادثة، وكانوا كورداً وعرباً ومسيحيين، وفي أول سنتين من المجزرة، كانت تحضر فرقة موسيقية كنسية لتحيي ذكراهم من النصب التذكاري، إلى المقبرة، والأهالي يسيرون خلفها.