محمد زنكنة: الوضع الكوردي في سوريا مأساوي.. وإدارة الاتحاد الديمقراطي صورة عن البعث السوري

محمد زنكنة: الوضع الكوردي في سوريا مأساوي.. وإدارة الاتحاد الديمقراطي صورة عن البعث السوري

محمد زنكنة: الوضع الكوردي في سوريا مأساوي.. وإدارة الاتحاد الديمقراطي صورة عن البعث السوري
حاوره: عمر كوجري

قال الكاتب والصحفي والمحلل السياسي محمد زنكنه حول دور المجلس الوطني الكوردي في غربي كوردستان: المجلس الوطني الكوردي كان من أوائل الأطراف السياسية التي تتواجد في غرب كوردستان بعد الثورة، وهو يمثّل الكورد في الائتلاف السوري المعارض، ولا يجب أن يبقى بعيداً عن الوضع السياسي في غرب كوردستان.

وفي سؤال حول انطباعه عن مرور خمسة أعوام على التصويت على استقلال كوردستان "الريفراندوم" قال زنكنه في حوار مطوّل وخاص مع صحيفتنا «كوردستان»: باعتقادي أن الاستفتاء لتحديد مصير كوردستان والذي عشتُ أيّامَه منذ الإعلان عنه في السابع من حزيران لعام 2017 وحتى يوم التصويت والأحداث التي صاحبت هذا اليوم، وما بعد هذا اليوم وصولاً إلى خيانة السادس عشر من أكتوبر لا يقل شأناً عن ثورة أيلول وبقية ثورات كوردستان.
وفيما يخص تواجد حزب العمال الكردستاني في كوردستان أفاد السيد زنكنه قراء كوردستان: للأسف شهدنا الكثير من الاعتداءات على المنافذ الحدودية في إقليم كوردستان، اعتداءات على قوات البيشمركة ومحاولات لزعزعة الاستقرار في إقليم كوردستان هذه بالإضافة إلى الاتفاق مع أطراف معادية لإقليم كوردستان ‏والتقرُّب من معارضي الحزب الديمقراطي الكوردستاني لأحداث بلبلة في الإقليم.
وفي رأيه عن الحوار الكوردي الكوردي بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية، قال زنكنه:
الحوار الكوردي الكوردي مهم جداً، ويجب أن يستمر، هذه العملية مستدامة، ولا يجب أن تكون مرتبطة بمناسبة معينة أو بظرف معين، وعلى جميع الأطراف الالتزام بكل ما يتم الاتفاق عليه، وأعتقد بأن الحوار الكوردي الكوردي يجب أن يعود، ويُستأنف مرة أخرى، وإلا بتشتت الموقف الكوردي ستستغل الأحزاب والأطراف ذات الصبغة الدكتاتورية الشمولية في الائتلاف السوري المعارض لحرمان الكورد من حقوقهم.
حول هذه الملفات الساخنة وغيرها .. كان هذا الحوار مع السيد محمد زنكنة:

* لنبدأ حوارنا بالسؤال المتزامن اليوم مع الذكرى الحادية والستين لاندلاع ثورة أيلول العظيمة التي أشعلها القائد الخالد ملا مصطفى البارزاني، ما انطباعكم عن هذه الثورة؟ وهل يتوقف قطار الثورات؟

** بدايةً، أشكر صحيفة «كوردستان» على إتاحة هذه الفرصة، وأشكرك شخصياً أستاذ عمر، وأحيي قرّاء صحيفتكم الغرّاء، وأتمنّى أن نكون دائماً عند حسن الظن.
ثورة أيلول أقول عنها دوماً بأنها كانت مدرسة قومية وطنية، هي لم تكن مجرّد ثورة، لم تكن ردّة فعل عصبية بل كانت صرخةً لشعب لم يكن يريد إلا حقوقه.
هذه الثورة التي قادها القائد الخالد مصطفى بارزاني رسمت لنا طريق المستقبل، وكانت أساساً لما نحن فيه الآن ‏وهي التي وحّدت الكلمة الكوردية، حيث كان ابن بادينان يستشهد في سوران، وابن اربيل يقاتل في كركوك وابن كركوك وكرميان يقودان الجبهات والمعارك في أربيل ‏ولا ننسى أيضاً مشاركة الكورد من أجزاء كوردستان الأخرى من شمال وشرق وغرب كوردستان هذا بالإضافة إلى مشاركة عدد كبير من أبناء المكوّنات القومية والدينية من تركمان وآشوريين وكلدان وسريان وأرمن، وحتى من العرب، أي أن هذه الثورة جمعت كلّ الإنسانية في بوتقة واحدة، وكان البارزاني الخالد هو الملهم للجميع، ولم ينظر إليه في أطر ضيقة.
ونستطيع أن نعتبر هذه الثورة من أحسن وأفضل وأطهر الثورات التي مرّ بها العالم، فهي لم تكن ثورة مناطقية ضيّقة، بل كانت بحق ثورةً كوردستانيةً شعبيةً جماهيريةً عارمة.

وبالتأكيد لطالما كانت هناك حاجة للنضال إن كان مدنياً أو مُسلّحاً فلن يتوقّف نضال هذا الشعب، وتستمر الثورة حتى وإن كانت بأساليب مختلفة حيث نعيش اليوم في ظل التطور التكنولوجي في ثورة مستمرة لإثبات وجودنا وذاتنا.



* بعد أيام، تحلّ علينا ذكرى عزيزة على قلب كلّ كوردي، وهي مرور خمسة أعوام على التّصويت بنسبة أكثر من 92 بالمئة (بنعم) على استقلال كوردستان في استفتاء ديمقراطي وتصويت حر، كيف تقرأ هذا الحدث البارز في تاريخ شعبنا في جنوبي كوردستان؟

**باعتقادي أن الاستفتاء لتحديد مصير كوردستان والذي عشتُ أيّامَه منذ الإعلان عنه في السابع من حزيران لعام 2017 وحتى يوم التصويت والأحداث التي صاحبت هذا اليوم، وما بعد هذا اليوم وصولاً إلى خيانة السادس عشر من أكتوبر لا يقل شأناً عن ثورة أيلول وبقية ثورات كوردستان، هذه أيضاً كانت ثورة أخرى أكّدت للجميع أن شعب كوردستان يريد أن يقرّر مصيره بالطرق السلمية دون اللجوء إلى الحرب وتهديد الآخرين.
الغالبية العظمى من هذا شعب كوردستان صوّتت (بنعم) لاستقلال كوردستان، ولم يكن من الجانب المقابل أي الحكومة العراقية وحكومات الدول الإقليمية إلا أن تعادي هذا الاستفتاء إنسانياً، فقد حاولت بشتّى الطرق أن تضيّق الخناق على كوردستان لكن إصرار شعب كوردستان والقيادة السياسية وقوة البيشمركة الذين كانوا قد خرجوا لتوّهم من معارك عنيفة وضارية ضد إرهابيي داعش أثبت للجميع أن هذا الشعب، وكما جاء في النشيد الوطني الكوردستاني هو حي ‏لا يموت ولا تُنكَس أعلامه.
أنا لا أتحدث بالعاطفة، لكنني أصف ما كنت أراه، ما عشته في تلك الأيام والتهديدات التي صاحبت أغلب من شارك في هذه العملية، ومنهم أنا شخصياً، لذلك أقول: نعم كنا في خِضَم ثورة حقيقية، هذه الثورة أيضاً وضعتنا على خطوة متقدّمة نحو مستقبلنا، ونحو تقرير مصيرنا.

* لم يتّفق الحزبان الرئيسيان الديمقراطي الكوردستاني، والاتحاد الوطني الكوردستاني على تسمية شخصية كوردية لرئاسة الجمهورية كون هذا المنصب الفخري من نصيب الكورد، برأيك من الطرف الذي يعيق هذا التوافق؟ مع أن ثمة أمل ربما قريب في هذا السياق.
**جميع الأطراف تترقب الاتفاق المتوقع بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستاني وسبل الاتفاق والحوار هي أكثر بكثير من التفرقة والابتعاد عن الصف الكوردستاني الوطني،.. نعم يتحدّث التاريخ عن خلافات عميقة كثيرة وكبيرة بين الحزبين، هذه الخلافات وصلت أحياناً إلى حد الاقتتال الأخوي، وللأسف، لكن صفحة الاقتتال طويت تماماً بعد التوقيع على اتفاقية واشنطن في سبتمبر 1998 وتوحيد إدارتي حكومة إقليم كوردستان والبدء بعملية سياسية جديدة أفرزت اتفاقات كثيرة بين الحزبين، ولكن لا يُنكر أن هناك أطرافاً خارجية تؤثر على رأي الاتحاد الوطني الكوردستاني وخصوصاً بعد الانشقاقات المتكررة التي حصلت فيه، وتحديداً بعد إبعاد المجموعة التي كانت تُتّهم دوماً بأنها تعيق تطوير العلاقة بينها وبين الديمقراطي وبين الأحزاب والأطراف السياسية الأخرى.
الاتحاد الوطني يحاول أن يحافظ على استمرارية علاقاته مع الأحزاب العراقية تَخوُّفاً من تحرّكات الطرف الآخر المنشق والذي من الممكن أن يسحب البساط من تحت قدميه والحفاظ على الاستقرار يتطلّب وجود سند قوي في بغداد، وهذا السند القوي الآن هو الإطار التنسيقي، وكلّ ما يخرج عن الإطار التنسيقي هو موافق عليه من قبل الاتحاد الوطني الكوردستاني، ولكن ومع ذلك الثقة كبيرة في الاتحاد الوطني والذي لا يمكن أن ننكر دوره النضالي في تاريخ الحركة التحريرية الكوردية وخصوصاً في ثمانينيات القرن الماضي إلى أن ما يعيق هذه الاتفاقيات هو تعدد المنابر في الاتحاد الوطني والذي يُشوّش أحياناً على الكثير من الأمور والجميع يعوّل على تدخُّل الحكماء والخلاص من هذه المعمعة وإثبات أن الأزمة السياسية في العراق لا يتحمل وزرها الطرف الكوردستاني.

* منذ ما يقارب العام، والعراق يعاني من استعصاء سياسي كبير، فبعد الانتخابات النيابية لم ينجح الافرقاء السياسيون من إيجاد ضوء في النفق، برأيك لماذا؟ ومن المسؤول في العراق عن إدامة هذه الفوضى؟

**المسؤول عن هذه الأحداث هم من تجاوزوا على الدستور. هناك 55 مادة متجاوزٌ عليها في الدستور العراقي، هذا الدستور لم يُنفّذ كما جاء في ديباجته، وفي كافة بنوده لذلك فإن المتنفذين في الحكم هم السبب الأول والأساسي لوجود كل الأزمات التي شهدها العراق هذا بالإضافة إلى عدم احترام نتائج الانتخابات وعدم احترام العملية الديمقراطية والسعي إلى تحالف شيعي كبير وضخم يضمُّ الفائزين والخاسرين في العملية الانتخابية هذا ما رفضه السيد مقتدى الصدر والذي بيّن أن الحكومة يجب أن تكون حكومة أغلبية وطنية.
الطرف الآخر الذي تؤثر عليه إيران يريد أن يثبت نفسه على الساحة السياسية العراقية لا يريد أن يخسر ما جناه طوال العقدين الماضيين لذلك يحاول بشتّى الطرق أن لا تكون هناك حكومة أغلبية وطنية.
‏التلاعب بالقضاء واستقلال القضاء سياسياً واستغلال المحكمة الاتحادية لفرض ما يريده الإطار التنسيقي هو السبب الأساس لما نحن فيه الآن.
‏في المحصلة نستطيع القول إن الطرف المستقوي والمتنفذ في العملية السياسية وصاحب النفوذ الميليشياوي هو السبب في ما وصلنا إليه الآن من انسداد سياسي.

* التظاهرات والاحتجاجات الشعبية مؤخّراً والتي تجاوزت المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد، ووصلت إلى البرلمان والقصر الرئاسي، وسقوط ضحايا مدنيين، وجرح العشرات، من وراءها؟ وماهي رسالتها؟

التظاهر وسيلة مدنية للتعبير عن الاعتراض على أي موضوع سياسي، ولكن هذه التظاهرات استغلت بالاعتداء على المتظاهرين من قبل الأطراف الميليشياوية.
هذه المظاهرات كانت للتأكيد على أن التيار الصدري يريد تشكيل حكومة وطنية ذات أغلبية واسعة دون اللجوء إلى حلول الإطار التنسيقي إلا أنها تحولت بين ليلة وضحاها إلى حرب داخلية بين أطراف، وللأسف أكثر من 30 شخصاً من مواطنين عراقيين راحوا ضحايا لهذه الاشبتاكات.
الطرفان عراقيان، والطرفان يعيشان على أرض واحدة وفي مدينة واحدة والمشكلة الأكبر بأن هذه الاشتباكات امتدت لأكثر من محافظة عراقية لكن انسحاب المتظاهرين كان بحد ذاته تفكيراً صائباً، ومهما كانت الخسائر فلن تكون بأكبر من خسارة مواطن عراقي.
الرسالة الموجّهة من خلال هذه التظاهرات من قبل التيار الصدري كانت تؤكّد على أن الجماهير هي السلاح الأقوى والقوة الأساسية للتيار الصدري، ويستطيع التيار الصدري أن يستفيد من هذه الثروة البشرية في أي وقت كان ويستطيع التيار الصدري أن يثبت دوماً بأنه هو صاحب الأغلبية وصاحب الثقل الأقوى، وقد نجحت هذه الرسالة فعلاً بدليل مجابهتها بالسلاح، ‏ولكن وفي كل الظروف لن نستطيع أن نتوقّع صوتاً جماهيرياً واسعاً قوياً في ظل وجود هذه العقليات الّتي تحكم العراق حيث لم تحقق مظاهرات تشرين النتيجة المرجُوّة، نعم تغيرت الحكومة، نعم كانت هناك انتخابات مبكّرة لكن العملية السياسية ازدادت تعقيداً ووصلت إلى حد الانسداد.

*برأيك هل تستطيع هولير أن تكون مفتاح الأمان بين الأفرقاء العراقيين؟؟ وما العوائق التي تمنع الساسة العراقيين للاستجابة لنداء الرئيس نيجيرفان بارزاني بالقدوم إلى هولير وحل مشاكلهم فيها؟؟

**في عام 2010 قدّم الرئيس بارزاني مبادرة تشكّلت من خلالها حكومة المالكي الثانية، وتم الاتفاق على 17 نقطة ولم تُنفّذ أياً منها، واليوم أيضاً يبادر الرئيس مسعود بارزاني لتقريب وجهات النظر بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري ومن خلال هذه المبادرة، أوفد الرئيس بارزاني كلاً من الرئيس نيجيرفان بارزاني والسيد محمد الحلبوسي إلى الحنانة للقاء السيد مقتدى الصدر ‏كما التقى الجانبان أي الرئيس نيجيرفان بارزاني وقادة تحالف سيادة مع قادة الإطار التنسيقي، وكان من المفترض أن تكون هناك زيارة للرئيس نيجيرفان بارزاني إلى بغداد في إطار الخطوة الثانية استكمالاً لمبادرة الرئيس بارزاني، ولكن للأسف وبسبب الظروف التي أصابت بغداد لم تكن هناك إمكانية لاتمام هذه الزيارة.
ما يمنع هذه المبادرة يكمن في العقلية السياسية المتسلطة والمصرة على تنفيذ كل ما تريده، وتطلبه بل، وتفرضه على الأطراف الباقية أيضاً، الأطراف السياسية المتنفذة تتصرف بالند مع بعضها البعض، وهي تريد أن تثبت أنها هي المسيطرة أكثر من غيرها، هذه المسائل هي التي تمنع تنفيذ المبادرات وإلا فإن جميع الأطراف السياسية بما فيها الأطراف الميليشياوية داخل الإطار التنسيقي قد رحبت بمبادرة الرئيس نيجيرفان بارزاني، ‏وأنا أرى أن الحل الأمثل لهذه المسألة هو جلوس الأطراف السياسية العراقية في أربيل والخروج بحلول سياسية قوية وعميقة للخلاص من هذا الانسداد السياسي، ولا يوجد أي مانع من أن تكون هناك جلسات ومباحثات ولمفاوضات في أربيل لكن العقلية السياسية التي تتحكم بهذا الموضوع هي التي تعيق كل مبادرة .
* المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل، لم تحل بشكل جذري منذ عام 2003 حيث سقوط النظام البعثي وحتى الآن، برأيك لماذا؟

‏لأن العقلية المُتسلّطة على الجانب الآخر، وعدم تفهُّم واستيعاب حقوق شعب كوردستان، وعدم وجود إرادة لحل المشاكل مع إقليم كوردستان والمتمثلة في أمور تتعلّق بالبيشمركة والمالية ووحدود إقليم كوردستان وتنفيذ المادة 140 وتطبيق الفيدرالية هي أسباب أساسية ومهمة في عدم تنفيذ الاتفاقات بين بغداد وأربيل وباقي المشاكل المتراكمة بين الجانبين، ولا يمكن أن نتوقع بأن تحل مشاكل عانى منها العراق لمدة 80 عاماً في عام أو عامين، ولكن مر أكثر من ثمانية عشر عاماً وما زالت العقلية (هي هي).
العملية السياسية بعد 2003 بدأت بتسلط الأغلبية والثأر، وهذا الامر كان مرفوضاً من قبل الجانب الكوردستاني منذ انتفاضة عام 1991. ‏فإن كانت العقلية السياسية في العراق عقلية حكم حقيقية لكان التنافس فيها على مَن يبني ومَن يعمّر، ومن ينجح في إرساء دعائم وقواعد الامن؟! للأسف تعاني غالبية مدن العراق من الكثير من المشاكل المتعقلة بالوضع الأمني والبيئي والصحي بالإضافة إلى الفساد المستشري في كافة مؤسسات الدولة، إذاً: عقلية الحكم وعقلية الاستبداد والاستيلاء وفرض الرأي على الآخر هي السبب الأساسي والحقيقي في عدم وجود حلول لمشاكل العراق وليس فقط مع الجانب الكوردي.

* من هي الأطراف التي تعطّل العملية السياسية والتوافق في إقليم كوردستان؟ ومن يحرّكها لمصلحته؟

**لا نستطيع أن نشخّص طرفاً بعينه ممن يريدون إعاقة العملية السياسية، ولكنْ، هناك أطراف مجتمعة تشكّل أحياناً مايشبه الجبهة المضادة لكل ما يكمن في مصلحة إقليم كوردستان، وهذه المسألة لا تخلو من دعم خارجي أو من أطراف تريد أن تتصيد في الماء العكر. حزب العمال الكوردستاني ومنذ تسعينيات القرن الماضي وحتى قبل هذا التاريخ وللأسف يحاول جاهداً أن لا تنجح التجربة السياسية في إقليم كوردستان بدليل ما ورد في كتاب الرئيس مسعود بارزاني والذي يبين بأن الـPKK حاول اغتياله في عام 1993 .
في عام 2010 زار وفد من حزب العمال إقليم كوردستان والتقى بالأحزاب السياسية الكوردستانية، وطالب بتغييرات جذرية في العملية السياسية في كوردستان بتأسيس أحدهما سياسي، والآخر عسكري، ورفض هذا الموضوع رفضاً تاماً لان القيادة السياسية في الاقليم لا تؤمن بشرعية الثورة ولا الشرعية العسكرية، أي لا تقبل بعسكرة المجتمع، بل بوجود برلمان وحكومة وقضاء ومؤسسات.. النضال الكوردي كان بهدف إرساء دعائم المدنية والديمقراطية.
للأسف شهدنا الكثير من الاعتداءات على المنافذ الحدودية في إقليم كوردستان، اعتداءات على قوات البيشمركة ومحاولات لزعزعة الاستقرار في إقليم كوردستان هذه بالإضافة إلى الاتفاق مع أطراف معادية لإقليم كوردستان ‏والتقرُّب من معارضي الحزب الديمقراطي الكوردستاني لأحداث بلبلة في الإقليم.

لا شك أن هناك أطرافاً أخرى أو أحزاباً سياسية في داخل الإقليم تعمل على هذه النغمة، ‏ولكن في كل الظروف وفي كل الأحوال هناك من الحكماء في الأحزاب السياسية الكوردستانية ما يكفي لتدارك جميع هذه المشاكل مع الأخذ بعين الاعتبار أن استمرار هذه المشاكل سيعود ضرره على الجميع .
إقليم كوردستان مكانٌ آمنٌ، مكانٌ يلجأ إليه الغريب قبل القريب لوجود حكم مستقر وعملية سياسية مستقرة، وأي ضرر يصيب الإقليم سوف يكون مرجوعه سلبياً على الجميع، ولن يُستثنى أحد، والعدو لم يستثنِ أي كوردي مهما كان ومن أي حزب كان.

* لماذا حتى الآن لا يذهب الساسة الكورد إلى بغداد بإرادة قوية، وورقة واحدة، وتصميم على تثبيت حقوق الكورد؟
‏ لا يوجد أي عائق أو مانع من وجود إرادة قوية وجبهة كوردستانية قوية في بغداد، وهذا ما كان موجوداً فعلاً وعمل الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات على تشكيل وفود مشتركة كانت تزور بغداد، ولكن وللأسف الاتحاد الوطني الكوردستاني، وبحجج واهية تنصّل من هذا الموضوع وخصوصاً بعد إصرارهم على ترشيح الدكتور برهم صالح لرئاسة الجمهورية، العوائق غير موجودة أصلاً، ولكن للأسف هناك أطر تتحكّم في القرار السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، الاتحاد الوطني يحاول بشتى الطرق أن يقوي علاقته بأطراف الإطار التنسيقي، الإطار التنسيقي يستغل مشاكل الاتحاد الوطني والانشقاقات التي تحصل فيه، وهذا ما يؤدّي إلى وجود شيء من التوتر أحياناً بين الديمقراطي والاتحاد، ولكنني أعتقد أن هذا الظرف لن يستمر وخصوصاً باستمرار التوترات السياسية، فحتى لو تشكّلت حكومة عراقية، فلن تصمد كثيراً، وفي كل الأحوال الجميع متفق على إجراء انتخابات مبكرة.
* منذ سنوات طويلة، حوّل حزب العمال الكردستاني أراضي إقليم كوردستان إلى ساحة حرب مع تركيا، وتسبّب في تهجير مئات الآلاف من قراهم الحدودية، ومتواجد في شنكال، برأيك لماذا؟
**المؤتمر الأول لحزب العمال الكوردستاني شهد العديد من التوترات بسبب مطالبة عدد من القياديين في الحزب إلى تبنّي عملية صلح مع الأحزاب الكوردستانية في جنوب كوردستان وللأسف انتهى المطاف بهم إلى التصفية الجسدية، وأقصد هنا كلاً من جتين كونكور واحمد شنر.
‏وفي بداية ثمانينيات القرن الماضي كانت هناك مبادرات من قبل الشهيد إدريس بارزاني للصلح مع حزب العمال إلا أن هذه المسألة لم تتم بسبب تعنت قيادات الـPKK .
الرئيس مسعود بارزاني أيضاً ذكر أن السيد أوجلان قال له شخصياً إن ضرب مقرات الحزب الديمقراطي من قبل مسلحيهم كان خطأً كبيراً، وفي المُحصّلة حزب العمال الكوردستاني مازال يرى أن كوردستان وبجميع أجزائها يجب أن تكون ضمن سلطته، وتحت إمرته، وأن تكون جميع الأحزاب الكوردستانية الأخرى تحت سيطرته. التشتت في شعارات الـPKK بالمطالبة بكوردستان مستقلة ثم المطالبة كونفدرالية عالمية من المغرب إلى أفغانستان والتحوُّل ‏الفجائي إلى شعار إخوة الشعوب وانصهار الشعوب بعضها ببعض في ظل وجود أطراف أخرى دخيلة على حزب العمال الكوردستاني يؤكد أن هناك تخبطاً كبيراً في أهداف هذا الحزب.. ‏

حزب العمال لا يؤمن بعملية سياسية مدنية، هم لا يؤمنون بأن القضية الكوردية يجب أن تحل بالطرق السياسية.
أنا دائما أقول إن حزب العمال عبارة عن قيادة فاسدة ومقاتلون مُغرر بهم بشعارات، وهمية وكاذبة لا تمت للواقع بصلة هذا الحزب يريد أن يثبت للجميع أنه هو الأَوْلى بقيادة شعب كوردستان.

* أكثر من مرة خيّم أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي وبدعم من حزب العمال قرب معبر سيمالكا، ووصل الأمر إلى الهجوم على المعبر، والتعدي على الموظفين، وهو يعدُّ الشَّريان الذي أمر الرئيس مسعود بارزاني بتدشينه بالنسبة لكورد غربي كوردستان، ماذا كانت رسالتهم؟

**هذه الحركة.. وتعمّد الفوضى لم تكن الوحيدة، ففي عام 2013 عندما حفر خندق في مناطق قريبة من الحدود التي تربط جنوب كوردستان بشمالها وغربها لغرض حماية الإقليم من هجمات داعش على أثر وجود معلومات أمنية سرية أفادت أن داعش يريد أن يتسلل إلى إقليم كوردستان من خلال الحدود مع سوريا والممتدة من ربيعة وسنجار وصولاً إلى المناطق المتاخمة للحدود التركية ليتظاهروا بالآلاف أمام المنافذ الحدودية للإقليم.

رسالتهم واضحة هم يريدون فقط أن يبثوا البلبلة في داخل الإقليم، ويستغلوا أية فرصة للاقتتال الداخلي الكوردي الكوردي، يريدون أن يبينوا للجميع أنهم أقوياء، ويستطيعون أن يمنعوا تطوُّر تجربة إقليم كوردستان هذه رسالتهم وإلا فما الفائدة من وجودهم في هذه المناطق؟ وما الفائدة من وجودهم في سنجار والتي يريدون ملئها بدواعش مخيم الهول؟
هم يريدون أن يثبتوا أنهم ما زالوا موجودين، وإن تكرار اسم الـPKK هم على مسامع الناس عبر وسائل الإعلام هو أقصى ما يمكن أن يفعلوه .
ولا ننسى، وبكل أسف، وأقول للأسف لأنني لا أرغب بوجود اي كيان او حزب كوردي في قوائم الإرهاب إلا أن الواقع لا يمكن إخفاؤه أو التغاضي عنه حيث ان الـ PKK مازال مدرجًا في قوائم الإرهاب العالمية .

* لننتقل إلى الملف السوري وغربي كوردستان، كيف ترى وضع الكورد في غربي كوردستان، وكيف تنظر إلى مصير الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي في وقت أنها لا تتلقى أي دعم لا محلي ولا خارجي " على مستوى الاعتراف بهذه الإدارة" ؟

**الوضع الكوردي في سوريا مأساوي بكل صراحة هناك حكومة في سوريا لا تعترف بالوجود الكوردي هناك اكثر من ثلاثة ملايين كوردي في سوريا محرومون من حقوق المواطنة الحقيقية، والانتماء الحقيقي.
الادارة الذاتية والتي تُدار من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي المدعوم من حزب العمال الكوردستاني ليس ‏إلا صورة ونسخة بديلة لنظام البعث السوري، والنظام الايراني في روجافا. في حين أن ‏بشار الأسد شخصياً نعتهم بالمجرمين..!!
الادارة الذاتية تريد أن تفرض رأيها هي فقط، هي لا تريد مشاركة الطرف الآخر الكوردي، ولا تريد أن تكون هناك مقرات لاحزاب كوردستانية لا تنتمي لها.
أنا شخصياً، أؤكد أن الوجود الكوردي مهم جداً حتى لو اعترضنا على آليته، هذا الوجود الكوردي اليوم، ولا مندرج تحت اسم الادارة الذاتية من الممكن أن يكون أساساً لتعديلات مستقبلية تختلف عن الدكتاتورية الحالية، ولكن وبكل أسف يستغل حزب الاتحاد الديمقراطي عدم رغبة الطرف الآخر للاقتتال الداخلي لكي يجبره على الانجرار الى مايريده.
‏ بكل صراحة فإن مصير هذه الادارة سيكون معلقاً ما بين إرضاء إيران وسوريا، والخضوع لهما أو التسليم تماماً إلى تركيا والتي تتقدّم، وتتوغل بين الفينة والأخرى في غرب كوردستان، وهذا مما سيؤثر كثيراً على الوجود الكوردي.
لننظر إلى الواقع أين هي عفرين الآن؟ الم تكن سري كانييه وگـري سپـي تحت سيطرتهم؟ الجواب واضح والتصرف واضح جداً، والمصير للأسف سوف يكون بهذا الشكل كل ما استمرت الادارة الذاتية بتعنتها.

* ما تحليلك لتواجد الأمريكان في غربي كوردستان، هل " يُشد" بهم الظهر؟
من الضروري أن تكون هناك محاور للعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصاً أن تواجدها في هذه المنطقة وعلاقتها مع الكورد ليست جديدة، ولا يمكن أن ننكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن مصالحها لذلك من الضروري جداً أن تتواءم المصالح العامة لأيِّ جزء من أجزاء كوردستان مع المصالح الأمريكية لنطمئن على الاقل وجود علاقة صداقة متينة مع أكبر دولة في العالم.
السياسة عبارة عن مصالح، ولا يمكن أن نقول إننا سنعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية في الشأن الكوردي في غرب كوردستان والتاريخ مليء ‏بمراحل الخذلان التي تعرّض لها الكورد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية .
الامريكان يبحثون عن النفط في غرب كوردستان وفي سوريا بشكل عام، الأمريكان لا يتعاملون مع جهة بحد ذاتها هم يتعاملون مع الامر الواقع هم يتعاملون مع الادارة الذاتية وفي ذات الوقت يدرجون الـPKK ضمن قوائم الارهاب.
لكن من الضروري أن تكون هناك جبهة كوردية موحدة قائمة على أساس المشاركة والشراكة والديمقراطية في هذه المنطقة فستكون الولايات المتحدة الأمريكية داعمة لهذا المشروع، وسيستمر وجودها في هذه المنطقة، وسيكون وجودها قوياً جداً، ‏ومن الممكن أن ينتج عن هذا الوجود إقرار منطقة آمنة على غرار إقليم كوردستان في عام 1992 بإصدار القرار 688 من قبل مجلس الأمن.

* تدخّل الرئيس مسعود بارزاني من أجل اتفاق بين الأطراف السياسية في غربي كوردستان، عبر اتفاقيات هولير 1 و هولير2 واتفاقية دهوك قبل عدة سنوات، برأيكم من أوقف هذه المبادرة، وتعمّد إفشالها؟
الرئيس مسعود بارزاني كان دوماً صاحب المبادرات التي تقرّب وُجُهات النظر بين الأطراف الكوردية وحتى غير الكوردية، نتذكر أن الرئيس بارزاني وفي عام 2006 سافر إلى بغداد لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السنية والشيعية هذا بالإضافة إلى مبادرة عام 2010 .
نعم فيما يخص الجانب الكوردي للرئيس بارزاني أيضاً مواقف مهمة جداً نستذكر منها مسألة إرسال قوات البيشمركة إلى كوباني لتحريرها من إرهابيي داعش ‏هذا بالإضافة إلى الاتفاقية الأولى والثانية لأحزاب غرب كوردستان من الجبهتين.
وأرى أن السبب في عدم تطبيق هذه الاتفاقيات أو إعاقتها ‏هم بكل صراحة ‏الأطراف والاحزاب والجهات المنضوية تحت راية ‏حزب الاتحاد الديمقراطي المدعوم من قبل حزب العمال الكوردستاني. أي أن حزب العمال الكوردستاني وبشكل مباشر أو غير مباشر هو المتسبب الأساسي في عدم تطبيق هذه الاتفاقية لأن هذه الأطراف لا تمتلك قرارها المستقل هذه الأطراف تأخذ التوجيهات من جهات خارجية، وهم لا يفقهون العمل السياسي، ولطالما استمرّت هذه التَّصرُّفات، فلن نجد أية اتفاقية، ولن نجد أية مبادرات ناجحة في غرب كوردستان.

* يعاني الكورد في غربي كوردستان من قمع سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي، وضغط كبير على المجلس الوطني الكوردي وأنصاره، برأيك ماالسبيل لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة؟
‏لا أودُّ أن أكون متشائماً، لكنني لا أرى أية بوادر للحل في غرب كوردستان لطالما استمرت سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي بهذا الشكل وبهذه الطريقة.
المجلس الوطني الكوردي كان من أوائل الأطراف السياسية التي تتواجد في غرب كوردستان بعد الثورة وهو يمثل الكورد في الائتلاف السوري المعارض، ولا يجب أن يبقى بعيداً عن الوضع السياسي في غرب كوردستان، ولا يجب أن تكون هناك انفرادية في الحكم، دكتاتورية نظام البعث السوري هي التي أشعلت الثورة، ولطالما كان نظام الأسد معتمداً على إيران أو روسيا أو غيرهما، فإن استمرار حكمه هو مجرد مسألة وقت، لذلك على الإدارة الذاتية انتهاز هذه الفرصة بإخراج روجافا من هذه المعاناة، ‏وإبعاد المجتمع عن العسكرتارية والكف عن خطف الأطفال القصر والزجّ بهم في مجالسهم العسكرية عنوة.

* كيف تنظرون إلى الحوار الكوردي – الكوردي حالياً والمتوقف منذ أكثر من سنة ونصف؟ ومن هي الجهة التي تقف بالضد من إنجاح هذا الحوار؟
‏أعود وأكرر، واؤكد بأن حزب العمال الكوردستاني والأطراف المدعومة منه قبله هي التي تعيق هذه الحوارات.
الحوار الكوردي الكوردي مهم جداً، ويجب أن يستمر، هذه العملية مستدامة، ولا يجب أن تكون مرتبطة بمناسبة معينة أو بظرف معين، وعلى جميع الأطراف الالتزام بكل ما يتم الاتفاق عليه، وأعتقد بأن الحوار الكوردي الكوردي يجب أن يعود، ويُستأنف مرة أخرى، وإلا بتشتت الموقف الكوردي ستستغل الأحزاب والأطراف ذات الصبغة الدكتاتورية الشمولية في الائتلاف السوري المعارض لحرمان الكورد من حقوقهم.

* ثمّة حديثٌ دائمٌ عن استقلالية القرار السياسي في غربي كوردستان، كيف يمكن أن تتوفر هذه الاستقلالية؟
مع أن الأمر صعب لكنه ليس مستحيلاً، لكن الحل برأيي يكمن في وجود مؤتمر قومي كوردي وطني شامل في غربي كوردستان بمشاركة جميع الأطراف المنضوية تحت راية المجلسين، ‏وأن يعقد الطرفان جلسة للصلح، واتفاقاً شاملاً للعمل السياسي على غرار اتفاقية واشنطن بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستاني برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، بهذه الطريقة من الممكن أن نرى اتفاقاً على قرار موحّد وموقف موحّد ‏وأساس قويٍّ لإدارة غرب كوردستان هذه المسألة بالتأكيد لن تتم بهذه السهولة، وهناك أطراف تعترض عليها، وهناك من سيعترض أصلاً على كلامي، ولن يتقبل هذا الحل لماذا؟ لأنهم ما زالوا يسعون إلى وجود سلطة انفرادية في هذه المنطقة؟!!
استقلالية القرار الكوردي في غربي كوردستان لا يمكن أن تبنى من خلال وجود أطراف تعتمد على الأجندة الإقليمية وتنفذ كل ما يملى عليها من الخارج .
الاستقلالية في القرار السياسي تعتمد على وجود اتفاق وشراكة ووجود ميثاق وطني وقومي وإدارة موحدة مشتركة بين جميع الأطراف السياسية.

*برأيكم، ما مصير حزب العمال الكردستاني في سوريا، وسط لقاءات أمنية على مستوى عال بين الجانبين التركي والنظام في دمشق؟
‏**لطالما كان حزب العمال الكوردستاني معتمداً على إيران وسوريا، ولطالما كان الأداة التي تنفذ بها إيران وسوريا أجندتها في المنطقة في غرب وجنوب كوردستان أعتقد بأن بقاءهم سيكون طويل الأمد.
ولطالما كان هناك حكمٌ للبعث السوري في المنطقة، ولكن مع أي تغيير أو مع أي ربكة أو مع أي سقوط لأحد النظامين إن كان السوري والإيراني سيتشتت حزب العمال الكوردستاني، ولا استبعد أن يكون هناك إقتتال داخلي في صفوف هذا الحزب، وخصوصاً مع استمرار الانشقاقات ومع استمرار التصفية الجسدية لأعضاء وقياديي هذا الحزب.

*مارأيك بأداء المجلس الوطني الكوردي في سوريا سياسياً، وهل وجوده في الائتلاف السوري المعارض يعرقل وجوده وتواجده في ساحة غربي كوردستان؟

المجلس الوطني الكوردي مُكبّل بكل أسف، هناك أطراف في داخل الائتلاف السوري تستغل الخلاف الكوردي الكوردي للتهرُّب من الحقوق الكوردية القومية والوطنية والإنسانية المشروعة بالإضافة إلى ذلك، أحزاب المجلس الوطني الكوردي مُحارَبة من قبل حزب ‏الاتحاد الديمقراطي لا يمكن أن ينتقد المجلس الوطني الكوردي في هذه الحالة لأنه محاصر من قبل الجانبين، وأداؤه مهدد سورياً وكوردياً.
‏ ‏الأطراف المنضوية تحت راية حزب العمال الكوردستاني تحرق مقرات المجلس الوطني، ولا تريد لها أن تبقى لذلك أرى بان انتقاد أداء هذا المجلس غير طبيعية.
هناك فرق بين التعاون مع تركيا على سبيل المثال وبين ترك الأرض والمقرات العسكرية لتركيا، المجلس الوطني لم يكن متواجداً عسكرياً في المناطق التي سيطرت عليها تركيا، ولم يكن يحكم عسكرياً ليترك كل هذه القواعد العسكرية لتركيا.
المجلس الوطني الكوردي في سوريا، عليه الكثير من المسؤوليات، نعم لكنه ممنوع من ممارسة هذه المسؤوليات ‏ولا يمكن له أن ينسحب من الائتلاف لأن الحجة سوف تكون أقوى من قبل الأطراف الشوفينية لمحو كل مشاركة كوردية في المستقبل السياسي السوري.
* هل تعتقد أن المحرقة السورية والمستمرة منذ أكثر من عقد، يمكن أن تحل قريباً؟ وسط محاولات محمومة للنظام في إعادة تدويره من جديد عبر بوابات عربية ودولية؟
هناك تخبُّط عربي ودولي كبير حيال الوضع في سوريا ولكن مايجذب الانتباه أن الدول الغربية إن كانت أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية لا تتحرك بإيجابية تجاه تغيير نظام الحكم في سوريا على غرار ما حصل في تونس ومصر وليبيا، ‏ولكن الايجابي هنا أن المقاطعة السياسية العربية للنظام السوري مازالت موجودة على الرغم من وجود زيارات متبادلة لدول من الخليج العربي إلى سوريا ودعوة بشار الاسد لهذه الدول إلا أن مؤتمر القمة العربي في الجزائر لم يدعُ بشار الأسد، وبقي مقعد سوريا فارغاً في مؤتمر القمة العربية، ومن جهة أخرى كان هناك أمل في وجود تقارب تركي سوري، ولقاء منتظر بين أردوغان والأسد، هذا الأمر أيضاً لم يحصل، ولا أعتقد أنه قريب وحتى لو تم فلن يكون على الأقل في هذا العام لذلك فإن دول العالم مطالبة بإيقاف هذه المحرقة المستمرة في سوريا ولكنني لا أرى حلاً قريباً لنظام الحكم، ولا أرى أية تعديلات أو إصلاحات لحكومة البعث السوري، فنظام البعث هو البعث بكل عنصريته ودكتاتوريته إن كان عراقياً أو سورياً، وأؤكد أن إسقاط حكم بشار الأسد يجب أن يكون من الخارج لأن إسقاطه من الداخل لم ينجح، وفي كلتا الحالتين فإن الأوضاع سوف تكون مزرية في سوريا.

● على مستوى الزمالة الإعلامية، أنت دائم التواجد في الميديا العربية، تدافع عن القضية الكوردية بصبر وثبات، لو تتحدث عن هذه التجربة، وهل نجحتم كإعلاميين كورد في تغيير مواقف المشاهد العربي حيال القضايا الكوردية؟
أول ظهور لي في برنامج باللغة العربية كان في عام 2005 عبر قناة عشتار الفضائية هذه القناة كانت قناة تبث برامجها لإخوتنا المسيحيين من المكوّنات الآشورية والسريانية والكلدانية، وكانت فيها برامج باللغة العربية والكوردية، هذا بالإضافة إلى اللغة السريانية منذ ذلك الوقت بدأت أظهر، وأتواجد شيئاً فشيئاً على بقية القنوات العربية، ولكن الانطلاقة الحقيقية كانت في عام 2014 مع وجود هجمات تنظيم داعش الارهابي للموصل وتهديده لإقليم كوردستان.
التجربة بكلّ صراحة كانت غنية، ومغنية لي، وكانت سبباً مهماً في التعرُّف على الكثير من الزملاء الإعلاميين في مختلف القنوات العربية من مختلف الجنسيات، وهذه العلاقة تطوّرت إلى صداقات، وهذه المسألة أيضاً كانت لها الكثير من الفائدة لي ‏.
‏أما فيما يتعلق بالموقف العربي تجاه الوضع الكوردي بشكل عام نستطيع أن نقول إننا حينما كنا نظهر من نظهر من الكورد عبر القنوات العربية كنا سبباً في أن يتعرّف المتابع العربي على الوضع في كوردستان، ويعلم ما الذي يحصل في اقليم كوردستان؟! .
ولكن إن قلنا إننا نستطيع تغيير النظرة العربية، فهذا أمر صعب لأن النظرة الشوفينية الموجودة لدى البعض من المستحيل أن تتغير، ولا أنكر في نفس الوقت إن هناك الكثير من العرب يحملون مشاعر طيبة تجاه الكورد، إلا أن النظرة الشوفينية المُتجذّرة عندما يقتنع بها صاحبها فلن يستطيع لا محمد زنكنة ولا غيره تغييرها.

* تكتب المقال السياسي، وأنت وجه تلفزيوني، ولديك برامج تلفزيونية، أين تجد راحتك على مستوى مهنة الصحافة؟

**العمل الإعلامي بشكل عام، والعمل الصحفي متعة قبل أن يكون عملاً أو مهنةً للتكسب، ‏لا أستطيع أن أحبس نفسي في مجال معين، مهنتي هي الإعلام، والشهادة الجامعية هي العلوم السياسية، ومن خلال الإعلام عملت في مجال السياسة كتابةً وظهوراً في القنوات الفضائية هذا بالإضافة إلى تقديم البرامج.
أول برنامج قدّمته في حياتي كان باللغة التركمانية ثم قدّمت العديد من البرامج والفقرات الأخرى باللغتين الكوردية والعربية، وظهرت حتى في بعض القنوات باللغة الإنجليزية وحتى التركية، إذاً: المسألة لا تتعلق بجانب معين، بل تتعلق بإلهام أو فكرة أو مسألة أريد أن أعبّر عنها .
أنا أجد نفسي في كل المجالات، ولا يعني هذا أنني أشتت نفسي، وأركّز في العمل الذي أقوم به إن كان إعداداً وتقديماً لبرنامج حواري، أو برنامج وثائقي هذه المسألة تعتمد على حبي للعمل والفكرة.
ضيف «كوردستان» - بروفايل
-الاسم: محمد فخرالدين محمد نوري
-الاسم الصحفي (محمد زنكنه)
- من مواليد: 15/3/1984
-التحصيل الدراسي: بكالوريوس علوم سياسية من كلية القانون والسياسة، قسم السياسة-جامعة صلاح الدين.
-يتحدث باللغات الكوردية والعربية والتركية (التركمانية واللاتينية التركية) ويتقن الانكليزية.
-بدأ العمل في المجال الإعلامي في عام 1999 في القناة الرسمية لحكومة اقليم كوردستان.
-عمل في إذاعة وتلفزيون الإقليم كمذيع ومراسل في القسم التركماني عام 1999 – 2002 وفي إذاعة الحقيقة 2002 - 2004 كمذيع ومقدّم برامج بثلاث لغات.
-عمل في صحيفة (الحقيقة) كمسؤول للقسم الكوردي
وكتب مقالات في صحيفة (نداء المستقبل) في عام. 2003.
-عمل في صحيفة (خبات)-النضال، من عام 2004 كمراسل ومترجم ومُصحّح ثم مسؤولاً بعض الصفحات.
-عمل مراسلاً في مجلة (الصوت الآخر)– من 2009 – 2011 .
-عمل كمراسل لصحيفة (الشرق الاوسط) لمدة مايقارب العام.
-عمل كمقدم لبرامج حوارية وسياسية وكمترجم فوري في قناة (زاكروس الفضائية) منذ عام 2018 .