الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا: البارزاني الخالد حصيلة دروس وعِبَر ومناهج ثورية

الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا: البارزاني الخالد حصيلة دروس وعِبَر ومناهج ثورية

PDK-S: أحيا المجلس الوطني الكوردي في سوريا في مدينة قامشلو بكوردستان سوريا, يوم أمس 1 آذار 2023, الذكرى السنوية الرابعة والأربعين لرحيل الأب الروحي للكورد القائد البارزاني الخالد, وألقيت في المراسم كلمات عدة من قبل الأحزاب السياسية, من بينها الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا, جاء فيها:

الأخوات والإخوة الأعزاء
ممثلو الأحزاب الشقيقة والصديقة
الحضور الكريم
تمرُّ علينا اليوم الذكرى السنوية الرابعة والأربعون لرحيل القائد والرمز الخالد مصطفى البارزاني، أعظم قائد كوردي وأشهر رمز للثورة الكوردية في العصر الحديث، وأحسن قدوة لأبنائنا.

إنه حصيلة دروس وعِبَر ومناهج ثورية، إضافة لسماته الشخصية المتميزة والتي تكاد أن تكون معجزة، كقائد عسكري مؤهّل ومتمرّس وسياسي محنّك، كان يصدر قرارات حاسمة تعجز عنها المؤتمرات الكبيرة، بالرغم من العثرات والمحن، وتعقيدات الوضع الدولي، ومسيرته الظافرة وخوضه لنضالات سياسية وعسكرية أبرزها ثورة أيلول الوطنية المجيدة دفاعاً عن الحقوق القومية للشعب الكوردي ثورة استثنائية لم يُمارس فيها الاختطاف والاغتيالات التي كانت سائدة في سلوك القوى الثورية في ذلك الوقت. بل أن دعوته إلى نبذ العنف والإرهاب، والتمسُّك بالديمقراطية تبيّن أنها أصبحت بعد خمسة عقود من الزمن سمة عصرنا الحديث عصر العولمة، الأمر الذي يكشف مدى عبقرية البارزاني الخالد وسِعَة أفقه.

لقد عمل القائد الخالد البارزاني على إخراج القضية الكوردية من نطاقها المحلي الضيق لتصبح إحدى أهم القضايا في الشرق الأوسط، وظل طيلة سنوات عمره صخرةً صلدة تحطّمت عليها كافة الهجمات والمؤامرات الداخلية منها والخارجية، وارتدت إلى نحورها حتى تكللت باتفاق ١١ آذار ١٩٧٠ والاعتراف الرسمي بالشعب الكوردي في العراق.

وتخطّى نفوذه دائرة كوردستان العراق إلى أوسع فئات الشعب الكوردي وإلى كافة أجزاء كوردستان وهو الملهم لانطلاقة الأحزاب السياسية الكردية فيها ورمز نضالها، وتجاوز ذلك إلى أرجاء العالم حيث يتم التعرُّف إلى الشعب الكوردي والقضية الكوردية من خلال شخصيته الفذة وفي المحافل الدولية، وأصبح هوية الكورد .

كما عزّز قيم العيش المشترك بين كافة المكوّنات القومية والدينية المشتركة في المجتمع الكوردستاني، وقاتل تحت إمرته الكوردي والسرياني الآشوري والتركماني، المسلم والمسيحي والإيزيدي والفلاح والإقطاعي..

حمل قضية شعبه دون كلل أو ملل، أو مساومة، وقاتل بلا هوادة، واعترضت طريقَه كافة أشكال المصاعب حتى بات مدرسة مكتملة في الوطنية والإخلاص والتضحية، لم يربط الخالد البارزاني قضية شعبه بأية اعتبارات دولية أو إقليمية سوى مصلحة شعبه، حيث سطّر أروع ملاحم البطولة والفداء حتى وافته المنية في ١ آذار ١٩٧٩

وبرحيله فقد الشعب الكردي الأب والقائد والمعلم والرمز الخالد مصطفى البارزاني الذي كان جلّ حياته وقفات عزّ وافتخار للشعب الكوردي ولاجياله المتعاقبة، فلم يدخل مكاناً إلا وكان للكورد فيها مصلحة وما خطا خطوة إلا لأجل الكورد وكوردستان.

المسيرة مستمرة بزخم أكبر بزعامة فخامة الرئيس مسعود بارزاني الذي هو خير مَن يقود هذه المسيرة النضالية الظافرة لشعبنا، وبأوجهها المتعددة داعياً على الدوام إلى تجسيد القيم الإنسانية المثلى، ويحظى سيادته بتقدير الشعب الكردي وجميع رؤساء العالم بالآخص العالم المتحضر منهم، وأصبح ضمانةً لحقوق شعبنا الكوردي في كافة أجزاء كوردستان .

وتجلّت هذه الخصال العظيمة مؤخراً في كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، وبجهود فخامته تم إيصال المساعدات إلى المنكوبين خاصة في عفرين وجنديرس والمناطق التابعة لها، عن طريق مؤسسة البارزاني الخيرية التي أبلت بلاءً حسناً في تقديم المساعدات للمتضررين جراء ذلك الزلزال الرهيب.

إننا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا وإلى جانب إخوتنا في المجلس الوطني الكردي في سوريا مستمرّون في النضال من أجل تأمين الحقوق القومية للشعب الكردي، والتحلّي بروح التحدّي في هذه المرحلة الدقيقة والمصيرية التي نمرُّ بها، وإلى جانب أبناء الشعب السوري المطالبين بالحرية والانتقال بسوريا إلى دولة متعددة القوميات والثقافات والأديان يضمن دستورها الحقوق القومية لشعبنا الكردي.

وبهذه المناسبة الجليلة، نجدّد العهد، ونقول لكم أيها القائد الخالد إنكم تسكنون في قلب كل كردي وطني شريف، وستبقى رسالتكم الخالدة وتراثكم النضالي مناراً نهتدي به في حزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا، وتحظى باحترام كل الشرفاء في العالم .

ننحني إجلالاً وإكباراً ووفاءً لنضالك ونهجك القويم نهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد.
وستبقى خالداً في ضمائرنا ماحيينا.
والسلام عليكم
اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا