السجون ورحلة الصمود من أجل الحريه

السجون ورحلة الصمود من أجل الحريه

السجون ورحلة الصمود من أجل الحريه
عمر إسماعيل
خلال رحلتنا الطويلة في السجون والافرع الأمنيه والمخابرات منذ لحظة الاولى من دخولنا لقسم المخابرات بتهم سياسية جاهزة والاستجواب الشكلي ومحاكمتنا بجربمة الانتماء الى الاحزاب الكورديه أصحاب المشروع القومي اتذكر اللحظات الأولى في الزنزانة ولحظات انتظار أيام وشهور دون أن نعرف مصيرنا وكيفية الحكم دون أسس قانونية فقط من خلال التقارير الأمنيه بحقنا كنا نعيش صراعاً بين الحياه والموت وحتى تحين لحظة الإفراج عنا كانها حلم لاتصدقه وتلك رحلة لا تتم إلا بالصبر، فهو بالنسبة للمعتقلين مفتاح الفرج ووسيلة التحمل الوحيدة، كان الصمود والإيمان بقضيتنا القومية المقدسه وسيلة المعتقلين داخل السجون للحفاظ على توازنهم أمام العقوبات اليوميه ومسرحيات عناصر المخابرات داخل السجن اقول دائما أينما كان أنظمة مستبدة قمعية كان هناك مناضلين حقيقيين يسجلون التاريخ تحت الضرب والتعذيب ويخرجون ليستقبلهم جماهيرهم المخلصة بالحب والتقدير وأينما كان العذاب والتنكيل بالنفس البشرية بأقسى أنواع الألم خرج التعبير عن النفس والمشاعر في أبهى وأصدق صوره خاصة في الأدب الحر، ليكون توثيقًا تاريخيًا لمعاناة السجناء والمعتقلين نتيجة أفعال حيوانية وقمعية للسيطرة على السجناء ونزع الاعترافات منهم قسريًا حتى لو لم توجد جريمة يُدانون بها فكنا نتعرض لاقسى أنواع الظلم والأحكام العرفبة بحقنا جاهزة وخلال تجربتي في سجون النظام القمعي الشمولي ومنفردات الفروع الأمنية التي مازالت ارهابهم يلاحقني في أحلامي رغم وجودي الآن في البلاد المتجمدة اتفق مع المفكر الفرنسي سارتر فيما ورد في كتاب الحيونة الإنسانية يقول في مقدمة كتاب معذبو الأرض أن المستعمر لا يشبه الإنسان، وأن كل من يستعبد الإنسان أو يذله ليس بإنسان أيضًا، حيث كانت مهمة القوى الاستعمارية تحويل ذلك المبدأ إلى واقع يظهر في محاولة المستعمر أو المستوطن إلى معاملة الشعب كدواب تمشي على الأرض، ويسألوني الكثيرين من الأصدقاء ومن خلال خيبة املهم من الواقع السياسي والأحزاب السياسيه الآن في هذه المرحلة الصعبه هل انت نادم على تلك الأيام الثقيلة الصعبة في السجون واطفالك صغار وانت أمام مصير مجهول اقول لا أظن ان أحد ناضل بقناعة من أجل قضيته القوميه يندم مهما كان الثمن بالعكس جميع السجناء يفتخرون بأنهم قاموا بواجبهم المقدس و كل شعب يجب أن يدفع ثمن حريته والحرية في أغلب الأحيان غالية الثمن وفي الختام تحية نضاليه إلى كل الرفاق الذين قضينا معا لحظات الفخر والاعتزاز في سجون الظلم والاضطهاد وتحية إجلال إلى رفاق درب مخلصين مازالوا في قبضة أجهزة القمع وادواتها الرخيصة ونحن ننتظر استقبالهم بفخر رغم طول الأنتظار.

المقال يعبر عن رأي الكاتب