ألفباء السلطات العابرة وديموغرافية مكاننا

ألفباء السلطات العابرة وديموغرافية مكاننا

ألفباء السلطات العابرة وديموغرافية مكاننا
ماهر حسن

قبل التطرق إلى جغرافية وجيوسياسية منطقة كُردستان واستراتيجيتها والاسترسال في التفاصيل وكيف اسى لها اتفاقيات دولية بتقسیم مكاننا وفق تفاهمات بل تواطؤات ماثلة أمام العين في بازار المصالح والصفقات، وبحسب البارومتر: الربح والخسارة، ثمة ما يجب علينا الوقف عليه، في اللحظة الراهنة والحالية، الا وهي انتهاكات وتعريب وتتريك عفرين، الأمر ليس بريئا أبدا لقد تم وضعه بدراية للإجهاز على وجود الكورد في مكانهم. كما يجب القول وبكامل الفم المليء وإيراد الحقيقة وأن الصفة السورية على مكاننا، في مثل هذا المقام لاحقة، وأن امتعض البعض ورفضوا تماما، فهذه الحقيقة ليست من قبيل السجعة، ماحقة ..!! لم تكن عفرين يوما ًما عربية..! وأن الصفة الكُردية هي سابقة على المكان.

وإن تداعت فصائل المعارضة السورية المسلحة والرافضة لوجود الكورد، سياسيا وميدانيا وما أكثرها للاستظلال والدفء تحت خيمة الثورة، يكون لجميع نصيب فيها، ألا وهي خيمة عروبية- تركية بحتة ورافضة اية وجود للمكون الآخر . ولا سيما الكورد، بيد أن ادعاء أصحاب هذه الخيمة، فحسب، أن هذا المكان وأقصد هنا منطقة كُردستان سوريا هي لهم ، دون سواهم ، وتسلط على كل مساحاتها واجب عروبي وتركي، ورمي الكورد – شركاء مثلهم في الثورة وتحت هذه الخيمة- إلى خارج حدودها، كما تحتكر كل شيء لنفسها من خلال وعود معسولة منّ الأمن، ولعلّ في الاحتكام إلى موقف قطع أشجار زيتون وسلب ونهب ممتلكات الكورد، والانهال بالضرب على المسنين من الكورد، وهم كانوا منذ شرارة الثورة الأولى في خط النار الأول، في مكان من صفيح ملتهب، بينما- في المقابل- الفصائل السرسرية، والتي ابتليت به الثورة، يحتفلون أمام محاولات أردوغان لتنخيع مكان ومناطق كوردستان سوريا، كان من شأنه فضح أكاذيب هؤلاء اللائذين إلى أحضان التركية بل تحولوا إلى غول دموي متنكرا دور الكورد في كل شيء.

على كل حال، فإن خطاب الفصائل اللاثورية في عفرين، احتوى على بذور عدة جوانب رئيسية، ليس على أسلوب السلب، ولكن أيضاً على نوع من الثقافة الديكتاتورية، والتي انبثقت في الآونة الماضية، من تشويه الواقع ليناسب احتياجاته النفسية والسياسية المريضة وتقديم حجج مفصلة معاكسة للواقع، تبدو وكأنها مدعومة بدليل منتقى بحكمة ومفسر بذكاء، واستعار تهمة ( كورد PKK) من بور القاحلة للعقلية المتسلطة ولا سيما بمجرد وصولهم الى السلطة في عفرين يتبعون هذا المنطق حتى نهايته المنطقية، ساعين إلى إعادة بناء سوريا ليست على طريق المشاركة أبداً، بل بافعال وانتهاكات حقوق كورد. رغم أنها تتعارض كلياً مع شروط ومعايير الثورة.

سياسة مجلس الوطني الكردي، هي التي أججت عليه أضغان مخططي ومعادي تطلعات الكود، إلا أن المجلس وبالرغم من هذا وذاك فقد تمكن بحنكة أن يلفت أنظار عليه، وإليه، ما دعا بؤر قوى الأعداء( من الكورد والعرب) أن تتهيب دوره ولعله كان سبب رفض وجوده في المناطق الكردية في سوريا، الا أن ذلك لا يعني أبداً أن يقف ساكتا وضمن حدود المقدرة ، على وضع سيناريوهات تعريب وتتريك عفرين وغيرها من المناطق. من هنا ، تماماً، يستطيع المجلس تحديد انطلاقته ميدانيا وسياسيا وحقوقيا ً، وتأطير إسهاماته عن معاناة الإنسان الكرديّ في سوريا.

أعلم أن هنالك ، من يحاول عن سبق اصرار أن يعيد على مسمعنا سؤال - ولا سيما من أنفار - من بكاكاكوية قنديل ، كمجرّد ناقل جاهل، دون أن يمعن إلى ما وصلنا إليه، الا وهي من إنجاز حزب العمال وكل من يعيش ضمن دائرة سياسته، عن وجود في الائتلاف المعارض، الا أن الجواب وجود المجلس ليس لإطفاء أيّ بصيص أمل لقيام كيان كردي ، على العكس بات المجلس أكثر استيعابا ً للمعادلة السياسية، وواجه تفاقم التأليب على الكردي ، وتأثيمه ، وتخوينه، ورفض انتهاكات المسلحين، المكرّرة سلوك النظام نفسه ، تجاه الكرد. وإن كان الأمر حقاً ، كما استشهد بالمثل الكودي الدارج( لا يرى المحراث في عينيه، بل يرى الإبرة في عيني صديقه)
‏Gêsinê di çavê xwe de nabîne, derziya di çavên hevalê xwe de dibîne


المقال يعبر عن رأي الكاتب